آفاق في عين العالم

دعوه يكتب

 

وليد قادري

دعوه يكتب

أي ضغط سيولد انفجارا، قس ذلك على كل شيء، ومن ذلك مشاعرنا وأحاسيسنا المكبوتة، فلكل فعل نتعرض له ردة فعل لا إرادية تقوم بنقش ذاتها سلبيًا في عقلنا اللا واعي، إلى أن يقرر اللا واعي لفظها عنه في سبيل أن يتعامل عقلنا الواعي معها..

وهنا تكمن المعضلة، فإما أن يكون الشخص واعيًا وحكيمًا فيقوم بعلاج ما تم لفظه من محيطات اللا واعي على شواطئ العقل الواعي حتى لا يتأثر ويقوم بمهامه بسلام، أو يكون الشخص غير واعٍ بسبب حقيقة هذه المشاعر فتجرفه الأمواج الغاضبة وتُترجم في واقعه إلى نوبات غضب واكتئاب ويأس وقد يصل للانتحار..

من طرق العلاج تلك: الذهاب للطبيب النفسي، الفضفضة لصديق، اللجوء لحضن حبيب، والكتابة..

وحيث أن العديد منا ليس لديه رفاهية نشر الكتب، فيلجأ أحيانا للكتابة في صفحاته الخاصة وفي مواقع التواصل، وبدلًا من أن يجد دعاء لطيفًا، يدًا حانية تعطف عليه، ومساحة آمنة للحديث، نجد أن الردود تحمل كمًا هائلًا من السطحية والجهل بخطورة الأمر، وكأنه نجا من تسونامي محيطات اللا واعي ليجد أمواجًا صاخبة تنتظره ليضطر عائدًا إلى شاطئه ويلزم الصمت ويعيد تخزين مشاعر مكبوتة تنقش نفسها على جدران اللاواعي المتصدعة، منتظرًا الانفجار أو الغرق، وتعود الدائرة كما كانت..

لطفًا بمن يكتب، بمن يفضفض، الحلول السطحية مثل (طنش) و(ما عليك منهم)، و (أنت أقوى) هي مسكنات لا أكثر، ينبغي أن يتقبل الشخص مشاعره قبل أن يواجهها ويروضها، والكتابة عنها نوع من أنواع القبول لها، لا تعيدوه للمربع الأول، دعوه يتحدث، وقولوا خيرًا وادعوا له، أو تجاهلوا ما ترونه واصمتوا.

كاتب رأي

وليد قادري

كاتب رأي وقاص

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
الذهاب إلى الواتساب
1
م حبا أنا سكرتير رئيس التحرير
مرحبًا أنا سكرتير رئيس التحرير وأنا هنا لمساعدتك.