رموزنا الوطنية بين الإعجاب والتقديس
محمد الفريدي
يوم أمس، كنت أمشي في ممشى الهجرة بالمدينة المنورة، وقد تملكني شعور عميق بالانتماء والفخر بوطني، فتذكرت كيف نشأت على حب هذا الوطن، وكيف زرع فيه أجدادي قيم الوطنية والإخلاص، وبينما كنت أمشي، رأيت مجموعة من الشباب وبأيد بعضهم بعض الأعلام يتناقشون حول الأعلام والشعارات التي يرفعونها في يومنا الوطني ﻭ مناسباتنا الوطنية.
وكان أحدهم يقول:
(الوطنية ليست سوى كلمات نرددها)، شعرت في لحظتها بأنني بحاجة إلى الرد، فاقتربت منهم، وقلت لهم:
(الوطنية ليست شعارات، إنها امتحان حقيقي، وتضحية، والتزام بالمبادئ والقيم)، ثم رويت لهم قصة جدي الذي استشهد دفاعا عن أرضه، وكيف كان يؤمن بأن التضحية من أجل الوطن هي أعظم مبدأ يمكن أن يتحلى به الإنسان.
عندما يتحدث الشعوبيون فأنهم يتحدثون بنفس ما تحدث به هذا الشاب، ويزعمون بأن لا شيء يفوق قدسية الحياة، ويستغلون هذا المبدأ بطريقة خبيثة بهدف إقناع أبنائنا بأن دولتهم تضيع أرواحهم في الدفاع عن قضايا لا تخصهم، ويصورون لهم بأن الموت من أجل الوطن موت من أجل رموز أضفينا عليها هالة مقدسة، وهي ليست مقدسة.
ونحن نقدم أعدادا لا تُحصى من الأرواح لحماية الأوطان واستقلالها، وتصبح حياتنا التي نضحي بها ثمنا لتحقيق هذا الهدف، وبعض حكامنا يضحون بأرواحنا فداء لأنفسهم، وكأنهم يقدمون قرابين بشرية لآلهة، وهذا يُظهر أن تضحياتنا في الحروب ليست دفاعا عن أوطاننا بل عن الحكام أنفسهم، فبدلا من أن تكون الأوطان في خدمتنا، أصبحنا نضحي بحياتنا من أجل بقائها وبقاء حكامنا على كراسيهم.
تأملوا كم من الأرواح ضحينا بها في سبيل وطن، أو حاكم، أو قبيلة، وفي النهاية، كثير منا لا يدرك إلى أي وطن أو عشيرة ينتمي.
هذا المشهد يتجلى بوضوح في أوروبا، حيث تلاشى مفهوم العشائرية منذ زمن، وأصبح الأوروبيون يضحكون على حروب أجدادهم التي خاضوها، بسبب انتماءات فقدت قيمتها.
هذا الاستخدام الخبيث بهذه اللغة والكلمات يعبر عن محاولة خبيثة لتقويض قيمة الوطن في نفوس أبنائنا، وزعزعت الثقة في التضحيات الوطنية، وإضعاف الروابط الاجتماعية.
إن مثل هذه الرسائل تسعى إلى تشويه مفهوم الولاء والانتماء، وتشجيع الأبناء على الابتعاد عن التضحية من أجل الوطن. ومن علامات هؤلاء الشعوبيين أنهم يطلقون على الوطن اسم (الوثن)، مما يعكس نظرتهم السلبية تجاه الوطن ورموزه الوطنية.
لهذا نقول لهؤلاء الشعوبيين إن الوطنية عند السعوديين وقيادتهم ليست مجرد كلمات أو شعارات تُرفع، بل هي اختبار حقيقي يكشف عن أصالة معدن الإنسان السعودي.
وفي المملكة، تُعد الوطنية من أعظم الامتحانات التي تميز المخلصين من الخائنين، أما الذين يسقطون في هذه الامتحانات، فيُسجلون في صفحات التاريخ كعناصر منسية، لا يذكرهم أحد إلا بالخزي والعار.
وعلى مر العصور، قدم أجدادنا نماذج مشرفة، بدءا من الأبطال الذين دافعوا عن أراضيهم، واستشهدوا على ثراه، وصولا إلى حكامه الذين رسموا سياسات الحكمة والعدالة، واستشهدوا وهم يدافعون عن وطنهم في خندق واحد مع شعبهم.
