نادي القصة
ذبذبات

ذبذبات
بقلم الكاتبة/ زايده علي حقوي
في عينيها بريق… لا، بل سرٌّ دفين، لا تدري ما وراءه من خفايا.
تمضي دون وعي، وتجد نفسها في متاهاتٍ لا تراها، ولا تدري لِمَ اختارتها الطرق دون سواها.
يأتون… يغادرون…
وتظلّ وحدها مع السؤال المعلّق:
ما الذي يحدث؟ ولماذا يطاردها السواد في طريقٍ أرادت أن يكون مضيئًا؟
كلما لوّنت عالمها، باغتها الرماد…
كأنّ شيئًا ما لا يحبّ الضوء في قلبها.
لم تكن تعلم أن ما يحيط بها ليس عبثًا، بل ذبذباتٌ خفيّة…
تنساب من عينيها، من صوتها، من صمتها الهادئ، وتهمس للكون دون أن تنطق.
لم تختر هذه الجاذبية، ولم تعرف إن كانت نعمةً أم ابتلاء.
كلّ من اقترب منها قال ذات العبارة، وكأنهم نسخوها من بعضهم:
“فيها شيء… لا يُشبه أحدًا.”
كانت تشعر بثقلٍ شفاف، لا يُرى ولا يُفسَّر…
كأنها تحمل وجوهًا لا تعرفها، وأرواحًا لم تنادِها.
وفي مساءٍ ساكن، جلست تقلب صورًا قديمة،
توقّفت عند واحدةٍ منها… لم تكن فيها وحيدة،
لكن كلّ الظلال فيها… كانت تتجه نحوها.
ابتسمت بمرارة، وهمست بصوتٍ لا يُسمع:
“حتى الظلال… انجذبت.”
ذلك التفرّد… كان سبب متاعبها.
……………………………………………….