كُتاب الرأي
رفقاً بالمتقاعدين كبار المواطنين

رفقاً بالمتقاعدين كبار المواطنين
ما بين تسليم خطاب المباشرة بالعمل وخطاب الإحالة إلى التقاعد المبكر أو نهاية الخدمة النظامية يعيش الموظف العمل بكل ما فيه ؛ من الواجبات والمهام والمسؤوليات في رحلة حياة عملية تطبيقية طويلة وشاقة ومليئة بالتحديات والصعوبات والعقبات والمؤثرات والضغوط المختلفة والمتباينة.
في تلك الرحلة الممتعة والجميلة والشاقة كذلك ! ينتقل فيها حسب المهام والمسؤوليات والأدوار المنوطة به ، وهو ذلك الحريص على النمو المهني والمعرفي والعلمي ، وترك الأثر الإيجابي الكبير والبصمة العظيمة والكبيرة في الأقوال والأفعال الصادرة منه على الموظفين والموظفات الذين يرأسهم والإدارة التي يعمل بها .
في القطاعين الحكومي أو القطاع الخاص الأهلي ربما كانت لذلك الموظف الرحلات والجولات الطويلة في مشارق البلاد أو في مغاربها ، في شمالها أو في جنوبها ، في تلك القرى أو الأرياف الجبلية أو الساحلية ؛ ومع كل تلك التنقلات والتكاليف والمسؤوليات والأدوار فهو الموظف المجتهد والمثابر في إنجاز كل ما كلف به وعلى المستوى الاجتماعي الأسري ؛ فهو الزوج الصالح والأب الحنون ، والمربي الفاضل لأهله وأولاده ، وهو القلب الكبير لهم جميعاً في توفير جميع الاحتياجات الضرورية والأساسية لهم ، وهو القائد الرحيم لسفينة الأسرة الكريمة والعائلة المحترمة.
في مراحل حياته ورحلته العمرية الطويلة والمديدة أكرمه الله تعالى وأعانه على توفير المسكن الطيب الجميل للأسرة الكريمة والعائلة المحترمة ، والمركب الطيب الجميل المريح ، والمآكل والمشارب والملابس والأمن والأمان والاستقرار خلال تلك الرحلة الممتعة والجميلة والشاقة كذلك ، واهتم وأشرف على تربية الأولاد الذكور والإناث وتعليمهم وتنشئتهم والعناية والرعاية لهم ، وقد صنع مع زوجته الصالحة الكريمة من البنين والبنات الموظفين والموظفات والأزواج والزوجات.
بعد هذه الرحلة العملية الطويلة وما ترك فيها من الآثار الطيبة الجميلة الحسنة فيمن كان حوله ! أو كان معه ! يعود من ذلك القطاع بمكافأة نهاية خدمة ، وراتب تقاعدي يجتهد هو في حسن إدارته له ! حتى يغطي جميع الاحتياجات الضرورية والأساسية في حياته الجديدة القادمة خصوصاً مع أسرته الكريمة الكثيرة !
ويصل بعضهم إلى نهاية الخدمة النظامية في العمل وقد ألفته الأمراض والأسقام والأوجاع الحقيقية ؛ فمن الأمراض والأسقام والأوجاع الجسدية كالضغط والسكر والقلب والكلوى وغيرها والأمراض والاضطرابات النفسية والمزاجية كالقلق والاكتئاب !
مع ما يجده بعضهم من العنت داخل البيوت الطيبة المطمئنة ، في زيادة التكاليف المادية العالية ، وربما اعتزاله وتهميشه وعدم الحديث معه أو الاهتمام به من الأولاد والزوجات .
ونحن في أسر وعوائل مسلمة مؤمنة وفي مجتمع حيوي مسلم يعرف أهمية الرحمة للجميع ! وأهمية المحبة والمودة للجميع ! وأهمية البر والصلة والإحسان إلى الكبير !
لذلك حق علينا أن نرفق بالمتقاعدين كبار المواطنين ونذكر الجميع بهذه الوصايا والتوجيهات العظيمة والكبيرة :
أولاً: الاحترام الكبير للمتقاعدين : فهم الآباء والأمهات والأرحام والأصهار ، وهم العظماء على الحقيقية ، وهم الذين يستحقون الاحترام والاحترام من جميع أفراد الأسرة الكريمة ومن المجتمع كذلك .
ثانياً: التقدير الكبير للمتقاعدين :
وهذا من حقهم على الأولاد الكرام وعلى الأسر الكريمة والعوائل المباركة وعلى المجتمع الكبير ، ومن صور التقدير الحقيقي التواصل الدائم والمستمر معهم ! كذلك من صور التقدير المحافظة على دعوتهم لحضور الاحتفالات والمناسبات الاجتماعية المختلفة ! ومن صور التقدير الحقيقي التقدير المالي لهم ! و مراعاتهم في السلع والإيجارات وشراء السيارات ، وعند زيارة المشافي الأهلية الخاصة وغيرها .
ثالثاً: أنزالهم منازلهم التي يستحقونها :
في المجالس ، وفي الأماكن العامة والخاصة ، في الخدمات المقدمة المختلفة .
رابعاً: الاستفادة من بعضهم من أصحاب الفكر والتفكير والمهارات الوظيفية العالية كخبراء في تخصصاتهم.
خامساً: الدعم لأصحاب الهمم العالية والتجارب والخبرات الكبيرة في توثيق تلك التجارب والخبرات العملية في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي.
سادساً: الاقتراب منهم في البيوت الطيبة المطمئنة من الأولاد والزوجات والأحفاد والحديث معهم ، والإستئناس بآرائهم ومقترحاتهم في الموضوعات المختلفة في الحياة الإنسانية.
سابعاً: الدعم والمساندة والتحفيز والتشجيع لبرامج جمعية المتقاعدين ، وحث المتقاعدين على المشاركة الفاعلة فيها .
ثامناً: الدعم والمساندة والتحفيز والتشجيع لمجموعات التخصصات والاتجاهات العلمية والأدبية مثل الجمعية السعودية للعلوم الرياضيات وغيرها من الجمعيات التخصصية.
تاسعاً: حثهم ودعمهم وتشجيعهم على المشاركة الفاعلة في مؤسسات المجتمع المدني
كالجمعيات الخيرية وغيرها.
عاشراً: المتقاعدون رجال ونساء أكفاء ساهموا في البناء والعمل الدؤوب في صياغة وصناعة الإزدهار والتطور على المستوى الأسري والاجتماعي وعلى المستوى الثقافي والمعرفي والعلمي وعلى المستوى العام لمؤسسات الدولة المختلفة ؛ وما ينعم فيه الأولاد من الذكور والإناث اليوم من فاره المساكن والمراكب والمآكل والمشارب والملابس والأمن والأمان كل ذلك وغيره من فضل الله تعالى ثم مما كسبه أولئك الكبار من المتقاعدين والمتقاعدات الأبرار …
فرفقاً بهم ! ورفقاً بكبار المواطنين المواطنات…