رحيق الكلمات

مناجاة لسيدي رمضان

علي بن يحيى البهكلي

مناجاة لسيدي رمضان

أتيتُ..
يحملني يا سيدي كَفَني
أتيتُ أحمل جرحًا
يمتطي وَهني
أتيتُ أشدو
لحونُ البؤس في وَتَري
والموتُ أغنيةٌ شمطاءُ
تسكنني
أتيتُ في ليلةٍ عمياءَ
يَسحَقُها
قهرٌ أناخَ بنا دهرًا
ويسحقني
النارُ تَقتاتُ من كفي أناملَها
والذئبُ يا سيدي
ما زالَ يَنهشني
وأرتدي من جراحي
ثوبَ ذي سَرَفٍ
وفي دمائي
تهاوتْ -سيدي- سُفُني
أتيتُ يا سيدي
والعينُ قد سُمِلَتْ
أرنو إلى (عينِ جالوتٍ)
لِتُبْصَرَني
أتيتُ
والغلُّ والإذلالُ قَيَّدني
يا سيدي
أرتجي (فتحًا)
لِيُعْتِقَني
في ليلةٍ
حشوها الظلماءُ
موحشةٍ
أتيتُ
أطلبُ (بدرًا)
كي أرَى زمني
يا سيدي
أنتَ يا شهر الصيامِ
أرى كَفَّيْكَ
نحو ضياءِ العزمِ ترفعني
شهرَ العطاء
انطلقنا دونما كللٍ
فالنصر آتٍ
وكَفُّ المجد تَجذبني
صامتْ عن العجزِ والإذلالِ
أمتُنا
يا سيدي
وشعاعُ الفجرِ
يَغسلني
يا سيدي
أمتي إنْ أُرهقتْ زمنًا
لن ترتضي الذلَّ
لن تحيا مع الوهنِ
أكادُ أبصرُ
في الآفاقِ وثبتَها
لا بُدَّ
بعد كسوفِ الشمسِ
مِن عَلَنِ
شاعر سعودي

علي بن يحيى البهكلي

أديب وشاعر سعودي، تربوي متقاعد، طالب دكتوراه في فلسفة التربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى