كُتاب الرأي

( خامنئي .. وسوريا الجديدة )

 

 

إنهارت ايران ، وخططها الخبيثة والعدوانية تجاه دول المنطقة في سوريا ، وإختفى النفوذ الايراني في دمشق بشكل خاص ، وفي المنطقة بشكل عام منذ سقوط قائد المماتعة ورأس حربة ايران المجرم بشار الاسد .
تكبدت ايران خسائر كبيرة على إثر هذا السقوط السريع والمريع في نفس الوقت ، ومن تلك الخسائر التي كان من المتوقع تنفيذها من حكومة طهران هو إيجاد توأمة بين دمشق ، وبغداد ، وبيروت تحت مظلة ايران الشيعية الارهابية ، وفتح خط بري بين هذه الدول وربطه بالعاصمة الايرانية في طهران ، وبالتالي هو الوصول لمصداقية تلك المزاعم الايرانية التي كانت تشير فيها لإحتلال أربع عواصم عربية ، ناهيك عن الخسائر المادية الكبيرة لنظام طهران في دمشق وبيروت ، بالطبع صنعاء بعيدة نوعاً ما عن هذا المخطط في دول الشام ، ولكنها قريبة من الإستهداف الايراني المتوقع من طهران هو تدمير هذه العاصمة ، وتجهيل شعبها ، ونشر الرذيلة بين سكانها ، تحت زواج المتعة وما الى ذلك ،كما يحدث الان في لبنان ودمشق سابقاً، وإدخال الشعب اليمني في الكهنوت الشيعي المجوسي المتخلف .!
نعود للشام وخامنئي ! وما أدراك ما الشام ! حيث بلغ الإحتقان الايراني من هذه الخسارة الكبيرة التي مني بها نظام طهران الآن لحد التدخل من خامنئي شخصياً في تهديد نظام سوريا الجديد ، وفي تدخل سافر دبلوماسياً ، وسياسياً ، ووصفه الوضع في سوريا بالمضطرب داخلياً ، على حد زعمه ، والظهور على وسائل الاعلام يزبد ويرغي في تهديداته لحكام دمشق الجدد ،وهي رسائل مبطنة من زعيم نظام طهران الارهابي ( خامنئي) طالما وهو بدأ بالتدخل ، وذلك لتأكيد هول الصدمة التي زلزلت أركان نظامه ، وفي هذه الرسائل إعطاء الضوء الأخضر لأذنابه بمباشرة العمل من الان ، وعدم الإنتظار ، حيث يرى أن في تأجيل إثارة الوضع في سوريا الجديدة مايعوق خططهم المستقبلية ، بل ستواجه مثل تلك التدخلات في حالة تأخرها الفشل الذريع لعدم قدرتهم في تحقيق أهدافهم أولاً ، وكثانياً هو إحاطة النظام السوري الجديد ، واستقوائه لمنع هذه التدخلات ، وأخذ الحيطة منها ، بل منعها وإجهاضها ، ولهذا يسعى نظام طهران في التدخل المباشر في سوريا الان وليس غدٍ!
لن يهدأ لايران بالاً ، وهي ترى هزيمتها في دمشق ، وهدم كل ماحاولت ايران تأصيله في العاصمة الأموية نتيجة أحقادهم الدفينة ضد الاسلام والمسلمين ، ولهذا هي باشرت العمل في التدخل في سوريا ، ولن تتأخر في ذلك للإعتبارات التي أشرت لها في صدر هذا المقال ، حيث ستكلف عناصرها في حزب اللات بالتوجه لحدود سوريا في ظل الضعف والوهن اللبناني ، وماتجره القيادات اللبنانية العميلة لنظام طهران بالسماح أو التغاضي عن تحركات عناصر حزب اللات ، وتركه يثير الفوضى أو ينطلق من الحدود اللبنانية السورية ببدء تنفيذ بعض خطط ايران في محاولة لإثارة الوضع في سوريا ، بالتزامن مع الإيعاز لبعض المكونات السورية بالعمل بالتوازي مع ما تخطط له ايران لإجهاض الثورة السورية ،وفتح الحدود العراقية للمنظمات المتطرفة ، والعمل على إعادة نظام آخر في دمشق يعمل وفق التوجهات الايرانية ، وحتى لو كان خلاف اسرة الاسد المطرودة!
لن تقف ايران مكتوفة الأيدي في مواجهة هذه الهزيمة التي مُنيت بها ، وهي ستعمل بكل ماتملك في محاولة لحفظ ماء وجهها على الأقل أمام ذيولها ! رغماً أنها لن تقتنع بذلك ، ولكن نقول أنه ربما الحد الذي تحاول تحقيقه الان في حالة قدرة نظام دمشق الجديد الوقوف في وجه كل هذه التحديات الايرانية .
وتأسيساً على هذا الطرح الذي لا استبعد حدوثه ، وخاصة مايتعلق بإثارة الوضع داخل سوريا من ايران ، بل العمل على قلب نظام سوريا الجديد ، فإنه يجب أن يعمل نظام سوريا الجديد بالتنسيق مع دول المنطقة في تبادل المعلومات الاستباقية ، عن الوضع ، والأشخاص ، والتنظيمات أيضاً التي لها علاقة بنظام طهران ، كما أن عليها تقوية أجهزتها الحدودية ، والاستفادة من خبرات دول المنطقة لمنع أية تسللات قد تحدث من حدودها مع العراق ، ولبنان ، وهما الدولتان اللتان يسيطر عليها نظام طهران الارهابي ، مع العمل بقوة في نشر قواتها الداخلية وبسط سيطرتها على الوضع في الداخل ، والضرب بيد من حديد لمن يحاول أن يثير الوضع داخلياً ، وليتذكر قادة سوريا الجدد أن المشانق لاتزال معلقة في ساحات طهران لكل مواطن ايراني بريء ، يتهم بتهم باطلة ولم نرى العالم بكى عليه! كما أنه لايخفى على العالم كله ماصنعه نظام طهران ، وعميلهم بشار من دفن المواطنيين السوريين أحياء ، ولم يُرف للعالم جفناً في الدفاع عن كل أولئك في تلك المجازر البشرية التي لم يشهد لها العالم مثيلا .
وفي سياقٍ آخر ومرتبط بهذه التهديدات الايرانية ضد حكومة دمشق الجديدة فإن على الجامعة العربية الاعتراف بهذه الحكومة ، والمسارعة في دعمها والوقوف معها دولياً ، وعدم تركها فريسة للنظام الايراني ، او اعادة سوريا لتكون مكان فوضى ، وتحرك للميليشيات الايرانية ، وبالتالي تدخل المنطقة في مواجهات لتنظيمات ارهابية يقودها نظام طهران من أجل إعادة مثلثها الشيعي الذهبي الذي تسعى لتحقيقه ، وهو ما أجهضته الثورة السورية الجديدة.

 

محمد سعد الربيعي

كاتب رأي

تعليق واحد

  1. كاتب صحيفتنا المبدع الدكتور محمد
    مقالاتك دائما تعكس عمق التحليل والاهتمام بالقضايا العربية، وتسلط الضوء على التحديات السياسية التي يواجهها اليمن وبقية دول المنطقة.
    و تحليلك حول التهديدات الإيرانية وارتباطاتها بالأحداث في لبنان وسوريا، يجعل القارئ يتوقف ويتفكر في مستقبل المنطقة. لكن ، أرى أن الحفاظ على موضوعية النقاش والابتعاد عن أي خطاب قد يعمق الانقسامات بين أبناء المنطقة وسيكون له أثر أكبر في تعزيز الحوار البناء وتجاوز هذه التحديات.
    مرة أخرى شكرا لك على إثراءنا وإثراء قراء الصحيفة بهذه الموضوعات القيمة👍

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى