نادي القصة

دعوة خاصة

نعيمة البدراني

دعوة خاصة

إنها الخامسة صباحاّ
استيقظتْ
ومازال الوقت باكراّ
‏ في المساء ستحضر مناسبة لإحدى القريبات المحببات هي مدعوة شخصيا عبر إتصال هاتفي زيادة على الدعوة التي وصلتها عبر (الواتس أب)
‏وكأن صاحبة المناسبة أغلقت عليها الأعذار حتى تأتي

إذن لابد من تلبية الدعوة اللطيفة
‏اختارت أن ترتدي ثوبا بلون سماوي طويلا بحزام سيحدد خصرها النحيل
‏ نهضت إلى خارج غرفتها ونظرت في مرآه توسطت غرفة جلوس العائلة

إنها جميلة حتى وإن بدت بشعر قصير وصل حد رقبتها بدت وكأنها في العشرين بوجه طفولي وملامح ناعمة

‏طالما ذكّرها بذلك ابنها الأكبر
‏ حيث مازحها كثيرا
‏ أمي لووجدتُ صبية مثلك ساتزوجها بعد أن يطبع قبلته المعتادة على جبينها

‏ إذن مامشكلتها الليلة
‏إنه الماضي مازال عالقا في الذاكرة
‏ويمثل أمامها شامخا في وجوه الناس
وفي فضولية أسئلتهم وفي الأذى الذي وجدته منهم سابقا تغفر لمن وتسامح من ؟؟
‏كثير من الآسى وأكثر من الصبر في معركتها مع الحياة في سبيل تكوين عائلة مثالية
كانت تحبه ويبادلها الشعور أضعاف
ولكنهما وقعا في أكثر صعوبات الحياة مشقه تدخلات البشر وخلق الأكاذيب وإشاعات النساء
و بعد أن مضى من عمرهما معا عقدونيف

هدأت العواصف ، واتفقت العقول ، وزاد الحب ، ووصلا لمرحلة سلام
هما اليوم شريكان في إدارة عائلة مستقرة مادياً وعاطفياّ تنعم بالهدوء والسكينة بفضل الله و الدعوات التي كانت تطرق بها باب السماء كل نهار وليل

‏سرد الذكريات هذا توقف
بعد أن باغتها بصوت هادئ
‏صباح الخير وهو يغمرهابحنان
-لمَ استيقظتِ باكرا؟
بادلتهُ التحية
‏ -فعلا إنه صباح للخير
‏خاطبت نفسها
ربما وسوسةشيطان تريدأن تفسدعليَ مساء ممتع
‏عادت للنوم وفي تفكيرها أن تنال أكبر قدر من الراحة
تعرف أن الأرق سيظهر على قسمات وجهها وسيضيف مسحة إرهاق لا تحبها
قرأت أية الكرسي وغرقت في نوم عميق.

كاتبة رأي وخواطر وقصص

نعيمة محمد البدراني

كاتبة رأي و خواطر وقصص

‫4 تعليقات

  1. تدخلات البشر ؟ اغلب مايفُسد البيوت ويمزق كيان الاسرة ، فعلى الابوين وضع مشاكلهم في صندوق خاص بهما لايفتحانه لاحد كائنا من كان لتنتهي المشكلات بحلها برفق بينهما ويعم السلام في اوساط الاسرة ، شكرا على مقالك الجميل الذي تطرق لبعض العقبات التي تمر بها العائلة .

  2. كاتبتنا المبدعة أستاذة نعيمة قصتك هذه تحمل في طياتها سكينة وأملاً ، وتعبر عن لحظات بسيطة مليئة بالجمال والتفاصيل التي تلامس القلب. تلك الهمسات بينك وبين صباحك تذكرنا بضرورة أن نبحث عن السلام في زحمة الحياة، حتى وإن كانت التحديات تلاحقنا.
    أسلوبك في السرد عذب ، وكلماتك تحمل بين حروفها دفء يشعرنا بالأمان ، فكل صباح يحمل فرصة جديدة للتغلب على كل ما يعكر صفونا. ننتظر منك المزيد من تلك اللحظات الساحرة التي تنبض بالحياة👍

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى