دكتاتور غبي وعقلية تبن

محمد الفريدي
دكتاتور غبي وعقلية تبن
في سقوط الطغاة يتجدد الأمل بميلاد الخلاص والحرية، وسوريا بعد عدة عقود من الطغيان والاستبداد تقف اليوم على عتبة مرحلة جديدة تتطلب فهما عميقا للماضي واستشرافا مسؤولا للمستقبل.
لا تزال ذاكرتي تعود إلى لحظة تنصيب المعتوه بشار الأسد بعد وفاة أبيه الطاغية حين عُلِّقت الآمال على “الدكتور الرئيس الشاب” القادم للجلوس على عرش مملكة أبيه التي ورثها كابر عن كابر كرمز للإصلاح والتغيير الديمقراطي خاصة مع سماحه المؤقت والشكلي بحراك ثقافي هامشي وظهور بعض المنتديات التي تجرأت على الخوض في محرمات تافهة كان مجرد الهمس بها في عهد أبيه يقود إلى التعذيب والإعدام.
في ذلك الحراك الجديد الذي جاء به هذا الدكتاتور الوضيع كغطاء فقط عمّ الأمل بين بعض أصدقائي السوريين في المدينة، ولكنني كنت أرى الأمر من زاوية مختلفة فقلت لهم: “من يرث الحكم من ديكتاتور دون اعتذار عن إرثه الأسود لا يمكن أن يكون أداة للإصلاح والتغيير الديمقراطي”.
استغرب البعض من رأيي، واستاء منه البعض، ولكن الزمن أثبت لهم أن البناء على الأساس الخطأ لا يصمد طويلا.
كان النظام السوري مكونا من ثالوث مرعب من الطغمة الأمنية، ورجال الدين وأصحاب المال يديرون البلاد كمزرعة خاصة بهم بينما الرئيس الدكتاتور الغبي كان مجرد دمية تُحركها أياديهم مواصلا نهج أبيه الاستبدادي الذي خنق أحلام السوريين نصف قرن ونيف.
في سجون هذا النظام حيث القهر والرطوبة والاضطهاد والمرض حُفرت أسماء السجناء وسجناء الرأي في زوايا مظلمة، كانت السجون الأسدية رمزا للظلم والجبروت والطغيان تعكس معاناة السوريين تحت حكم استبدادي خنق حلم الشعب بالخلاص منه واستنشاق نسائم الحرية.
سقط الديكتاتور ونظامه، وانطوت صفحة مظلمة من تاريخ سوريا، واليوم أمام أبناء الشعب السوري من كافة الطوائف فرصة لبناء وطن ديمقراطي يحقق الحرية والمساواة للجميع.
رحلة سوريا ليست مجرد سقوط حاكم مستبد فحسب بل هي درس في مقاومة الشعوب التي تسعى لمستقبل أفضل لها ولأجيالها للتخلص من الاستبداد، ورغم الألم يبقى الأمل أكبر في بناء وطن سوري مستقل حر وديمقراطي بعيدا عن ظلم الطغاة.
في سيرورة الحكم هناك قادة يصنعون التاريخ برؤاهم وآخرون يسحقهم التاريخ بجمودهم من بين هؤلاء يقف الغبي بشار الأهبل كنموذج صارخ لوارث ديكتاتورية فاشلة لم يعرف سوى القمع والجهل السياسي من أنظمة الحكم في الغرب التي درس بها، وعاد ليحكم شعبه بعقلية أبيه (التبن).
فعندما تولى بشار الحكم بعد وفاة والده ظن الكثيرون أن هذا الشاب المتعلم في الغرب يجلب أفكارا جديدة لادارة مؤسسة الحكم لكنهم اكتشفوا بعد وقت قصير أنه مجرد امتداد مشوه لنهج والده الذي حكم سوريا بالحديد والنار لعقود.
الأسد الأب كان ماهرا في إدارة اللعبة السياسية بينما ابنه بشار الغبي ورث منه العناد والغطرسة والغدر والخيانة والبطش و (شوفة النفس فقط)، وأظهر غباء سياسيا منذ البداية فأخفق في قراءة المواقف، ولم يستفد من نصائح المقربين أو الخصوم.
كان بإمكانه تجنب الكارثة لو استمع إلى نصائح والانفتاح، ولكنه اختار التعامي، وتمسك بالحلول الأمنية والبطش، وأعاد إنتاج سياسات والده، فهجر المعتوه نصف الشعب، ودمر سوريا، ويتوقع ان يستمر في الحكم.
برهن بشار على غبائه عندما أطلق الطغمة الأمنية والميليشيات الطائفية العابرة للحدود على الشعب متوهما أن البطش كفيل بإخضاعهم بدلا من البحث عن حلول سياسية مع شعبه لتقليل التصعيد فأصبح مجرد دمية بيد بعض القوى الخارجية، وأصبح مصير سوريا بأكملها مرتبطا بمصالح تلك القوى التي لجأ إليها، ويقبل الأرض أمامها لترضي عليه.
هذا الغباء السياسي ليس جديدا بل هو امتداد لنظام تربى على الكذب والعنف وتكميم الأفواه فحافظ الأسد كان ديكتاتورا محنك رغم ما فيه من خبث وبطش لا حدود له إلا ابنه بشار الغبي عجز عن لعب نفس الدور ليغرق في بحر الفشل والدمار الذي صنعه بنفسه.
من يقبل الحكم بالطريقة الاستبدادية التي ورث بها بشار السلطة من ابيه لا يمكن أن يكون سوى امتداد للغطرسة والاستبداد فهؤلاء القتلة لا يعرفون فنون الإصغاء، ولا اساليب الإصلاح فهم عبيد لأوهام السيطرة وغارقون في غبائهم من أخمص أقدامهم إلى قمة رؤوسهم النتنة.
اليوم، يرى بشار المعتوه، وهو يهرب بطائرته إلى روسيا التي استعان بها لتدمير بلاده و ابادة شعبه أنقاض دولة دمرها بسياساته، ومتشبثا بكرسيه في مشهد كان يثير الشفقة أكثر من الرهبة فالكل يعلم أنه نسخة باهتة من والده وأقل بكثير من ذكائه وسوريا تستحق أفضل من هذا العبث البعثي الفاشل، وهذه العائلة المستبدة الحقيرة وأبناؤها من مختلف الطوائف قادرون على بناء وطنهم من جديد على أساس من العدالة والحرية والكرامة والديمقراطية.
لطالما لعبت الدكتاتورية النصيرية دورا في تفتيت النسيج الوطني السوري معتمدةً على الطائفية كأداة هامة للسيطرة بقيادة حافظ الأسد، ومن بعده ابنه بشار الغبي مما عمق الانقسامات الطائفية، وأدى إلى احتقان اجتماعي مزمن انتهى بالإطاحة به وبحكم أبوه القذر.
فإلى جانب الطائفية لعب هذا النظام الحقير دورا رئيسيا في انتشار الكبتاجون حيث جعل من سوريا مركزا عالميا لتصنيعه وتصديره إلى دول الخليج بالتعاون مع فئران فيلق القدس والهالك حسن كبتاجون وزمرته الفاسدة الذين استخدموا أرباحه لتمويل الميليشيات الطائفية وإغراق دول الخليج في الإدمان والخراب.
وقد أسهم هذا الفكر البعثي الخبيث في تعزيز التطرف الأيديولوجي وغرس قيم القمع والإقصاء، وأدى إلى تدهور التعليم والثقافة وتحويل سوريا إلى ساحة للصراعات الفكرية والسياسية والطائفية.
هذا النظام العفن بأساليبه الديكتاتورية كان خطرا حقيقيا على المنطقة بأسرها، فقد نشر الفوضى والتطرف والرعب في كل زاوية من سوريا، ويسعى لتصديرها لدول الجوار. ولمنع عودة مثل هذه الدكتاتوريات مستقبلا فلنجعل من نهاية بشار الأسد مثالا حيا على نهاية ديكتاتور غبي ونهاية عصر من الإستبداد الطائفي إلى الأبد.
كاتب رأي
نعم فرح الجميع بسقوط طاغية حكم شعبة بالحديد والنار وقتل ونكّل بألاف السوريين وغيب البعض منهم في غياهب السجون وشرد البعض الاخر ..
ولكن .. هل القادم أجمل ؟
لنا عبرة فيمن سبقوه من طغاة ممن أُطيح بهم بناءاً لرغبة شعوبهم أو بناءاً لرغبة القوى الخارجية ..
العراق وليبيا واليمن أقرب مثال ..
نتمنى لسوريا وشعبها المغلوب على أمرة حياة كريمة في مستقبلهم الذي اراه ضبابي فلنتركهم يحلمون بالحياة الوردية لعل يتحقق ولو الشئ البسيط مما يتمنونه ..
لمحة من كاتبنا المميز لمعاناة اخواننا السوريين كان الله بعونهم .. تقبل تحياتي .
سعادة المستشار أبو عبدالله
تحية طيبة وبعد:
كلماتكم تنم عن وعي عميق ومشاعر إنسانية صادقة تجاه معاناة الشعب السوري الشقيق، وأتفهم تماما قلقكم المشروع بشأن المستقبل.
نعم، كما ذكرتم، فرح الجميع بسقوط الطاغية الذي جثم على صدور السوريين هو وأبوه لعقود طويلة ، ومع ذلك، لا يمكننا أن نغفل التساؤلات المشروعة حول ما يخبئه المستقبل، و تاريخنا العربي كما تعلم مليء بالتجارب المؤلمة، حيث تمت الإطاحة بأنظمة دكتاتورية ادعت زورا وبهتانا حصولها على نسب تأييد خرافية مثل 99.9%، لكنها لم تجلب سوى الفراغ السياسي والصراعات الداخلية، إلى جانب التدخلات الخارجية التي زادت الأوضاع تعقيدا.
أما عن سوريا، فشعبها قد عانى الأمرين ويستحق حياة أفضل ومستقبلا مشرقا. لكن الحقيقة أن الطريق نحو هذا المستقبل لن يكون مفروشا بالورود، كما يأمل البعض ، ولكن يبقى الأمل قائما بأن يتوحد السوريون حول بناء مستقبلهم بأيديهم وعقولهم، بعيدا عن التدخلات التي تزيد الأمور سوءا.
وملاحظتي على المشهد بصفة عامة أن هناك يبدو تنسيقا ولمسة سياسية معتدلة بدأت تظهر على سلوكيات الثوار ، أما فيما يخص أحمد الشرع، المعروف بالجولاني، فإن سيرته الذاتية توحي بنوع من الهدوء في شخصيته، وهو ما يعكسه أيضا مظهره الخارجي ، و قرأت عنه أنه عاش في السعودية في صغره وتلقى تعليمه هناك، وهذا ما قد يجعله أكثر تفهما لمعنى الأمن والاستقرار الذي يقدره المواطن السعودي ويحترمه، وتوليه حكومته أهمية قصوى.
ولا ننسى أن الثوار يحظون بدعم من الولايات المتحدة وتركيا وقطر فإذا تمكنوا من استثمار هذا الدعم بحكمة، ورغبوا في الخروج من دائرة المعاناة، فعليهم أن يجعلوا الأمن والاستقرار أولوية قصوى لهم تقدم على أي المصالح الأخرى.
يكفي ما عاناه الإخوة السوريون من دمار وقتل وتهجير على مدى الخمسين سنة الماضية في ظل هذه الأسرة الخبيثة ، نسأل الله أن يفرج عنهم ويعيد لسوريا مكانتها الطبيعية بين أشقائها العرب.
وتقبل تحياتي واحترامي.
أبو سلطان
مقال جديد ورائع من المبدع دومًا رئيس التحرير الأستاذ محمد الفريدي👌❤️
عاشت سوريا حرة دائمًا💕
الأخ العزيز المهندس عبدالرحيم
تحية طيبة وبعد:
أشكرك جزيل الشكر على كلماتك الطيبة والثناء الذي أسعدني كثيرا، لا شك أن دعمكم وتحفيزكم الدائم يُعد حافزًا للاستمرار في تسليط الضوء على القضايا التي تهم أمتنا العربية.
نسأل الله أن يعم الأمن والاستقرار ربوع سوريا الحبيبة، وأن تعود حرة قوية كما عهدناها دائما، وأن يكون المستقبل مشرقا لأهلها الكرام وتقبل خالص التحايا والتقدير.
أبو سلطان
فعلا المجتمع العربي جميعه فرح فرحة عظيمة بتحرير سوريا من الرئيس الطاغية والجميع يآمل لهم مستقبل زاهر بالحضارة والعلم مثل باقي الدول وتعويض عن الانتفاضات السابقة بالعوض الزاخر بالمسرات ان شاء الله
الأستاذة الكريمة سميرة عبدالله
تحية طيبة وبعد:
أشاركك مشاعر الفرح والتفاؤل التي عبّرتِ عنها تجاه الشعب السوري الشقيق، فقد كانت لحظة سقوط الطاغية بالفعل مصدر فرح لكل عربي غيور على أمته.
لا شك أن الأمل كبير بأن تكون هذه المحطة بداية عهد جديد يعيد لسوريا مجدها، ويساهم في بناء مستقبل زاهر يتسم بالعلم والحضارة، بما يعوض هذا الشعب الكريم عن المعاناة الطويلة التي تكبدها في العقود الماضية.
ولكن، كما تعلمين، الطريق إلى ذلك المستقبل المشرق يحتاج إلى تضافر الجهود وترسيخ قيم الأمن والاستقرار قبل أي شيء آخر.
لن يتحقق التغيير الحقيقي إلا إذا توحد السوريون حول هدف بناء وطنهم بعيدا عن التدخلات السلبية، مع استثمار الطاقات والدعم الذي يحظون به من الدول الشقيقة والصديقة.
نسأل الله أن يكون القادم أجمل، وأن تتحقق تطلعات الشعب السوري في العيش بكرامة وسلام، وأن تصبح سوريا رمزا جديدا للأمل والنهضة في عالمنا العربي، وتقبلي خالص تحياتي واحترامي.
أبو سلطان
فرحنا بسقوط النظام المجرم الذي عبث بالبلاد وقتل البشر وفتح الشام للمجوسي والشيوعي ولكن بنظرتي البسيطة غير مطمئن ! اولا لسقوطة السريع بطريقة لم يتنبا بها احد وثانيا لدعم دول الغرب للجولاني بالامس مصنف على قائمة الارهاب العالمي واليوم يتولى امر سوريا اخشى تكرار سيناريو الموصل عندما سلم نوري المالكي الموصل وترك لداعش السلاح والمدرعات بعدتها وعتادها لرد المسلمين عن تحرير بغداد بعدما عدو لها العدة واشغالهم بداعش التي هي صنيعة غربية بدعم وتدريب ايراني .
الأستاذ الفاضل سلطان المرشدي
تحية طيبة وبعد:
أقدر مشاعرك الصادقة وتحليلك العميق لما يحدث في سوريا، وأتفهم تماما مخاوفك من تكرار سيناريوهات مؤلمة في تاريخ المنطقة.
إن سقوط النظام السوري بهذه الطريقة السريعة والمفاجئة يثير فعلا تساؤلات عديدة حول الدور الذي لعبته القوى الدولية في هذا التحول، ومع ذلك، لا يمكن إغفال أن الشعب السوري دفع ثمنا باهظا طوال سنوات من المعاناة على يد هذه الأسرة اللعينة التي تسلطت على رقاب أهل السنة والجماعة لأكثر من نصف قرن.
أما بخصوص الدعم الذي تلقاه الجولاني، فإنه يثير بالفعل الكثير من الشكوك والقلق حول ما قد يحدث في المستقبل، خصوصا إذا نظرنا إلى التجارب السابقة في بعض المناطق التي شهدت تدخلات خارجية وكانت لها تداعيات سلبية.
أملنا أن يظل الهدف الأكبر هو استعادة الأمن والاستقرار لسوريا الشقيقة، وأن يتحقق ذلك عبر مسار يعزز من وحدة البلاد ويحفظ كرامة شعبها بعيدا عن أي تدخلات قد تؤدي إلى المزيد من القتل والفرقة والدمار.
نحن بحاجة في سوريا إلى رؤية واضحة تتجاوز التعقيدات السياسية وتستهدف بناء مستقبل أفضل لأبنائها و للمنطقة عموما.
ودمتم بخير وعافية ووفقكم الله لما فيه خير هذه الأمة.
أبو سلطان
كاتب الصحيفة المبدع ورئيس تحريرها الأستاذ محمد الفريدي :
مقال رائع جاء في وقته👍
فأنت في هذا المقال لخصت بكلماتك واقعا مريرا يعبر عن قسوة نظام استبدادي لم يكن يهتم سوى بمصالح قلة قليلة ، تاركاً الشعب يعاني من الظلم والقمع . أسلوبك القوي في التعبير يعكس عمق الألم والمعاناة التي عاشها السوريون في ظل هذا النظام الذي فقد كل ملامح الإنسانية . أوافقك الرأي أن الأساس المبني على الظلم لن يصمد طويلاً ، وأن العدالة قادمة لا محالة👍
الأستاذة الفاضلة ابتسام
تحية طيبة وبعد:
شكرا جزيلا، أستاذة، على إشادتك بالمقال، وتعليقك الراقي يعكس إحساسك العميق بمعاناة الشعوب التي تعاني من أنظمة استبدادية تهمل العدالة والكرامة الإنسانية، وتترك شعوبها مشردة في أصقاع الأرض.
كما ذكرت، سيدتي، فإن الأساس المبني على الظلم لا يمكن أن يصمد طويلا، وكذلك الدول التي تقوم على تجاهل العدالة لا تستمر أبدا، وإن امتد بها العمر.
أتمنى أن أكون دائما عند حسن ظنك، وأن أستمر في تسليط الضوء على القضايا التي تستحق الاهتمام، ودمت بخير وعافية وسعادة.
أبو سلطان
صباح الأمل القريب وعودة الحياة لسوريا التاريخ والحضارة فمهما غاب المشهد السوري عن دوره مع أمته العربية فلا يمكننا تجاهل مواقف سجلتها الأيام لشعب صنع ماضيه وعاش مع أشقائه العرب لبناء وحدة شهد لها العالم وإن كان في الخمسين عاما الماضية طرأ بعض مما تمر به الشعوب لأي ظرف من الظروف السياسية غير المعتادة.
نرحب بعودة الأشقاء إلى حضن أمتهم العربية كما نحي وقفة القيادة السعودية على مدار هذه السنوات الخمسين الماضية وهي مواقف ثابتة شهدت لها منصات الأمم المتحدة للمطالبة بالحفاظ على المكون السوري ووحدة الأرض وحرمة دماء الشهداء وكرامة الإنسان السوري من أي مساس بحياته وعرضه وممتلكاته.
صباح الخير دكتور محمد ..
تحية طيبة، وشكرا على كلماتك الملهمة التي تعكس رؤيتك الواعية واعتزازك بسوريا ودورها الحضاري والتاريخي.
لا شك أن سوريا، رغم المآسي التي مرت بها خلال العقود الماضية، تبقى رمزا للصمود وعنوانا للتاريخ العريق الذي لا يمكن طمسه.
كما أن وقوف الأشقاء العرب معها، بقيادة المملكة العربية السعودية، يؤكد عمق الروابط الأخوية وحرص بلادنا على وحدة الصف وحماية مقدرات الشعوب.
القيادة السعودية كانت دائما مثالا للدعم المسؤول، وهو ما نشهده ونعتز به في كافة المحافل الدولية للحفاظ على وحدة الأراضي السورية وصيانة كرامة الإنسان السوري.
إن هذه المواقف الثابتة ليست غريبة على المملكة، التي حملت على عاتقها هموم الأمة العربية والإسلامية عبر التاريخ.
نسأل الله أن يكون المستقبل لسوريا أكثر إشراقا، وأن تعود لتأخذ مكانها الطبيعي بين أشقائها العرب، مشاركة في بناء مستقبل أفضل يسوده السلام والكرامة والعدالة.
وتقبل تحياتي واحترامي لشخصكم الكريم.
أبو سلطان
أصبت كبد الحقيقة الكاتب الكبير أبا سلطان فمثل هذه المقالات تثير الوجدان العربي وتؤكد مواقف المملكة إتجاه الأشقاء العرب ليظل الشعب السوري بجذوره التاريخية وعراقته الحضارية نموذج لعمق الروابط الإنسانية مع المملكة وهي مواقف لازالت توقظ ضمير الإنسان العربي وأن التاريخ لا يُمكن تجزأته أو حتى إتخاذ بعض المواقف الحيادية أمام المغالطات السياسية التي تحدث أحيانا من بعض القيادات العربية وهذا يتطلب كشف محاسبة لفتح صفحة جديدة تعيد للأمة العربية مواقفها الشجاعة أمام الآخر.
أستاذنا الكبير الدكتور محمد الجحدلي
تحية طيبة وبعد:
تعليقك الكريم يعكس عمق رؤيتك وحرصك على الحقيقة، وكلماتك الطيبة تزيدني فخرا واعتزاز بما أكتب.
كما ذكرت يا سيدي، فإن المملكة العربية السعودية كانت وستظل منارة للحق والعدل، حريصة على وحدة الشعوب العربية وحمايتها من أي ظلم، ونحن في مواجهة هذه المغالطات السياسية الكثيرة التي نرمي بها ، نجد أنفسنا أمام مسؤولية كبيرة في توجيه الحقائق وإعادة الأمور إلى نصابها، خاصة في ظل الظروف التي تمر بها الأمة.
أملنا كبير في أن تتحقق العدالة في سوريا وسائر بلدان المسلمين، وأن تعود الأمة العربية والإسلامية إلى سابق عهدها، حاملة معها مواقف تسهم في بناء مستقبل أفضل، ودمتم بخير ودمنا جميعا حماة لمملكتنا وتاريخها العريق.
أبو سلطان