حينما تنطق التجارب وتُسقى العقول بالخبرات
في الإدارة لا يُقاس النجاح بكثرة الأقوال بل بصدق الأفعال ولا يُحتسب التميز بكثرة الحضور بل بحكمة الدور.
لقد علّمتني التجارب أن العمل لا يعرف صديقًا دائمًا ولا عدوًّا ثابتًا فالوجوه كثيرة والقلوب أسيرة المصالح.
أولى خطوات الإدارة أن تُتقن الصمت حين يكون الكلام مضرًّا وأن تتقن الكلام حين يكون الصمت خيانة.
وأن تُنجز دون أن تُنذر وتُنجح دون أن تُفرح الأعداء أو تُجرح الأصدقاء.
لا تُعطِ وعدًا وأنت لا تملك الوقت ولا ترفع سقف الأمل وأنت تحت سقف العجز.
ولا تُحمِّل غيرك نتيجة ما لم تُثبت له الوسيلة ولا تبنِ قراراتك على الظنون فإن بعض الظن إثم.
تعلّمت أن الإدارة ليست أن تراقب كل شاردة وواردة بل أن تُحسن التوجيه دون تسلّط وتُحسن التفويض دون تفريط.
فما أجمل أن تكون حاضر الذهن واضح الرؤية حاسم القرار دون أن تكون قاسيًا كالجدار
في كل يومٍ عمل تكتشف أن أعظم العطاء هو التوازن:
بين الصرامة والرحمة
بين الحزم والحلم
بين العمل والراحة
بين البيت والمكتب.
فمن غلبت عليه كفة العمل خسر أهله
ومن غلب عليه اللهو ضيّع ماله وجهده.
أيها المدير.. لا تُرهق نفسك في إرضاء من لا يُرضى ولا تُخاصم من لا يُجدى خصامه فبعض المعارك خسارتها ربح وبعض الانتصارات هزائم مقنّعة.
ومن خبرتي تعلمتُ: أن الشكوى لا تُسمِن والنميمة لا تُغني والإساءة لا تُبقي وأن دعوة المظلوم لا تُرد ولو بعد حين.
كن عادلًا ولو على نفسك كن منصفًا ولو على مَن تُحب وكن حكيمًا حين تحتدم السجالات.
فليس كل ما يُعرف يُقال وليس كل ما يُعلَن يُحكى فـ (العقل زينة )و( الكلمة سكينة ) .
الإدارة ليست منصبًا يُمنح بل هي أمانة تُحمَل وكرامة تُصان وسيرة تُروى.
