كُتاب الرأي

دينار عن قنطار

 

 

دينار عن قنطار

هي عبارة عربية شهيرة تختزل في كلماتها القليلة حكمة عميقة. تعني أن الوقاية أو الاحتياط القليل قد يوفر عناءً وجهدًا كبيرين لاحقًا. هذه المقولة تعكس قيمة التفكير المسبق واتخاذ التدابير البسيطة التي قد تمنع حدوث خسائر كبيرة أو مصاعب كان يمكن تجنبها. في حياتنا اليومية، تتجلى هذه الحكمة في كثير من المواقف الشخصية، الاجتماعية، والعملية.
الفرق بين “الدينار” و”القنطار” يشير إلى أن الجهد أو التكلفة البسيطة التي تُبذل مسبقًا تكون ذات أثر كبير مقارنة بما يمكن أن يحدث عند تجاهل الأمور الصغيرة. الوقاية هنا قد تكون في شكل قرار حكيم، نصيحة مفيدة، أو استعداد مسبق لمواجهة موقف ما.
مثال على ذلك في الصحة: الالتزام بعادات صحية مثل الأكل المتوازن وممارسة الرياضة هو “دينار” صغير يقي الإنسان من “قناطير” المعاناة الناتجة عن الأمراض المزمنة كالسكري أو أمراض القلب.وفي العلاقات:
الاعتذار عن خطأ صغير أو توضيح سوء فهم يمكن أن يحافظ على علاقة قوية. أما تجاهل الأمر، فقد يؤدي إلى خلافات كبيرة يصعب إصلاحها لاحقًا.
فلماذا يتجاهل البعض “دينار الوقاية”؟
رغم وضوح الحكمة في العبارة، إلا أن كثيرًا من الناس يتجاهلون أهمية الوقاية. الأسباب قد تتراوح بين:
الكسل أو التهاون: عدم الرغبة في بذل جهد بسيط اليوم.قصر النظر: التركيز على الحاضر دون التفكير في العواقب المستقبلية. الاعتقاد الخاطئ: أن التحديات يمكن التعامل معها لاحقًا، دون إدراك أن الإصلاح أصعب بكثير من الوقاية.
“دينار عن قنطار” ليست مجرد عبارة، بل هي فلسفة حياتية تدعونا إلى أن نكون أكثر وعيًا واستباقية في أفعالنا.

معلا السلمي

معلا علي السلمي

كاتب رأي وإعلامي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى