رحلة استثنائية لصناعة أثر

“العقل البشري مصمم لصناعة المستحيل …الهيئة الملكية أنموذجٌ “
بهذه العبارة استهل معلم الاجتماعيات – بإحدى مدارس الهيئة الملكية -درسه في حصة التاريخ . ثم قام بتقسيم الطلاب إلى سبع مجموعات، واضعا رئيساً على رأس كل مجموعة .
كتب على السبورة بالعنوان العريض ” الهيئة الملكية رؤى ورسالة “
وراح يسترسل في حديثه عن أهمية الهيئة كونها الخيار الأول للمستثمرين في قطاع الصناعة، والمساهم الرئيس في تقدم الصناعة واستدامتها بالمملكة العربية السعودية.
وبأنها طيلة خمسين عاما تساهم في تطوير وتمكين وإدارة مدن صناعية مستدامة، تشجع على الابتكار وتوفر بنى تحتية متقدمة وخدمات مميزة، وصولا لاقتصاد مزدهر ومجتمع حيوي يواكب طموحات الوطن والشركاء.
هنا سمع المدرس وشوشة من المجموعة الثانية، اقترب منها مستفهما من رئيس المجموعة!
قال له: هذا زميلي فارس يهمس لي: هل الهيئة الملكية فيها ملوك؟
ابتسم المعلم وضحك الجميع، سرعان ما عاد الهدوء للصف.
من المجموعة الثالثة، رفع سلطان يده ، سمح له المعلم بالكلام .
وقف الطالب سائلا: ماهي الأهداف الاستراتيجية للهيئة؟
أحسنت ياسلطان، سؤال مهم جدا؟ فلتقم كل مجموعة بعصف ذهني لمدة ثلاث دقائق؛ انكب الطلاب على منهجهمالإلكتروني، مستنبطين من خلاله بعضا من تلك الأهداف.
انتهى الوقت. سمح بعدها المعلم من رئيس كل مجموعة ذكر هدفا من الأهداف.
بينما ظل هو يدون إجابات الطلاب على السبورة كرؤوس أقلام.
سعود: المساهمة بالتحول الصناعي بالمملكة.
فيصل: المساهمة الاجتماعية والاقتصادية في الاقتصاد السعودي.
خالد: تنمية القاعدة الصناعية الحالية وتطوير قطاعات جديدة والتركيز على استقطاب المؤسسات الصناعية الصغيرة والمتوسطة.
فهد: استقطاب وتطوير مستثمري التقنيات الناشئة .
عبدالله: توفير مزايا تمكينيه فريدة وتقديم خدمات متقدمة من شأنها الرقي بجودة الحياة
سلمان: تحويل الخدمات لتمكين مشاركة القطاع الخاص وتحسين الاستدامة المالية.
محمد: تحسين رحلة المستثمرين بما يتوافق مع أهداف رؤية السعودية 2030 وذلك من خلال توحيد اجراءات الاستثمار وتحديث البوابات الالكترونية.
أحسنتم جميعا يا أبنائي. والآن سنسافر معا عبر عالم خيالي إلى أربع مدن اقتصادية، من مدن بلادنا الحبيبة.الجبيل وينبع الصناعيتين، ورأس الخير للصناعات التعدينية، وجازان للصناعات الأساسية والتحويلية.
ثم أعطى كل طالب نظارة ذكية من نظارات الواقع الافتراضي ثلاثية الأبعاد. تحتوي على زجاجات حاسوبية مزودة بشرائح استشعارية من شأنها تسافر بك عبر الزمن لكل مكان، وتزودك بمعلومات عن الزمان والمكان.
طلب من الطلاب الهدوء والاستعداد للانطلاق والاستمتاع بهذه الرحلة الافتراضية.
بعد أن تأكد من أن كل طالب أحكم لبس النظارة بالشكل الصحيح، أطفأ إضاءة الصف ولبس هو نظارته الأساسية الأم التي بها أزرار التحكم .
حدد المعلم زمن الانطلاق بتاريخ 1974 م ، واضعا في خانة الوجهة ” الجبيل “، ثم ضغط على زر البداية ..ظهرت لهم مستنقعات ملحية وكثبان رملية . تراءى لهم أن أقدامهم ستغوص، وسط صيحات خوف وفزع.
