كُتاب الرأي
خدمة الحجيج شرفٌ وسعيٌ لا يلين

سويعد الصبحي
خدمة الحجيج شرفٌ وسعيٌ لا يلين
منذ فجر التاريخ والمملكة العربية السعودية تحمل أمانةً عظيمة وتنهض برسالةٍ جسيمة في خدمة ضيوف الرحمن وحجاج بيت الله الحرام ساعيةً بكل فخرٍ واعتزاز إلى توفير الراحة والأمان والسكن والإحسان لمن وفدوا إلى مكة من كل فجٍ عميق، طالبين رضا الخالق الرحيم.
فمن أمنٍ لا يضاهى إلى عنايةٍ لا تُنسى تسهر عيون رجال الأمن البواسل لحفظ الأرواح وصون المقدسات يحملون همّ الحجيج على أكتافهم ويقفون سدًا منيعًا في وجه المخاطر فلا خلل يُخشى ولا فوضى تُخاف لأن السلامة عندهم فرض وغاية والعناية بالحجيج مهمة سامية وثابتة.
وفي مضمار الرعاية الصحية أعدّت المملكة العدة وجهزت العدّة فأنشأت المستشفيات وأقامت المراكز ومدّت جسور الطمأنينة بأيدٍ من رحمة وقلوبٍ من عطاء حتى أصبح الحاج في رعاية لا تغيب عنها عين ولا يتسلل إليها تقصير.
فكلّ وجعٍ له علاج وكلّ تعبٍ له دواء في ظل نظامٍ صحيّ لا يعرف الكلل ولا يعترف بالحدود.
أما النقل والإسكان فهما جناحا الراحة والاطمئنان وقد سعت المملكة فيهما سعيًا مباركًا حيث وفّرت وسائل نقلٍ حديثة وسخّرت قطاراتٍ وجسورًا تربط المشاعر ببعضها كي لا يجد الحاج مشقةً في الترحال ولا عناءً في التنقل بل يجد الراحة والسهولة في كل مرحلة.
وفي الإسكان أُقيمت المساكن المناسبة واستُقبل الحجاج في بيوتٍ تُشبه البيوت وقلوبٍ تفيض بالحب والسكينة.
وفي ميدان الإرشاد والتوجيه أشرقت شموس الوعي وتجلّت أنوار الهداية فكان المرشدون عونًا للحاج يرشدونه إلى مناسكه ويعينونه على أداء عباداته فلا يتيه في الزحام ولا يحتار في المقام إذ الكلمة الطيبة والدلالة الرشيدة سمتان بارزتان في كل موقعٍ ومحطة.
ولأن الطموح لا يتوقف عملت المملكة على تطوير البنية التحتية فمدّت الطرق وأقامت الجسور وأنشأت الساحات وبنت المرافق التي تحتضن الحجاج وتضمن لهم الأمن واليسر.
فكانت المشاعر منى وعرفات ومزدلفة مسرحًا للجهود الجبّارة وعنوانًا للتطوير المستدام.
ويأتي كل هذا الجهد النبيل ضمن رؤيةٍ سامية وغايةٍ عظيمة هي رؤية المملكة 2030 التي جعلت من تحسين تجربة الحج والمعتمر هدفًا لا يقبل التأجيل وسعت لتقديم أرقى الخدمات وجعلت راحة الحاج في قلب الخطط ورضا الله هو المبتغى والمقصد.
فيا لها من جهودٍ جليلة ويا له من شرفٍ عظيم أن تكون المملكة قلبًا نابضًا بالحب للحجيج وسندًا أمينًا لكل وافدٍ على بيت الله الكريم.
اللهم بارك في هذا السعي وأدم على بلادنا أمنها وخيرها وقيادتها خدمةً للإسلام والمسلمين ومضيئًا بنورٍ لا يخبو وسعيٍ لا يفتر.