كُتاب الرأي

(دولتنا العظمى)

محمد سعد الربيعي

(دولتنا العظمى)

تعد المملكة العربية السعودية ولله الحمد من الدول الكبيرة في رقعة مساحتها ، وهي كبيرة بقيادتها الرشيدة ، وطبوغرافيتها المتعددة ، وتضاريسها المختلفة، وكبيرة بشعبها العظيم ، وبنيتها المتآلفة وبنسيجها الوطني المتلاحم .
دولتنا عظمى بسياستها الحكيمة ، واقتصادها القوي ، وموقعها السياسي ونفوذها العالمي .
بالأمس عُقدت فيها قمة عالمية ، وهي قمة التحالف التي عُقدت بالرياض ، والتي تجاوز فيها الحضور الدولي ما يزيد عن ثمانون دولة ومؤسسة عالمية ، واليوم تُعقد فيها القمة الإسلامية العربية ، كل هذه الجهود الدبلوماسية التي تقودها المملكة هي من أجل حل قضية فلسطين .
هذه مقدمة بسيطة عن المملكة العظمى ، والشاهد في هذه المقدمة أنها لاتتعلق بموضوع المقال من الجانب السياسي وماتبذله المملكة على كافة الأصعدة العالمية ، بل المقصد من المقال هو التحدث عن مساحة المملكة ، وجغرافيتها المميزة ، وماتنعم به مناطقها من خيرات وثروات ، لاتعد ولاتحصى ، ولله الحمد.
كنت في رحلة جماعية مع بعض الأصدقاء والقادة الذين تسنموا مناصب في مختلف الأجهزة الحكومية في الدولة ، وبدأت رحلتنا من الرياض إلى أقصى حدودنا الشمالية ( محافظة طريف ) ووجدنا فيها كل الترحاب من محافظها بدر بن نجر ، الذي أعد لنا برنامج زيارة لثلاثة أيام زرنا فيها مصانع الفوسفات ، وشركة إسمنت الجوف ، وبعض المرافق الحكومية ، وجولات حرة بالمحافظة ، التي يتجاوز تعداد سكانها المائة ألف مواطن ، وقد حظيت كمثيلاتها من المناطق ، والمحافظات في المملكة بالخدمات الحكومية المختلفة ،وشاهدنا تطورها، وكيف أصبحت ،وكيف تسابق التطور والتقدم في كل شيء.
وبعدها انتقلنا للجوف مروراً بمحافظة القريات ، وشاهدنا كيف تتطور مدننا ، وتتسع في كل اتجاه وناحية ، وكيف ينعم المواطنين بكافة الخدمات ، ولاحظنا التقدم الزراعي الكبير في البسيطا، وهو مايغطي المملكة انتاجاً في حالة وجود الدعم اللوجستي لهذا الإنتاج الحيواني والزراعي الكبير ، ووجدنا مزارع تتجاوز في مساحاتها مساحات بعض الدول الصغيرة في العالم.
المملكة ولله الحمد تمتاز بكبر مساحتها ، وقد شاهدت ُذلك عندما كُلفت بمهام عملية في مناطقها ومحافظاتها المختلفة ، حيث شاهدت وزرت منطقة القصيم
وبعض محافظاتها ، وكذلك حائل ، والجوف ، والقريات منذ زمن ، وزرتها لاحقاً ، وشاهدت كيف ولله الحمد تطورت هذه المدن والمحافظات ، وزرت الحدود الشمالية( عرعر) ، ورفحا ، وحفر الباطن ، والمنطقة الشرقية ، بكل مدنها الجميلة والرائعة، تنقلت مابينها وبين المركز الرئيسي ، الرياض عاصمة القرار السياسي ، عملت في المنطقة الجنوبية ، وعرفت مدنها وإمتداداتها الجغرافية ، من عسير إلى نجران ، ومحافظاتها شرورة والخرخير ، زرت منطقة جازان ، وكيف أصبحت هذه المدينة تسابق الزمن ،حيث يطلق عليهاجده الجديدة ، هي ومحافظاتها الكثيرة والتي تتجاوز السبعة عشر محافظة ، طبعاً خلاف منطقة مكة المكرمة ، والمدينة المنورة التي تحظى بعناية خاصة من قيادة المملكة وحكومتها الرشيدة.
ما أود الذهاب له في هذا المقال هو الدعاء لمؤسس هذا الكيان العظيم ، المغفور له -بإذن الله -الملك عبدالعزيز ، الذي كان يمتاز بِبُعد نظر ثاقب قد لايوجد في أقرانه سياسياً ، حيث إمتدت دولته التي بنى كيانها في هذه المساحة الكبيرة ، وبمختلف تضاريسها الطبوغرافية والبشرية ، وحافظ عليها ، وقاتل من أجلها ، حتى أرسى دعائمها ، ومعه أبنائه الملوك غفر الله لمن توفى ، وأمد الله الصحة والعافية لقائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان . أقول من يتجول في المملكة يشاهد عظمة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ، وقدرته البارعة في كيفية تأسيس هذه الدولة المترامية الأطراف ، وبعد نظره الثاقب ، ولعل هناك من كان يقول ماذا نستفيد من هذه الصحاري والفقار المختلفة ربما حينذاك ، ولايرون منها فائدة ، خاصة وأنها بعيدة كل البعد عما كان يفكر فيه ذلك الجيل ، أقول من هذه الصحاري المترامية الأطراف ، والبعيدة عن كل أشكال الحياة ، كما هو في الصحراء بين حائل والقصيم ، وبين حائل والجوف ، وبين القريات وطريف ، وبين عرعر و رفحا ، وبين نجران وشرورة ، وبين الخرخير ونجران، وكذلك الدمام ، وبين الأحساء وبقيق ، وهكذا دواليك .
هذه دولتنا العظمى ، عندما تتجول فيها وتشاهد هذه المدن ومحافظاتها ، والصحاري التي أصبحت الآن ولله الحمد تكتنز في بواطنها الكثير من المعادن ، والثروات الإسترتيجية والبترولية ، تحس وتشعر حينها بعظمة المؤسس ، وعظمة تفكيره ، في كيفية توحيد هذا الكيان ، بفيافيه وصحاريه التي ستمد هذه الدولة العظيمة برواسخ ثابتة تمتد لأجيالنا القادمة عقودا ً تعقبها عقود، ناهيك عما تكتنزه أيضاً نجد ، وجبال الحجاز ، والسروات ، وجبال عسير ، ونجران من ثروات ومعادن .
وأعلم أن كل مواطن محب لهذه الدولة العظمى لايسعه عندما يشاهد هذه المساحة الكبيرة لدولتنا يحميها الله إلا أن يرفع يده للسماء ، ويدعو للملك عبدالعزيز طيب الله ثراه بالجنة ، وأن يكون في العليين ، الذي كانت نظرته تفوق الغير ، فبنى هذا الكيان العظيم المترامي الأطراف بصحاريه الواسعة ، وقاتل من أجله ، ولم يفرط بشبر فيه ، وكذلك أبنائه الملوك ، وهانحن ولله الحمد ، ننهل من خيرات هذه الصحاري والقفار ، وننعم في دولتنا بالأمن والأمان .
وقد أهتم طيب الله ثراه بالأماكن المقدسة ، هو وأبنائه الملوك ، فوجهوا كل جهودهم لخدمتها ، وخدمة الدين الإسلامي .
وعوداً على بدء كانت عودتنا من القريات للرياض عن طريق القطار ، لمن لايعرف كم استغرقت هذه الرحلة ، كانت عشر ساعات قطع فيها قطارنا آلاف الكيلومترات ، ووقف في عدة محطات ، كالجوف ، وحايل ، والقصيم ، وانتهت رحلتنا في الرياض ، هذه المسافة والوقت تقطع أوربا غرباً وشرقاً ، وفي دولتنا العظمى تمثلت في جزء منها ، فرحم الله الملك عبدالعزيز ، موحد هذا الكيان العظيم ، وأبقى دولتنا العظمى بقيادتها الرشيدة وملكنا سلمان ، وقائد رؤيتها ولي العهد محمد بن سلمان وحفظهم الله جميعا.

كاتب رأي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى