كُتاب الرأي

*دروس مستفادة واقتراحات مفيدة*

 

تبذل حكومة المملكة العربية السعودية جهوداً ضخمة وفخمة لخدمة ضيوف الرحمن منذ وصولهم اراضي المملكة العربية السعودية وحتى مغادرتهم لها ويكون استقبالهم بالورود والحفاوة والترحيب وتوديعهم بالهدايا القيمة والذكريات الجميلة ، ولا غرابة في ذلك فهذا هو ديدن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين بل نهج الأسرة المالكة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه .

يتبع ذلك متابعة مستمرة ورقابة مباشرة لتهيئة كافة السبل لأداء الحجاج مناسكهم بكل هدوء وسكينة وراحة وإطمئنان في كافة مواقع اقامتهم وتنقلاتهم وتوفير كافة الخدمات لهم .

وبمجرد انتهاء موسم الحج تعقد الجهات ذات العلاقة اجتماعها برئاسة رئيس لجنة الحج المركزية لمعرفة الدروس المستفادة من هذه المهمة ورفع التوصيات لما هو مرغوب تنفيذه أو تطويره في الحج القادم الى لجنة الحج العليا .

وأصبح لدينا ولله الحمد والمنة كماً هائلاً من الخبرات التراكمية المتوفرة لدى كافة القطاعات المشاركة مع الطموح المتزايد والخيال الواسع لتحقيق ماهو أفضل والإستفادة من التقنيات الحديثة وتطويعها لتحقيق مزيداً من الراحة والطمأنينة لضيوف الرحمن .

وهذا ماحدث هذا العام حيث أُستحدثت بطاقة نسك ومحفظة نسك لتوفر مزيداً من السكينة والراحة والامن والإطمئنان لضيوف الرحمن كما استحدثت غيرها كثير في مجال الأمن والصحة ومختلف الخدمات اللوجستية التي يحتاجها الحاج أو المعتمر .

ذلك لا يمنع وجود بعض الملاحظات البسيطة التي لا تفسد الحج ولا تعيق تقديم الخدمات ولكنه من الطبيعي وأمام حجم المناسبة وظروف الزمان والمكان أن يحدث وبطبيعة الحال سيكون ضمن الدروس المستفادة للأعوام القادمة .

على سبيل المثال حرارة الشمس هذا العام تجاوزت المعدلات المتعارف عليها في الأعوام الماضية رغم ما بذلته الدولة من تشجير للمناطق المكشوفة في المشاعر المقدسة ومرشات مياه في كافة المساحات المكشوفة ودهن لطرق المشاة بمادة عاكسة لأشعة الشمس ومراكز اسعاف على طول الطريق ومع ذلك حدثت بعض الإصابات بضربات الشمس وذلك يستوجب زيادة سبل الوقاية في الأعوام القادمة .

ومن هذا المنطلق ظهرت الحاجة لتظليل جميع طرق المشاة في عرفات ومزدلفة ومنى وتكييفها وترتيب وضعها خدمياً وأمنياً وتزويدها بالماء والكهرباء ودروات المياه والمتاجر الصغيرة بشكل منظم يعكس المستوى الراقي الذي وصلنا اليه .

ولا يمنع ذلك من عمل ادوار متعددة في طريق المشاة الرابط بين مشعر عرفة ومزدلفة ومنى مكيفة ومزودة بكافة الخدمات اللوجستيه التي يحتاجها الحاج .

ولا أظن أن مثل هذا المقترح وما هو أفضل منه غائب عن أنظار الجهات المشاركة في موسم الحج وبإذن الله نتفأجأ بما هو أجمل وأفضل في الأعوام القادمة كما عودتنا حكومتنا الرشيدة وقادتنا الرحماء الأوفياء .

عبدالله بن سالم المالكي
كاتب رأي ومستشار أمني
السبت 16 / 6 / 2024

عبدالله سالم المالكي

لواء.م - كاتب صحفي - مستشار أمني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى