ذكرياتي مع الراديو
صالح حسين المحياني النفيعي
ذكرياتي مع الراديو
ذات ليلة من الحاضر القريب، أتذكر ليلة بعيدة من الماضي البعيد.
عندما أُطلق عليّ لأول مرة لقب طالب، كنت حينها في الابتدائية، واستمر هذا اللقب ملازما لي حتى الثانوية!
في تلك الفترة، وأنا أحمل لقب طالب، كان الناس ينامون مبكرا بعد صلاة العشاء، ومع أذان الفجر أو عنده، يصحو والدي وإخواني الأكبر مني بكثير والجيران لتأدية صلاة الفجر في الجامع، ثم يستعدون ليوم طويل من العمل.
لذلك، كان وقت صلاة العشاء آخر عهدهم بالسهر.
وأعود إلى تلك الليلة من الزمن البعيد، عندما انقطع السكون، كنت أسمع الراديو، وإذا بصوت كوكب الشرق أم كلثوم تغني:
“يا حبيبًا زرت يومًا أيكهُ .. طائرُ الشوق يُغني ألمي”.
لأنني كنت معتادا على تقليب موجات الراديو بعد نوم كبار الأسرة، وأختلي بنفسي في تصفح بعض الكتب والاستماع إلى البرامج المختلفة كل مساء، كان لصوت أم كلثوم وقع خاص.
كنت أتمعن في كلمات الأغنية، فأجدها كأنها تحكي قصتي.
مرت سنوات الطفولة والمراهقة، ثم عز وعنفوان الشباب بحلاوته وصفائه، لكن الذكريات بقيت.
نعيش على أطلالها، ونسعد وننتعش لبعض الوقت عندما نسترجعها.
كاتب رأي