كُتاب الرأي

رحلةٌ أدبيةٌ تنسجُ خيوطَ النور من صمتِ الإنكسار

رحلةٌ أدبيةٌ تنسجُ خيوطَ النور من صمتِ الإنكسار

كتبته : أميرة عبدالله المغامسي.

تلقَّيتُ دعوةً كريمةً من الكاتبة سارة الغامدي لحضور حفل تدشين كتابها “رحلةُ نور الصمت: من الانكسار إلى السلام”. وبرغم أنّ بُعدَ المسافة حال دون حضوري الفعلي في مدينة تبوك، فإنّ مُتابعتي للبثِّ المباشر عوّضني الكثير. كان البثُّ ممتعًا، مفعمًا بالدفء والصدق، إلى الحدِّ الذي دفعني لاقتناص الكتاب فورًا.

كتابُ رحلةٍ من العَتَمةِ إلى النُّورِ ، ومن الانكسار إلى السلام الداخلي.

الوصف المختصر للكتاب كما ذكرته الكاتبة :
“كُتيِّبُ خَواطِر يَغُوصُ في عُمق التجربة الإنسانية ، من لحظات الانكسار التي تُمزِّقُ الصدرَ إلى لحظاتِ السَّلام ……”.

مُنْذُ المقدمة يَلُوحُ للقارئ أنّ الصفحات ليست مُجرَّدَ نصوص، بل هو اعتراف عميق بدور الكِتابة في كسر صمت الانكسار. تقول الغامدي:
“في لحظات الصمت أَكتشِفُ أنّ الكِتابة نجاتي.”…
هذه العبارة تكشف لنا أنَّ الكِتابة ليست ترفًا لغويًا بل وسيلةٌ للتعبير عن أعمق الأحاسيس وأثقل التجارب.

تَفرَّدَ الكِتابُ كونه قائمٌ على السَّردِ بأسلوب الخواطر ، مِمَّا جعل النص متحركًا يتنقل القارئ فيه من لحظة إلى لحظة ومن شعور إلى شعور ليغُوص بأعماق التجربة فتُلامِسَ قلبه وعقله في آنٍ واحدٍ .

قُسّم الكتاب إلى ستة مراحل شُعُوريَّةٍ كخُطَّةِ تعافٍ :
🔹الجزء الأول : حين تُوجِعُنَا الحياة يرصدُ مرحلة الانكسار والحُزنِ والتِّيهِ..
🔹الجزء الثاني : حين نبدأ نفهم أنفسنا حيثُ مرحلة الإدراك والنُّضج والتَّصالُحِ مع الألم .
🔹الجزء الثالث : حين نبدأ نعيش بسلام حيثُ السكينة والنور والتَّصالُح مع الحياة .
🔹الجزء الرابع : النُّهوضُ والتَّعافي والانتصار.
🔹الجزء الخامس : الطُّمُوح والانطلاقة الجديدةُ – الأمل الذي ترسّخ في القلب والطريق الذي لم يَعُدْ يُخِيفُ.
🔹الجزء السادس : فرحة النَّجاح حينما نُمسِكُ الحلمَ ونخطو بانتصارٍ.

اختتمت الغامدي كتابها بمجموعةٍ من الرَّسائل الختاميَّة وكلماتٍ داعمةٍ لكُلِّ من مرّ بتجربة صعبة أو عانى بصمتٍ ، ليجد في النهاية نورًا جديدًا في قلبه .
هنا أنقل قطفاتٍ للإمتاع :
” أنا لا أكتب لأتذكر الألم ..بل لأحتفل بالشفاء”.
“النّجاح لايحتاج أناسًا خارقين … بل أناسًا عاديين لم يستسلموا فقط “.
” احلمي … ولو ضحكوا
خططي … ولو استهانوا
اعملي … ولو تجاهلوك
سيفهمون لاحقًا …
أنكِ كنتِ تصنعين مجدك بصمت”.
” أنا لا أُشبه أحدًا ، وطريقي لا يشبه أحدًا .. ولهذا هو ثمين”
“أخيرًا انظر للخلف دون وجعٍ بل بشكرٍ صادق لما مضى ”
“أحيانًا … الخذلان يعلمك أن تكون وطنًا لنفسك ، ألا تنتظر أحدًا يحمل عنك قلبك”.
” عانقت نجاحي دون ضجيج فأنا لا أحتاج التصفيق يكفيني أنّ قلبي يبتسم “…….
انتهى……. لكن الأثر لا ينتهي…
دام لكِ عطر المداد وثراء المحابر.

كاتبة رأي

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى