( رسالة لم يبللها الموج)

الدكتورة إيمان أشقر
( رسالة لم يبللها الموج)
قبل أعوام لا تحصي عددها ، وقفت على ذلك الشاطيء البعيد ،
أفتقدته كثيراً حينها ، حزِنت لأنه لم يكن معها ، لم تجد رسولاً يحتمل حر أشواقها ، و أبت النوارس أن تحمل في ساقيها حنينها إليه .
كان الوصول إليه غير آمن ،مجدافها مكسور و قاربها هزيل ،
و هي في أضعف صبرها ، كتبت شوقها إليه على بقايا شراع مزقته الرياح ، طوت الرسالة و وشوشتها باسمه ، أوصتها أن لا تُفتح إلا به ، وضعتها في زجاجة و ألقتها في احضان بحر يحفظ السر ..
هذا الصباح عادت إلى الساحل الذي يتذكر مرورها في مثل ذلك اليوم ، عادت بعد زمن اصبح فيه مفرق شعرها ك موج يعلوه زبد ،
نظرت إلى الرمال تبحث عما اخفته ، تمنت أن لا تجدها و أنها وصلت إليه ،
ازدادت لهفتها ، فالرسول ليس هناك ،
فجاة لمحت شعاع الشمس في عين زجاجة من بعيد ، أه أنها هي ، مازالت هناك
حزنت و تتبعت ظل الشمس ،
غاصت خطواتها في الرمال ، وجدتها ، نفس الزجاجة و كأن بصماتها لم تزل عليها ،
ارتجفت ، فتحتها في وجل ، رسالتها لم يبللها الموج ،
شهقت ، أصابها دوار الشوق و اللهفة ،
لا تعلم ماذا هناك ،
فتحت الرسالة ،
سطرين لا اكثر ( بين أضلعي أنتِ ، لم تغادريني ، قلبي بحرك الذي لا غرق فيه ، كوني على يقين بعمق هذا البحر أحبك )
مسحت خدها من دمع بلله ، قبلت الزجاجة ،
حملتها ،
أخفتها في متاعها و غادرت .
كاتبة وشاعرة وقاصة
٢٠٢٤/١١/٢٤