كُتاب الرأي

خدمة حجاج بيت الله

بقلم الكاتبة/جوهرة ال صالح

خدمة حجاج بيت الله

تبذل المملكة العربية السعودية جهودًا عظيمة سنويًا في خدمة حجاج بيت الله الحرام، وتعد هذه الخدمة شرفًا وواجبًا تؤديه بكل تفانٍ وإخلاص.
تعمل الجهات المختصة على تنظيم موسم الحج بدقة عالية، تشمل استقبال الحجاج وتيسير إجراءاتهم منذ لحظة وصولهم وحتى مغادرتهم سالمين.
وفّرت الدولة بنية تحتية متطورة في المشاعر المقدسة، من قطار المشاعر إلى الخيام المكيفة والممرات المظلَّلة والمزوَّدة بأنظمة تبريد.
كما تولي عناية كبيرة بالخدمات الصحية، بتجهيز المستشفيات والمراكز الميدانية وتوفير أطباء متخصصين يعملون على مدار الساعة.
أُطلقت هذا العام مبادرات نوعية عدة، من أبرزها استخدام الطائرات المسيّرة لمراقبة الحشود وتقديم الإسعافات الأوّلية في مواقع التجمع.
ويعزّز مركز القيادة والتحكم الموحد التكامل بين الجهات الأمنية والصحية والخدمية، ما ينعكس إيجابًا على سرعة الاستجابة لأي طارئ.
اعتمدت المملكة تقنيات ذكاء اصطناعي لتحليل كثافات الحشود والتنبؤ بالحركة، مما أسهم في انسيابية التنقّل بين منى وعرفات ومزدلفة.
وفي جانب النقل، زادت مسارات الحافلات الترددية وتمت جدولة الرحلات بدقة لتقليل زمن الانتظار وتحسين تجربة الحاج.
كما طُوّرت تطبيقات ذكية تقدّم خرائط تفاعلية وخدمات إرشاد بلغات عدة، مع إمكانية طلب المساعدة بضغطة زر.
لم تُغفل الجهود البُعدَ البيئي؛ إذ استُخدمت حاويات فرز النفايات وإعادة التدوير، إلى جانب مبادرات لتقليل استهلاك البلاستيك أحادي الاستخدام.
وبرز دور أكثر من 150 ألف متطوع ومتطوعة، جسّدوا قيم الكرم السعودي بروحٍ شابةٍ متّقدةٍ تخدم الحجاج بتوجيه وإرشاد وابتسامة دائمة.
ووفّرت الرئاسة العامة لشؤون الحرمين خدمات ميسّرة لكبار السن وذوي الإعاقة، شملت عربات كهربائية وممرات انسيابية ومنصات مترجمة للغات الإشارة.
دُعّمت هذه الجهود بحملات توعوية مسبقة للحجاج حول الاشتراطات الصحية والإرشادات الشرعية، ما أسهم في رفع مستوى الالتزام والسلامة.
تأتي هذه المنظومة المتكاملة تتويجًا لرؤية المملكة 2030 التي تضع خدمة ضيوف الرحمن في صميم مستهدفاتها وبرامجها التنفيذية.
وبفضل هذا التفاني المتواصل، يعيش الحجاج أجواءً إيمانية آمنة وميسَّرة، تعينهم على أداء نسكهم.

كاتبة و مؤلفة

جوهرة حمزة آل صالح

كاتبة ومؤلفة ومشرفة ثقافة الطفل والقصص المتحركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى