كُتاب الرأي
المملكة تجدد العهد بالوحدة وتصنع السلام للعالم

د. عبدالرحمن بن إبراهيم المديرس
المملكة تجدد العهد بالوحدة وتصنع السلام للعالم
اليوم الوطني الخامس والتسعون للمملكة العربية السعودية ليس مجرد تاريخ يمر في روزنامة الأيام، بل هو شاهد على ملحمة إنسانية وحضارية فريدة بدأت مع الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – حين وحّد الأرض والإنسان تحت راية التوحيد، لتبدأ مسيرة البناء التي وضعت المملكة في مصاف الدول الحديثة، راسخة الأركان، متينة الأساس، تستمد أنظمتها ومبادئها من كتاب الله وسنة نبيه الكريم.
إنها ذكرى تجدد العزائم وتستحضر التضحيات، وتزرع في النفوس مشاعر الولاء والانتماء لهذا الكيان الشامخ الذي يمضي اليوم بثقة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – نحو مستقبل يواكب تحولات العصر ويصنع الفارق في مختلف المجالات؛ فالمملكة لم تعد فقط رمزاً للأمن والاستقرار، بل باتت أنموذجاً تنموياً عالمياً يسابق الزمن في استثمار موارده وبناء الإنسان وتعزيز مكانته بين الأمم.
ولعل ما يزيد هذه المناسبة بهاءً أن الكشافة السعودية، التي غرس المؤسس بذرتها قبل أكثر من تسعين عاماً، ما زالت تحمل رسالتها التربوية والوطنية، وتترجم قيم الانتماء والولاء عبر برامجها ومبادراتها في خدمة المجتمع؛ فالفتية والشباب اليوم مطالبون بأن يكونوا شركاء فاعلين في صون مكتسبات الوطن والمساهمة في تحقيق مستهدفات رؤيته الطموحة 2030، ليكون حاضرنا المزدهر امتداداً لماضينا العريق.
وإذا كان اليوم الوطني يجسد وحدة الوطن وتلاحم أبنائه، فإنه يفتح أيضاً أفقاً أوسع لدور المملكة في صناعة السلام العالمي من خلال مبادرة “رسل السلام” التي انطلقت من المملكة، وأصبحت واحدة من أكبر المبادرات الشبابية على مستوى العالم؛ فقد جددت حكومة المملكة دعمها لهذه المبادرة بعقد جديد، بقيمة 50 مليون دولار، عبر اتفاقية تم توقيعها بين جمعية الكشافة العربية السعودية مع المنظمة الكشفية العالمية، لتواصل المبادرة رسالتها في إلهام أكثر من 100 مليون كشاف في 176 دولة للعمل من أجل السلام والتنمية وخدمة المجتمعات.
لقد أصبحت “رسل السلام” أيقونة عالمية تسهم في تعزيز ثقافة السلام، ودعم الأنشطة الكشفية المجتمعية، وبناء قدرات الشباب القيادية، وتقديمهم كصنّاع تغيير إيجابي في مجتمعاتهم؛ وما تدشينه مؤخراً في الرياض من مشروعات عالمية عدة في مجالات البيئة والصحة والتطوع وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، بحضور قادة الكشفية وصنّاع القرار حول العالم، إلا شاهد جديد على أن المملكة لا تحتفي بذكرى وحدتها فحسب، بل تترجم هذه الوحدة إلى عطاء إنساني يتجاوز حدودها ليصل أثره إلى العالم كله.
إن اليوم الوطني مناسبة نستحضر فيها الماضي المجيد، ونعيش حاضراً مزدهراً، ونصنع مستقبلاً أكثر إشراقاً، مستمدين من سيرة المؤسس وإخلاص رجاله عزيمة لا تلين، ومستلهمين من قيادتنا الرشيدة رؤية تصنع السلام، وتبني التنمية، وترسخ قيمة الإنسان.
-
الأمين العام لجمعية الكشافة العربية السعودية