علقّ المعلم على الصورة قائلا: ” هكذا كانت الجبيل قبل الهيئة الملكية، بل أن هناك من الدول الغربية من أطلقواضحكات الاستهجان عندما ورد إليهم عزم المملكة إنشاءمدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين. متهكمين أن السعوديين يحلمون ويتعلقون بالمستحيل لبناء مدينة صناعية في وسط مستنقعات ملحية وكثبان رملية. وبعد الإنجاز والاعجاز،تسابقت تلك الدول لزيارة المدينتين، فانبهروا أيّما انبهاربالمصانع والبنى التحتية، وبالروبوتات الذكية التي صممها طلاب مدارس الهيئة الملكية، وأشادوا كثيرا بتلك التقنية الذكية لإشارات المرور المستخدمة في شوارع الجبيل وينبع.فقررت المشاركة في الاستثمارات المختلفة .“
ضج الفصل بالتصفيق حماساً. أدار المعلم عقرب الزمن سنة كاملة، برزت لوحة بانورامية لشخصيات سياسية من عدة دول .
أثناء المشاهدة سألهم من يعرف الشخصية التي في مقدمة الوفد؟
علي: الملك خالد رحمه الله.
المدرس: أحسنت.. ومن يقف على يمينه؟
مهند: الملك فهد رحمه الله؟
المدرس: بالضبط.. ومن الشخصية الإنسانية البارزة خلف جلالة الملك خالد؟
أيمن: الملك عبدالله رحمه الله.
المدرس: رحمهم الله جميعا ، وحفظ لنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ، وولي عهده الشاب الطموح ..
ثم أردف: مناسبة الصورة هي وضع حجر أساس مدينة الجبيل الصناعية بتاريخ
21 سبتمبر لعام 1975 ميلادي .
هذا التاريخ الذي يشهد باكورة القفزات التنموية الهائلة التي شهدتها مدن ومحافظات المملكة.
استفسر المدرس من الطلاب : هل تريدون وقت مستقطع ؟قبل السفر لمدينة ينبع ؟
كلهم بحماس: لا.. لا.. أكمل رحلتنا المثيرة.
لاح لهم مباني أثرية قديمة تمثل سوق الليل الشعبي في ينبع.
مازحهم: من يريد منكم أن يشتري من هذه المنتجات الشعبية والغذائية المحلية؟
من يريد سمنا، عسلا، تمرا ؟ .
من يريد منكم يصطاد سمكا؟ فالبحر خلفكم ؟
وليد: ومادخل السوق في درسنا؟
المعلم: مع التطور العمراني كاد أن يهاجر أصحاب المحلات السوق لركود العمل. غير أن الهيئة الملكية ومن باب المسئولية الاجتماعية قامت بإعادة تأهيل السوق.
صاح فيهم الأستاذ بأن التجمع عند البوابة الشرقية للسوق،استعدادا لصلاة الظهر؟
على بعد كيلو ونصف الكيلو من جزيرة جنة برأس الخير، وبزاوية حادة حرك المعلم بوصلة عدسة النظارة، أهلّت من بعيد مئذنة مسجد المجدل الحجري الطيني العتيق، والذي تم ترميمه من قبل الهيئة.
عقب الصلاة ، أشعرهم المعلم بدنو العودة لواقعهم الحقيقي ، فلم يتبق سوى مدينة واحدة .
بعد أن تناول الجميع وجبة الغداء البحرية في الجزيرة ، ومع شمس الأصيل حرك المعلم مؤشر النظارة جنوبا . تراءى في الصورة أداة معدنية ضخمة مربوطة ذات مخالب وحبال.
تساءل الطلاب: ما هذا ؟
رويدا رويدا .. انكشف لهم ميناء مليء بالبواخر العملاقة .قال لهم : ما شاهدتموه هو مرساة لتثبيت البواخر ، ونحن الآن في ميناء مدينة جازان للصناعات الأساسية و التحويلية . وتعتبر الهيئة الملكية من خلال شركة هتشيسونبورت جازان المشغل الرئيس للميناء ، كأول ميناء تجاري تملكه و تديره و تشغله بالكامل في المملكة العربية السعودية.
وقبل أن يغادروا عالمهم الافتراضي أشعرهم أن الحصة القادمة مخصصة لزيارة مدينة العلا.
دق الجرس، أضاء المعلم النور، وطلب منهم خلع نظاراتهم استعدادا للنشيد الوطني فخرا واعتزازا بالوطن، استجاب الطلاب بكل حماس وزهو ورفعة.
محمد علي مدخلي
ما أجملك أستاذي محمد المدخلي
جميييييييييييل السرد والتشويق مبدع كعادتك أستاذ محمد 👍
إبداع
تحية لك استاذ محمد
ما شاء الله
رائعة الفكرة و الهدف والمتعة واكتمال عناصر القصة
👍👍👍👍
هنا اكتمال عناصر القصة بلا ملل
سرد الكاتب المباشر لتفاصيل الأحداث مع تخلل الحوار والسبتاريو
اتساق الاحداث والشخصيات مع عدم التطرق للوصف لأن الفكرة محددة ومباشرة مع رقيها وعمقها
متعة القراءة حتى وصلنا للنهاية
تحية لك أ. محمد
مبدع حقيقة