نادي القصة

رسالة قديمة

نعيمة البدراني

رسالة قديمة

توقف هاتفي عن استقبال أي شي
ذاكرته ممتلئة تختزن كل شي
صور مكررة ورسائل وتطبيقات وبرامج
حان الوقت لتفريغ المساحة لحذف مالا أريد
خمسة أعوام هي ذاكرة هاتفي
هي المرحلة الأكثر راحة ربما بحكم الوعي والنضج
أزيلُ الصور والرسائل ،وأبتسم ،أبعثُ الذكريات من مرقدها ،وأستمر
مكررة، عشوائية ، ضبابية تفاصيل …..لايهم .
كنتُ استمتعُ وأوثّقُ حتى يأتي يوم وأستعيدُ أياماً ذهبت
أزيلها بعد أن أتأملها كثير وأبتسم كانت أيام سعيدة فعلا، ولكنها غادرت. تغيرت المدن وكبر الأطفال ورحل من رحل
ووصلتُ الرسالة القديمة
جاءت من …؟
متُ منها !
جاء فيها …
أزلتها قبل أن أكمل قرأتها ،مازال ألمها
ذاكراها باقية… لم أنسها يوما
ولكني تناسيتُها
لمَ بقت هنا تختبئ بين صور السعادة ورسائل الفرح؟
إنها الرسالة القديمة
ربما هي التي ضيّقت المساحة الأكبر مني أيضا
هي التي حصرتني في زواية الحذر
ربما لو لم تكن بهاتفي وفي ذاكرتي لكنتُ في حال أخر
رسالة أليمة حاقدة من قلب أشر
أخذت مني وقتا للنسيان وللتجاوز
ذهبت الآن …. وذهب الآثر
وأنا كهاتفي فارغة من رسالة قديمة
فارغة من الألم .

كاتبة قصص ورأي وخواطر

 

نعيمة محمد البدراني

كاتبة رأي و خواطر وقصص

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى