ذكرى رحيلك.. عزيمة لا تنطفئ وأثر لا يموت

روان الوذيناني
ذكرى رحيلك.. عزيمة لا تنطفئ وأثر لا يموت
في الأول من أغسطس، تستحضر المملكة العربية السعودية والعالم العربي والإسلامي ذكرى وفاة القائد العظيم، الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – الذي غيّب الموت جسده في عام 2005، لكن روحه لا تزال حيّة في ذاكرة الأجيال، وإنجازاته شاهدة على عظمة قائد لم يُشبهه أحد.
وُلد الملك فهد عام 1921 في مدينة الرياض، ونشأ في كنف والده المؤسس الملك عبدالعزيز، فنهل من قيم القيادة، والحكمة، والدين، والكرامة. تولى الحكم في عام 1982، ليقود المملكة في مرحلة حساسة من التاريخ، ويؤسس لمرحلة تنموية وسياسية غير مسبوقة.
عُرف الملك فهد بلقب “خادم الحرمين الشريفين”، وهو أول من أطلق هذا اللقب على نفسه، إيمانًا منه بعظمة مسؤولية خدمة أقدس بقاع الأرض، فكانت توسعات الحرمين الشريفين في عهده نقلةً تاريخية لخدمة ضيوف الرحمن.
وفي عام 1990، وقف الملك فهد موقفًا يسجله له التاريخ بمداد من ذهب، عندما اتخذ قرارًا شجاعًا بمساندة دولة الكويت الشقيقة، بعد غزوها من قبل النظام العراقي. فكان أول القادة الذين دعموا الشرعية الكويتية، وفتح أراضي المملكة لاستقبال اللاجئين، وتحالف مع المجتمع الدولي لتحرير الكويت في موقف عربي إسلامي مشرف.
تحت قيادته، أصبحت المملكة لاعبًا محوريًا في القضايا العربية والإسلامية، وكانت له مواقف ثابتة من دعم فلسطين، ووحدة الصف العربي، ومحاربة التطرف، وتفعيل الحوار بين الحضارات.
لم يغفل الملك فهد عن الداخل، فشهدت المملكة في عهده تطورًا مذهلًا في البنية التحتية، والمجال التعليمي، وقطاع الصحة، والصناعة، والاقتصاد، إضافةً إلى تأسيس مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، الذي يُعد من أعظم الهدايا للعالم الإسلامي.
لقد كان الملك فهد رجل دولة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، يتمتع برؤية ثاقبة، وصبر عظيم، وحكمة فريدة في معالجة الأزمات، ما جعل من عهده علامة فارقة في تاريخ السعودية الحديث.
وفي ذكرى وفاته، نجدد الوفاء لقائدٍ عاش ملكًا ومات رمزًا خالدًا في وجدان الأمة.
رحمه الله، وأسكنه فسيح جناته، وجعل أعماله الجليلة في ميزان حسناته.
كاتبة رأي
الله يرحمه وشكرا لكتابة هذا المقال الصادق