كُتاب الرأي
حين يُتمّ المجد ويغيب السند

سويعد الصبحي
حين يُتمّ المجد ويغيب السند
أشدّ ما يُؤلم في دروب الطموح أن تبلغ القمة ولا تسمع التهليل أن ترفع الكأس ولا ترى من كان يسكب لك من نبضه التحفيز والتسهيل أن تحقق الهدف الذي طال سعيك له ولا تجد من كان لك فيه السند والظهر والمحفّز والذخر.
لقد رحل من كانت دعوته في السحر تُزهر وكلمته في العسر تُيسّر وبسمته في التعب تُنير رحل الأب أو الأم أو كلاهما وخلّفوا في القلب فراغًا لا يُملأ وشوقًا لا يُطفأ ودمعة لا تجفّ.
ما أقسى أن تُهدى لحظة النجاح لمن في التراب أن تتوشّح فرحة الإنجاز بالحزن أن تُرسل كلمات الشكر إلى السماء حيث لا يردّ البريد ولا يُفتح الخطاب.
في كل هدف كنتَ تراه معهم لا فيك تسمع تصفيقهم قبل الجمهور وتلمح نظراتهم قبل الأضواء.
فإذا بك في يوم الحصاد تُحاصر بالذكريات وتُطوّق بالآهات وتتمنى لو أن دعاءهم يعود للحظة أو أن نظراتهم تمرّ كطيف في لحظة التكريم.
يا من بلغتم أهدافكم وتربعتم على عرش الإنجاز تذكروا من غرس فيكم الطموح وسقى فيكم الإصرار ومضى قبل أن يرى الثمار
فلعل دعاءهم كان المفتاح ورضاهم كان النجاح وبرّهم وإن غاب حضورهم هو السبيل لما أنتم عليه.
رحم الله والدًا أو والدة كانوا لنا الدعامة قبل الدعوة والمساندة قبل المسيرة وغفر لهم وجعل لهم من نور أعمالنا بُشرى ومن كل هدف حققناه صدقة جارية إلى أرواحهم.