منذ القدم، عرف السعوديون قيمة الوطن، واعتبروه جزءا أساسيا من هويتهم، والوطنية لديهم ليست مجرد شعور وانتماء، بل هي تضحية وعمل وإخلاص في بناء وطن توارثوه من الأجداد، وحافظوا عليه إلى اليوم بكل ما يملكون، وسيحافظون عليه إلى الأبد.
اليوم، تواجه المملكة تحديات كبيرة على مختلف الأصعدة، سواء كانت اقتصادية، أو سياسية، أو اجتماعية. ولكننا سنتجاوزها بإذن الله، فما يميزنا نحن السعوديين هو وحدتنا والتفافنا حول قيادتنا، وفي ظل هذه التحديات، تتجلى وطنيتنا في أبهى صورها، حيث نقف مع حكامنا صفا واحدا في مواجهة الأعداء والمتربصين بأمننا واستقرارنا.
الوطنية ليست مجرد شعارات نرفعها في المناسبات، بل هي امتحان حقيقي يكشف معدن الإنسان السعودي. فهناك من سطروا أسماءهم في صفحات المجد، وهناك من سقطوا في مستنقع الخيانة. والتاريخ لا يرحم؛ فالخيانات التي حدثت ستظل وصمة عار تلاحق أصحابها. ولن يبقَ في النهاية سوى الأوفياء الذين يعرفون أن الوطنية ليست مجرد حب للأرض، بل هي أيضاً التزام بالقيم، وولاء للشعب والقيادة والأرض، وتضحية في سبيل رفعتها.
في ظل المتغيرات السريعة التي تمر بها مملكتنا والعالم، يتطلب منا جميعا تعزيز قيم الوطنية والانتماء.
كل فرد فينا يحمل مسؤولية نشر الوعي وتعزيز الروابط الاجتماعية، وعلينا أن نستذكر دائما أن التاريخ لن ينسى من وقف مع وطنه في الأوقات الصعبة.
إن الفخر بالوطن لا يقتصر على الكلمات، بل يجب أن يُترجم إلى أفعال، وذلك من خلال دعم المبادرات الوطنية والمشاركة في الفعاليات المجتمعية. فلنعمل معا لتعزيز صورة وطننا، ولنجعل من القيم الوطنية نبراسًا يقودنا نحو مستقبل أفضل، فالوطن يستحق منا كل الحب والتضحية، ولنكن جميعا جزءًا من هذا الحلم الكبير.
وأخيراً الوطنية ليست مجرد شعارات ترفع، بل هي أفعال تخلد في التاريخ، ولتبقى مملكتنا دائما في قلوبنا، وعلينا أن نكون حماةً لها، فالوطن لا يُبنى إلا بأيدٍ مخلصة وقلوب وفية.
كاتب رأي



ادام الله عز وطننا وحبها في قلوبنا وقلوب اجيالنا القادمة باذن الله وجزيل الشكر أ محمد على هذا المقال الذي يوضح معني حب الوطن والانتماء له وفعلا اجيالنا تحتاج إلى مثل هذه الكلمات عميقة المعنى تصل إلى قولهم قبل عقولهم جزاك الله خير الجزاء
الأستاذة الفاضلة الجوهرة حفظها الله ورعاها.
أشكركِ جزيل الشكر أستاذة على كلماتكِ الجميلة، وحفظ الله وطننا وأدام حبه في قلوبنا وقلوب الأجيال القادمة، لا شك أن غرس حب الوطن والانتماء له في نفوس الأجيال هو مسؤولية عظيمة، اسأل الله أن نكون عند حسن الظن في توصيل تلك المعاني العميقة التي تمس القلوب قبل العقول، وجزاكِ الله خير الجزاء على ردكِ واهتمامكِ، و تقبلي فائق تحياتي واحترامي.
محمد الفريدي
حفظ الله مملكتنا الحبيبة
وطننا ليس كأي وطن والحمد لله
وولاؤنا له لابد ان يكون مميزا يليق ببلاد الحرمين
و أرض الإنسانية و موطن السلام
بورك طرحك البناء أستاذنا القدير
شكرا جزيلا أستاذة شقراء على كلماتك الطيبة التي لم تخرج إلا من نفس طيبة ، حفظ الله مملكتنا الحبيبة، وأدام عليها نعمة الأمن والأمان.
بالفعل سيدتي، ولاؤنا لهذا الوطن العظيم الذي هو مصدر فخرنا واعتزازنا.
نسأل الله أن يوفقنا جميعا لخدمته بما يليق بمكانته السامية كبلاد الحرمين الشريفين وموطن الإنسانية والسلام.
بورك حضوركِ الكريم ودعمكِ المستمر، وتقبلي خالص شكري وتقديري.
محمد الفريدي
حقيقة خير فعلت أستاذ محمد بتوجيه الشباب إلى القيمة الحقيقية للكلمات والشعارات فهي ليست رموز تكتب ولا عبارات ترفع
وأبدعت حقيقة في سرد هذا المقال الذي جمع قدر كبير من الوطنيّة والتوجيه لحقيقة الفخر والاعتزاز بالوطن
أبدعت حقيقة فلك كل الشكر والتقدير
الأستاذة الفاضلة نعيمة البدراني حفظها الله
أشكرك جزيل الشكر على كلماتك الطيبة ، ومن واجبنا جميعا أستاذتنا أن نوجه الأجيال الشابة إلى المعاني الحقيقية من الشعارات والكلمات التي نرفعها، فهي ليست مجرد شعارات فقط، بل هي تمثل بالنسبة لنا قيما ومبادئ نسير عليها في خدمة الوطن.
سعيد جدا بأن المقال لاقى استحسانك، وما كتبته ما هو إلا انعكاس لمشاعر الفخر والاعتزاز التي نحملها جميعا تجاه وطننا.
شكرا لكِ سيدتي على دعمك الدائم الذي أعتز به، وكل عام وأنت بخير و تقبلي فائق تحياتي.
أخوكم
محمد الفريدي
سعادة الأستاذ محمد علي الفريدي قلم أديب بارز ورئيس تحرير يترأس صحيفة [ آخر أخبار الأرض الإلكترونية ] التي جاءت تُقدِّم تجربة صحفية مختلفة عن سابقاتها بدليل ظهورها المميز بأقلام كبار الكُتَّاب وكَاتِبَات الرأي في أعمدة هذه الصحيفة التي لقت رواجاً ومتابعة بأعداد مئوية من داخل المملكة وخارجها.
إضافة لإنضمام مجموعة من الأقلام الصحفية التي حققت نجاحا خلال سنوات مضت ولا زالت تعطي بنثار أقلامها ومن هذه النماذج الزميل التربوي والمستشار الإعلامي الدكتور سعود المصبيح الذي أنار صفحة الرأي فجر اليوم بكلمة ضافية عن مناسبة اليوم الوطني وغيره الكثير من كُتَّاب الأعمدة الصحفية والشعراء بنصوص وقصائد شعرية امتلكت لباب القلوب المُفعمة بحب الوطن والإعتزاز بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظهم الله.
وهذا يُعود لفطنة وذكاء سعادة رئيس التحرير الأستاذ محمد علي الفريدي الذي يمتلك خبرة السنين ويتحدث عن الوطن بلغة راقية تجذب القاريء والمُتابع لتدُوم هذه الإحتفالات بذكرى العيد الوطني كنموذج للوفاء …
لوطن يستحق منا جميعا هذا المشاعر الصادقة بعمق الإنتماء …
فليحفظ الله الوطن في ظل قيادته الرشيدة.
أخوكم/ محمد حامد الجحدلي تربوي وكاتب صحفي نائب رئيس تحرير صحيفة آخر أخبار الأرض الإلكترونية.
@abumotazz
سعادة الأستاذ الدكتور / محمد حامد الجحدلي، نائب رئيس التحرير حفظه الله
أشكركم أستاذي من أعماق قلبي على كلماتكم الطيبة التي تحمل في طياتها الكثير من الدعم والتقدير المعهود عن سعاتكم ، ونجاح صحيفة “آخر أخبار الأرض الإلكترونية” لم يكن ليتحقق لولا دعمكم وتكاتف جهود فريق العمل المتميز الذي تشرفون عليه، وإسهامات أقلام مبدعة مثل قلمكم وقلم الدكتور سعود المصبيح.
وصحيفتنا تفخر بوجود كوكبة من الكُتّاب والكاتبات والشعراء والشاعرات الذين يعبرون بصدق عن حبهم للوطن واعتزازهم بقيادته الرشيدة.
واستمرار هذه المسيرة هو ثمرة شغف وعطاء حقيقي وجهود الجميع ، ولنا في قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين نموذج يُحتذى به في الوفاء والعطاء.
حفظ الله وطننا الغالي، ودامت لنا هذه الافراح ، وهذه الروح الوطنية التي تجمعنا، ودام عز وطننا ، وكل عام وأنتم والوطن وقيادته بألف خير.
أخوكم
محمد الفريدي
سعادة الأستاذ محمد علي الفريدي رئيس تحرير صحيفة آخر أخبار الأرض الإلكترونية كلماتكم الجزلة مثار إعجاب جميع شركاء النجاح بهذه الصحفية من الزميلات والزملاء فريق العمل الصحفي وكذلك جميع من شرَّفنا بشغف إنطباعاته ونثار قلمه نثرا ونصوص شعرية ووجد مكانه في سويداء القلب عبر هذه الصحيفة الغراء التي هي من نسج مشاعرهم الصادقة وخواطرهم لتصبح بصماتهم هي المداد والطاقة الإبجابية التي يشعر بها الجميع كما أود أن أسجل عظيم تقديري لنبل وكرم دعمكم لشخصي ولبقية فريق العمل الصحفي فلكم مني عظيم تقديري واعتزازي…
محبكم/ محمد حامد الجحدلي
ولِي وطنٌ إذا استيقظتُ صبحاً
أقبِّلُ في فـضــاءاتــي ثـــــــراهُ
وإنْ أمـســـيتُ أحـمــلُه مـــناماً
فعُـمــري كـله يــهــــوى رُبــــاهُ
هو الأيـــامُ أحــياها اشــتـــهاءً
هو الأنفــاسُ تنـــبضُ من رؤاهُ
الدكتور مروان المزيني .
أبدعت في نظم هذه القصيدة العذبة التي تعكس صدق الانتماء وعمق الحب للوطن.
كلماتك تنبض بالعزة والولاء، وتنقل لنا مشاعر كل مواطن يعشق أرضه ويحتفي بتاريخه ، والتصوير الجميل في أبياتك يجسد علاقة لا تنفصم بين الإنسان السعودي والوطن، فقد جعلت من الوطن ليس مجرد مكان، بل حياة ونبض يستمر مع كل لحظة.
دامت قريحتك الشعرية سيدي ودام عطاؤك.
محمد الفريدي
لا فض فوك
أجدت وأحسنت
الاستاذ الفاضل الدكتور/ مروان المزيني حفظه الله ورعاه
أشكرك جزيل الشكر أستاذي على كلماتك الطيبة ، وشهادتك هذه أعتز بها وأضعها وساما على صدري.
أسأل الله أن يوفقنا جميعا لخدمة الكلمة والفكر والحرف، وأن نواصل مسيرة الإبداع والرقي، وكل عام وأنت والوطن بألف خير .
محبكم / محمد الفريدي
دام لنا هذا الوطن، ودام ولاءنا
الأستاذة الفاضلة آمنة يوسف .. حفظها الله ورعاها
أسعدني تعليقك سيدتي، ودام لنا هذا الوطن الشامخ بفضل الله ثم بفضل ولائنا له ، وأبارك لكِ ولجميع القراء الأعزاء باليوم الوطني، اسأل الله أن يحفظ بلادنا ويديم عليها نعمة الأمن والأمان، وأن نواصل جميعا البناء والتقدم تحت رايته الخضراء ، وكل عام وأنتم والوطن بألف بخير.
محمد الفريدي
مقالك يااستاذ محمد يعكس عمق الانتماء والفخر الذي يشعر به كل منا تجاه وطنه.
لقد تمكنت بإبداعك من تجسيد معنى الوطنية الحقة ، حيث لا تقتصر على الكلمات بل تتجلى في الأفعال والتضحيات. قصتك عن جدك تلهمنا جميعا لتقدير القيم التي أسسها الأجداد، وتعزز فينا أهمية الالتزام بمبادئ الوطن. شكرًا لمشاركتك هذه اللحظات المؤثرة أ. محمد🌹
سعادة الأستاذة الفاضلة ابتسام الجبرين مديرة التحرير .. تحية طيبة وبعد:
أشكركِ جزيل الشكر على كلماتكِ الراقية التي أضفت عمقاً كبيرا على مقالي.
إن وطننا يستحق منا كل انتماء وفخر، وأنا سعيد جدا بأنني تمكنت من إيصال تلك المشاعر من خلال هذا المقال، وإحياء ذكرى الأجداد وتضحياتهم واجب علينا جميعا، لأنهم الأساس الذي بُني عليه حاضرنا ومستقبلنا. شكرا لكِ سيدتي وأسعدني أن المقال لامس فيكِ هذه المشاعر الوطنية النبيلة ، و تقبلي فائق تحياتي.
محمد الفريدي