حماية أفكار الشباب

تختلط أوراق بعض المفكرين العرب والنخب السياسية وكتاب الرأي، وتلعب الشائعة دورا رئيسا، في التشويش على أطياف المجتمع، وهذا مكمن الخطورة لتأثر المثقف العربي، بمثل الشائعات المغرضة، لاسيما بعض المحسوبين على الإعلام، وتفتح لهم القنوات الفضائية الأبواب المشرعة، لاستقبال أفكارهم المظللة، التي يتأثر بها عامة المجتمع، ويتم تسويقها ببضاعة رخيصة الثمن، لكثرة الأقاويل والشائعات، وتهيئة المناخات والأرضية لمثل تلك البؤر، وتجد متنفسا لأعداء الأمة العربية قاطبة، والمملكة العضو الفاعل والمؤثر في جسد أمتها العربية، إذا ما أخذنا في الاعتبار أن سياستنا الإعلامية، الإبتعاد عن هذه الاسقاطات، لما تقوم به كواجب إنساني نحو الأشقاء في المجتمع العربي، لمنع بعض الأبواق المأجورة.
التي لازالت تقطر كذبا وبهتانا، وتجد متعتها في زيادة الجرعة، من الأكاذيب والافتراءات، كونهم اعتادوا على ترديد هذه السلوكيات، المنافية للآداب والأخلاقيات المهنية، في الإطار الحضاري المتعارف عليه، وأكاد أصاب بالغثيان ولكم الكرامة، عندما اسمع أو أشاهد تلك التصرفات البعيدة عن الذوق العام، ومن المؤكد أن هذه القناعة موجودة لدى الكثير من كتاب الرأي، وباستطاعتهم وزن الأمور، ووضعها في إطارها الصحيح، ويعود ذلك الغثاء على أصحابه، بما كسبت أيديهم، وإن كانت بعض الأضرار تتجاوز البعد الزماني والمكاني، لاستشعار الجديد منها المغلف بالأحقاد، وأنواع العداءات المبيّتة مسبقا، لتجد آذان صاغية، لحجم ما تلوكه الألسن المعادية بقذائفها المسمومة، وتشكل ثقلا سياسيا وفكرياً، على شتى جوانب تنمية الأجيال.
ويقع العبء الأكبر على الدول والعمل على صيانة مقدراتها، بالمحافظة على أفكار أبنائها، والتفاعل مع قضايا الرأي العام، ضد كل من يعمل على صياغة، العبارات الكاذبة والباطلة وطمس الحقائق الواضحة، التي يرددها عديمي الضمير، والذي أصبح شغلهم الشاغل، زرع الكراهية والتفرقة بين أبناء المجتمع الواحد، ولو جاز لهم لكان هدفهم، زعزعت الثقة، على مستوى الأسرة الواحدة، ومن المؤكد أن علاج هذه المشكلة، لتنتهي في مهدها، ليس كوننا نعاني من آثارها، فأجيال وأبناء المملكة، على قدر كبير من الوعي، لديهم من القناعة المطلقة، والثقة الكبيرة في الوطن وقيادته، ومن الطرق العلاجية إقامة مشاريع فكرية، تعد مظلة لحماية أفكار شباب الوطن العربي.
تبدأ بطلاب الجامعات وكليات الاتصالات الإعلامية، ومدى إمكانية تنفيذ أبحاث علمية، لطلاب الدراسات العليا، على نطاق الجامعات العربية، عن طريق الحوارات المستمرة، تقيمها لجان متخصصة، من أساتذة كليات الإعلام والاتصال، تحدد الأعمال الأكثر تميزا، ويتم بعدها تكليفهم بزيارات لنفس الغرض، لعدد من الكليات بتلك الجامعات، تقام بها مؤتمرات وندوات وأوراق بحثية، ويتم تغطيتها من قبل الإعلام الرسمي، والقنوات الفضائية المشاركة، والصحف الورقية والإلكترونية، للانتشار السريع، وتأكيد ثقة الباحثين بأعمالهم، ومن خلالها يتم استخلاص أنجح الأعمال، والذهاب بهم إلى جامعات عالمية، يدلو بأصواتهم تعبيرا، عن صدق الإعلام في الوطن العربي، وبرسائل إعلامية هادفة، وبميثاق الشرف الإعلامي الذي يخاطب تطلعات الشباب العربي.
محمد حامد الجحدلي