كُتاب الرأي

( زيارة الشرع للمملكة )

 

 

تعد المملكة العربية السعودية الحضن العربي لكل العرب ، وكذلك المسلمين حيث فيها أطهر البقاع المقدسة ، وفيها الدفء العربي ، والحمية العربية ، والشهامة ، والكرم الذي عهد به ولاة أمر هذه البلاد ، وشعبها العظيم .
لم تتأخر هذه الدولة( المملكة ) منذ قيامها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز عن فزعتها العربية ، وشهامتها الأخلاقية عن العرب ، وفي كل أقطارهم ، وكل محنهم وحروبهم ، وكذلك استقلالهم .
ماحدث هذا اليوم الاحد 2025/2/3 من زيارة للرئيس السوري الجديد أحمد الشرع للمملكة العربية السعودية ، والتي تعد كأول زيارة له خارج سوريا للمملكة حيث تعرف القيادة السورية الجديدة أهمية المملكة لسوريا كدولة شقيقة ، ومؤثرة دولياً وإقليمياً ، وسوريا تعرف الدور الذي تقوده المملكة وتقوم به في المنطقة ، وهي كذلك ( سوريا ) تعرف أن المملكة لاتصدر ثورة أو تناور على إستقلال سوريا أو أي بلد عربي ، كما تفعل إيران بتصدير ثورتها ، وإقتلاع كل القيم الموجودة في الدولة التي تدخلها ، وتستبدلها بخرافات مجوسية ، وديانات وثنية ، تخلطها مع زواج المتعة ونشر الرذيلة ، من أجل إيقاع شباب تلك الدول التي كانت تطلق عليها دول المقاومة بالسقوط في هذه المحرمات المدمرة ، وإيقاعهم في وحل المخدرات ، وبالتالي ضياع شعوب هذه الدول تحت تلك المزاعم والادعاءات الكاذبة.
تطرقت في مقالات سابقة عن دور مملكتنا العظمى في مساعدة العرب ، وصدق نوايا المملكة في التعامل مع الدول الشقيقة والصديقة ، وأشرت لأهمية أن تضع القيادة السورية الجديدة يدها في يد المملكة لكي تنجو من الأجندة التي قد تختطف هذه القيادة الجديدة في سوريا ، وتحول انتصاراتهم لهزائم داخلية ، وركزت على أهمية الابتعاد عن تنظيم الاخوان الذي يعد كوجه لعملة واحدة مع ايران ، وثورتها الكاذبة الموجهه فقط ضد الاسلام والمسلمين ، وعرجت عن أهمية البعد عن الأجندة القطرية والتركية التي قد تركب ظهر هذه الثورة ، وتحولها لمسارات أخرى ضيقة لخدمة النظام القطري والتركي فقط ، وقد أحسنت القيادة السورية الجديدة فعلاً ماقامت به من تقارب وتنسيق مع المملكة تُوج بزيارة الرئيس السوري الجديد لبلده الثاني هذا اليوم، وأضفت في مقالاتي السابقة عن تحرير سوريا أهمية الانتباه من هذه القيادة للدور الايراني الخطير في استخدام داعش والمنظمات الارهابية الشيعية كمنطلق للتفجيرات في سوريا ، ومحاولة إعادة تنسيقها ( ايران) لإحياء دور أذيالها في دمشق لإثارة الفوضى ، والعمل على إسقاط القيادة الجديدة في سوريا .
إن استقلال سوريا مطلب سعودي ، وكذلك عربي ، وإنتصاره على الحكم البائد ، وكذلك إخراج ايران من سوريا البلد العربي الأصيل يعد نصراً لكل العرب ، وقيام رئيسها هذا اليوم بزيارة المملكة يعطي دلالة واضحة وعظيمة على مد يد هذه القيادة الجديدة للمملكة ، ورغبتها في مساعدتها في الساحة الدولية ومنها رفع العقوبات الدولية عنها ، وهو ما قامت به المملكة منذ بدء انتصار هذه السلطة الجديدة في سوريا.
تحتاج سوريا الكثير ، في المجال الأمني والتدريبات العسكرية الداخلية ، وتحتاج لتدريب الجيش ، وتحتاج لخبرات ميدانية وتدريبية في الكثير من المجالات الوظيفية ، والادارية ، والمالية ، ولدى المملكة القدرة على ذلك ، وتأمينها للاشقاء السوريين ، وتحتاج لخبرات دولية ودبلوماسية ، وتحتاج لإعادة هيكلة في العديد من منشآتها المدنية والعسكرية ، والصحية ، وهي بمشيئة الله ماتستطيع القيام به دولتنا العظمى في سوريا ، ومساعدتها لحين أن تقف هذه القيادة على أقدامها وتشق طريقها بمشيئة الله بنجاح بين دول العالم .
لاتزال ايران وكما نوهت سابقاً تنظر لسوريا نظرة المغبون ، وهي قريبة منها وتوجد في لبنان ، مالم تُقلم أظافرها في هذه الدولة الصغيرة التي إختطفها حزب الشيطان ، ولازالت مؤثرة من خلال تواجدها في لبنان ، وتبقى الحسابات مفتوحة لايران وحزبها في لبنان مع الحكومة اللبنانية الجديدة التي يجب أن تبتعد عن ايران ، وتطرد حزبها من بيروت ، بل تقضي عليه وعلى قادته العملاء امثال بري الذي باع نفسه ودولته للشيطان الاكبر في طهران .
أقول أنه يجب على قيادة سوريا ان لاتغمض عيونها عن ايران ، وايران لن يهدأ لها بال طالما وهي تحس بالهزيمة الكبرى التي تعرضت لها في دمشق ، وعلى اللبنانيين إعادة نظرهم وبسط سلطتهم فوق عاصمتهم المختطفة من حزب الشيطان ، ولعل الأهم في ذلك أن لايعود لهذا الحزب سلطة في بيروت ليعيد تدمير لبنان كما كان يفعل ولايزال ، وأن تنسق سلطة لبنان الجديدة مع الرئيس احمد الشرع في لجم ايران وأذنابها في بيروت ودمشق من خلال تبادل المعلومات ، وتسليم المطلوبين ، وهو ما سيكسر شوكة الحزب في لبنان ، ودرء خطر ايران في هاتين الدولتين المتجاورتين اللتين كانتا ايران تتبجح بإحتلال عاصمتيهما وتضعهما كرأس حربة لدول المماتعة!؟

محمد سعد الربيعي

كاتب رأي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى