رحيل الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ… مسيرة علم وعطاء

رحيل الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ… مسيرة علم وعطاء
✍️ سلوى راشد الجهني
فقدت المملكة العربية السعودية والعالم الإسلامي صباح يوم الثلاثاء الأول من ربيع الآخر 1447هـ الموافق 23 سبتمبر 2025م، واحدًا من أبرز أعلامها الشرعيين، فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ – مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء – الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى بعد مسيرة حافلة بالعلم والدعوة والإرشاد.
النشأة والمسيرة العلمية
وُلد الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ عام 1943م في مدينة الرياض، في أسرة عُرفت بالعلم والارتباط الوثيق بالدعوة والإرشاد. حفظ القرآن الكريم منذ صغره، وتلقى علوم الشريعة واللغة العربية على أيدي كبار العلماء، ليبدأ بعدها رحلة طويلة في ميادين العلم والإفتاء.
تميّز الشيخ بعمق علمه ورسوخ قدمه في الفقه والفتوى، وتدرّج في المناصب العلمية والدينية حتى أصبح المرجع الأعلى للفتوى في المملكة.
المناصب التي تولاها
شغل الفقيد عدة مناصب رفيعة، منها:
مفتي عام المملكة العربية السعودية.
رئيس هيئة كبار العلماء.
الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء.
رئيس المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي.
ومن أبرز محطاته، إلقاؤه خطبة يوم عرفة في مسجد نمرة بعرفة لمدة 35 سنة متواصلة، منذ عام 1982 وحتى عام 2015، وهو ما جعله رمزًا للصوت الشرعي الذي يوجّه المسلمين في أعظم المواقف.
دوره العلمي والدعوي
كان الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ مثالًا للعالم الرباني، إذ عُرف بالزهد والتواضع، وبحرصه على وحدة الأمة، وإشاعة روح الوسطية والاعتدال. ساهم بفتاواه وخطبه ومحاضراته في معالجة قضايا المجتمع، وتقديم الحلول الشرعية لمستجدات العصر، فكان مرجعًا للمسلمين داخل المملكة وخارجها.
بيان الديوان الملكي
أعلن الديوان الملكي نبأ وفاته، ووجّه بإقامة صلاة الجنازة عليه بعد صلاة العصر في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض، كما أُديت صلاة الغائب في المسجد الحرام بمكة المكرمة، والمسجد النبوي بالمدينة المنورة، وفي مساجد المملكة كافة في وقت واحد، في مشهد يعكس مكانة الشيخ في قلوب المسلمين.
الأثر والإرث
برحيله، خسر العالم الإسلامي عالمًا جليلًا وعَلَمًا بارزًا من أعلام الفقه والإفتاء، لكن أثره سيبقى خالدًا بما خلّفه من علم نافع، وفتاوى راسخة، وسيرة عطرة تُذكر في مجالس العلماء والطلاب. لقد كان صوتًا حكيمًا ناصحًا، وقائدًا شرعيًا حمل همّ الأمة، وأفنى عمره في خدمة الدين ونشر الرسالة المحمدية.
ختام
نسأل الله تعالى أن يتغمّد الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ برحمته الواسعة، وأن يجزيه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وأن يُلهم أهله وذويه وجموع المسلمين الصبر والسلوان.
رحم الله الفقيد وأسكنه الفردوس الأعلى.
كاتبة رأي