كُتاب الرأي

حينما تُخطئ الريح وجهتها

في حياة كل منا لحظات تشبه الرياح، تأتي بقوة وعنفوان، أحيانًا تحملنا نحو أحلامنا، وأحيانًا تُخطئ وجهتها فتأخذنا إلى أماكن لم نكن نتخيلها. إنها تلك اللحظات التي تتعطل فيها بوصلة الحياة، فنجد أنفسنا في طرق لم نخطط لها، وربما أمام تحديات لم نحسب لها حسابًا. وعندما تُخطئ الرياح وجهتها، نشعر بالارتباك. هل كان الخطأ في الرياح أم في قراءتنا لها؟ أحيانًا نحاول السيطرة على الأمور، نعيد ضبط شراعنا، ولكن ماذا لو كانت هذه الرياح “الخاطئة” هي السبيل للوصول إلى المكان الصحيح؟!

الحياة مليئة بالمفارقات، نخطط لمسار معين، نسعى لتحقيق حلم محدد، ثم تأتي الرياح بقراراتها الخاصة. تُلقي بنا في مكان آخر، وربما تأخذنا بعيدًا عن رغباتنا الأولى، فقط لنكتشف لاحقًا أن ذلك كان الخير كله. لذا، عندما لا تسير الأمور كما نريد، علينا أن نتحلى بالمرونة، فقد يكون في هذا التغيير فرصة جديدة. الرياح “المخطئة” هي دعوة لإعادة تقييم اختياراتنا. وقد تبدو الرياح وكأنها تُخطئ، لكنها تحمل حكمة قد لا ندركها في حينها. لعل الأخطاء الظاهرة هي تصحيح لمساراتنا. فحينما تُخطئ الريح وجهتها، لا تُغلق قلبك، بل افتح أشرعتك واستعد للمجهول، لأنها قد تحملك إلى الوجهة التي تحتاجها، لا إلى تلك التي كنت تظن أنها وجهتك.

 

معلا السلمي

كاتب رأي

معلا علي السلمي

كاتب رأي وإعلامي

‫3 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى