( حماس ويحيى السنوار )

بقلم / اللواء محمد سعد الربيعي
تكبدت حماس خسائر جسيمة نتيجة طوفانها المشئوم المدفوعة له هذه الحركة إيرانياً نتيجة مواجهة غير متكافئة مع العدو الإسرائيلي .
إن إختيار يحيى السنوار رئيساً لمكتب حركة ( حماس) يعد خسارة كبيرة لجناح إيران وقطر المتمثل بالمغدور به إيرانياً ( اسماعيل هنية) ومعه خالد مشعل وموسى مرزوق وخليل الحية المقرب من إيران مع رفيقهم الآخر المغدور به أيضاً من حزب اللات صالح العاروري .
يعد إختيار السنوار كرئيس لمكتب حماس مفاجئاً وسريعاً ، ويضع عدة إستفسارات وتساؤلات كثيرة تتمحور في كيفية قيادة الحركة ( حماس) وخاصة بعد إختيار السنوار وهو المطلوب دولياً لعلاقته بالإرهاب ، فضلاً أنه لازال متخفياً في أنفاق غزة وهو ما يعطي إنطباعات متشائمة لأنصار الحركة ومستقبلها وكيفية التعامل معها دولياً ، إضافة للأخذ بالإعتبار لوضع غزة وأهلها والحرب فيها وماذا ستؤول له تلك الأوضاع في ظل هذه المآسي الكبيرة التي تشهدها غزة صباح مساء .
إن التساؤل الكبير هو ماذا سيفعل السنوار الآن ؟ هل سيتقدم بعملية هدنة مع إسرائيل تحت ضمانات دولية يعقبها عملية سلام يتم فيها تسليم كافة المختطفين وخروج القوات الإسرائيلية من غزة ، والعودة للسلطة الفلسطينية في الضفة وإجراء مصالحات فلسطنينة فلسطينية يتم بموجبها ردم الهوة والعودة للحضن العربي ؟.
إن التساؤل الكبير أيضاً الذي يتبادر للأذهان ولكل متابع لعلاقة هذه الحركة مع إيران هو عما إذا سيقطع حبلها السري مع إيران وخاصة بعد خياناتها المتتالية للحركة وتواطئها في استهداف قياداتها في لبنان وإيران وإدعائها فجوراً بتحرير القدس عبر دمشق وصنعاء وبغداد أي بعد إحتلال هذه العواصم العربية تمهيداً للإنطلاق لتحرير القدس .
إذاً هذه التساؤلات أمام السنوار وهو ربما المحيط بالإجابة عليها نتيجة تكبده للخسائر الكبيرة في حرب غزة الأخير ، يضاف لذلك أنه يعرف من وقف مع أهالي غزة في محنتهم الأخيرة دون إيران التي ورطتهم في هذه المحنة.
كان السنوار معارضاً لتولي خالد مشعل لرئاسة مكتب حماس ولعل هذا يعطي إنطباعاً بمعارضته هذا الخط المدعوم إيرانياً ، ومن هنا فقد يكون السنوار ارتسم خطاً بعيداً عن إيران وهو مايجب عليه المسارعة في انتهاج سياسة بديلة لسياسة هنية ورفقاه الذين لم يكن على وفاق معهم ، وفتح نقاش مع جميع الأطراف في المنطقة من أجل إحلال السلام وفتح مباحثات دولية لتحقيق هذا الهدف ، ولعل ذلك يكون حبل نجاةٍ له ولأهالي غزة المكلومين من آثار هذه الحرب التي دمرت الأخضر واليابس ، بالطبع هذا الإحتمال الذي نود أن يسلكه السنوار وتياره وهو البعد عن إيران وتيارها الآخر إذ لعل في ذلك الخروج من هذه المآزق التي تورطت فيها الحركة وقيادتها السابقة ويعود السنوار للحفاظ على مابقي من الحركة وإقليم غزة .
كاتب رأي