كُتاب الرأي

رعاية الإرث الأدبي

 

 

بقدر أهمية الكتابة الصحفية، في أي موضوع من المواضيع التي تستحث هِمَّة الكاتب، وتستحوذ على حرصه على تقديم الجديد، بما يراه هو الأفضل من وجهة نظره الشخصية، والتي تخضع للنقد وتبادل الرُّؤى، بما يضفي على المقال درجة من الرِّضا لدى الناقد والمتابع، ويأتي في مقدمة ذلك القارئ، بما يعكس ثقافة الكاتب وتجربته الصحفية، بين الإيجابية والسلبية وفي كلا الأمرين ما يخضع للصواب والخطأ، ففي هذه الإطلالة وإن شئت أن أقول المقدمة المختصرة، ما يُبَرِّرُ موقف الكاتب من إبداء وجهة نظره وحرصه على تقديم الأفضل، بعيداً عن النَّزف في كثرة المقالات، مهما كانت رغبته وما يتوفر لديه من وقت، وأنا هنا لا أدعي الكمال.

وإنما أستقي من التَّجارب بما يسمح به وقتي، واكتفي بطرح وجهة نظري، دون إصرار على التمسك بالرأي، والحديث عن الإرث الأدبي، وكيفية المحافظة عليه، والجهات الرسمية ،التي هي مسؤولة عن رعايته، وهي رسالة تاريخية حضارية، وأمانة وطنية تتبادل أدوارها الأجيال عبر سنوات العُمر، وفي الكتاب الالكتروني لمؤلفه الأستاذ محمد توفيق بلو، متحدثا عن رحلة أدبية ماتعة، مع أحد رواد الأدب والفكر السعودي، يُطلُّ علينا بابتسامته المعهودة ووجه البشوش، الذي لا تمل أن تُدقِّق في ملامحه الصادقة، إنه الذي قال عن نفسه ” أنا طاهر زمخشري” كما قيل عني: ” كومة من الفحم سوداء تلبس ثياباً بيضاء تقول شعراً “.

وفي ردي على مؤلف الكتاب: أننا ننتظر المزيد من تاريخ الإرث السعودي، ممثلة في مجموعة الرُّواد، وفي مقدمتهم الشاعر والأديب الأستاذ طاهر زمخشري، وكان من حُسن حظي أن ألتقي به في منزله بجدة عام 1982م، قبل وفاته بخمس سنوات، في حديث صحفي لازال يمثل لي ذكرى جميلة غير مسبوقة، وأنا في مستهل حياتي الصحفية، اختلطت في ذلك اللقاء مشاعره الصادقة بالدموع، بالرغم من ظروف الصحية رحمه الله، وفي ذات السِّياق طالبت بفلم وثائقي، عن مسيرته الأدبية والإعلامية، وجاءني رد المؤلف بإطلاق مبادرته التي تُضاف لتوجُّهات وزارة الثقافة، ضمن رؤية المملكة 2030 وتنص على رعاية الإرث الأدبي  للرعيل الأول من الشعراء السعوديين.

وتتضمن رؤية المؤلف الأستاذ محمد توفيق بلو (سبط الأديب الزمخشري)، بجمع الأعمال الأدبية والإعلامية والفنية للرعيل الأول من النُّخب الفكرية، وإعادة إصدارها عن طريق بوابة إلكترونية، للاستفادة منها من قبل الباحثين والمهتمين بالإرث الأدبي، على أن تُدشَّن في اليوم العالمي للشعر، الذي أعتمد من اليونسكو في دورته الثلاثين، التي عقدت في باريس عام 1999م، حيث تقرر 21 مارس من كل عام يوماً عالمياً للشعر، وفقا لمقررات اليونسكو الهادفة لدعم التَّنوع اللغوي الفكري، والتَّبادل الثَّقافي بين الحضارات، والشعر يُعد حجر الأساس في تعزيز الجوانب الإنسانية، وتعارف الشعوب فيما بينها، حفاظا على الهوية والتقاليد الشفهية على مر العصور عبر التاريخ.

 

محمد حامد الجحدلي

نائب رئيس التحرير

الدكتور محمد حامد الجحدلي

مستشار رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى