كُتاب الرأي

*حينما يسمو النضج*

وداد مسعد العلوي

*حينما يسمو النضج*

قد يظنّ البعض أن النضج محصور في إطار الهدوء والصبر واللطف لكنه ربما يكمن في مواقف عابرة وبسيطة، ومفهومه أوسع من نطاقه المحدود.
فالنضج قد يكون في كلمة “لا” قيلت بلُطف، دون خوف من خذلان أحد أو شعورٍ بالذنب.
وقد يكون في التجاوز، وعدم المبالاة بتعليق جارح غُلّف بالمزاح، لأن الناضج لا ينخدع بالمظاهر، بل يقرأ ما وراء الكلمات.
قد يصل الناضج إلى أن يدرك ما وراء المواقف دون أن ينزلق إلى الدخول في النوايا، مما قد يُقحمه في آفة إساءة الظن بالآخرين.
يعيي الصمت ويتسامى عن بعض التلميحات، ويترفع عن الرد أحيانًا لكلامٍ لا يليق به ليس لضعفه وإنما احترامًا لنفسه.
حتى العفوية والتعامل بتلقائية بين الفينة والأخرى يُعد نضجًا دون إبراز تهاويل بموقف، أو إظهارٍ لفرحٍ زائف، أو حتى توجيه إطراءٍ مجاملةً لأحد. لا أعني بذلك كسر خاطر، وإنما صراحة مريحة تنبعث من قلبٍ صادق، تحترم الشخص ومشاعره.
النضج ليس الاكتفاء بمواجهة التحديات فحسب وإنما مواجهتها بحكمة وصبر، وبقدرٍ أكبر من العقلانية، والأفعال هي من تبرهن وترسّخ أشدّ مراحل النضج بكافة أشكاله.
فعند قمة نضجك ستدرك أن الأفكار والآراء قد تتغير مع مرور الزمن، وذلك لأن عقل الناضج متقبل للاختلاف، ولديه المرونة في طرح أفكاره وتصحيح بعضها دون التأثر والتقيّد بآراء الآخرين وتوجهاتهم.
وعندما يسمو فكرك إلى نقطة آمنة من التفكير الراقي، فلن يدخل حيّز تفكيرك ما يُقال عنك، ولا من اهتمامك ما يفعله الآخرون.
فـ لُبُّ تركيزك يتمحور حول نفسك فقط!!
فلا بأس إن تجاهلت مديحًا لا يشبهك، أو ذمًّا لا يخصّك اعتبرها رميةَ كلامٍ تاهت عن مرماك.
و”ما يعتقده الآخرون عنك ليس من شأنك، وما تعتقده عن نفسك هو شأنك مدى الحياة” كما قال الروائي والكاتب البرازيلي باولو كويلو ✍🏻..

كاتبة رأي

 

 

وداد مسعد العلوي

كاتبة رأي وإعلامية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى