في رثاء الأديب الناقد الشاعر الكبير سعد بن عبدالرحمن البواردي والذي وافته المنية صباح يوم الأحد 1446/10/22 غفر الله تعالى ورحمه رحمة واسعة…
سعد البواردي … وداعاً
حلف الزمان ! على الزمان وقالا
والله ما أُلقي عليك ظلالا !
ستصوم كل الأرض عن أزهارها
وترى على كل البقاع رمالا
تتقلب السحب العطاش رذاذها
والغيث ! كل الغيث صار محالا
تتقاذف الريح العقيم غبارها
وسؤالها ألا تقول سؤالا !
*****
الشر يزأر من براثن غابها
ووحوشها !تلقى الصراع سجالا
هذي الأفاعي أي سم سمها ؟!
تغدو على قصر الحياة طوالا
هذي الحوش السارحات حقيقة
تطوي الخيال ! وتنشر التخيالا
وملاعب الأموات تضرم شرها
والخوف يملأ أسْهُلاً وجبالا !
*****
ماذا وراءك يا زمان ؟ وهل ترى
كل المصائب ؟! تصطفيك رغالا ؟!
وتقوم تلوي العصر من أعصاره
وتكاد تجعل للمحال فعالا
تهدي إلى لون السواد سواده
وتزيد من غسق الظلام مجالا
وتهد ما فتئ النهار يبثه بين
الأنام ! وتضرب الأغلالا !
*****
مهلاً فداؤك كل قلب سادر
طرح اليقين ! وأتقن التجوالا ؟!
وأقام في أرض المذلة خيله
وأناخ في أرض الجِمالِ جِمالا
وأتى ذليلا كالمذلة فوقه
وتكاد تقطع في يديه خلالا
والشؤم ! كل الشؤم في أطماره
يرخي على وجه الذرى الأسمالا !!
*****
هتف النبوغ على ( البواردي) وحده
وأضاء جيلاً حالماً ورجالا !
من وحي صومعة العقول تفجرت
كل العقول ! وأتعب الأبطالا
ومشي على نور يبث ضياءه
نحو الخلود ! وأسعد الأطفالا
يروي يقول الشعر ! يكتب نثره
ويُدّبجُ الأقوال والأمثالا !!
*****
رحل الذي ملأ الصحائف نقدُه
وأثار خيراً راكداً ومقالا
في كل ديوان يزخرف رأيه
ويصب في اللغة الجَمال جَمالا
يحنو على كل القصائد راحماً
أصحابها ! يطوي إليه خصالا
فهو الأمين على ثقافة عصره
وهو الذي يهدي الكمال كمالا !!
*****
