كُتاب الرأي

(حماس ونتنياهو )

 محمد سعد الربيعي

 (حماس ونتنياهو )

لعل التحدث عن هذه الحركة حماس ، وكيفية نشأتها وماخرج على الاعلام من معلومات حتى من الإسرائيلين أنفسهم بعلاقة نتنياهو بيحي السنوار وبهذه الحركة  ، وماتم التخطيط له من طوفان الاقصى الذي إجتاحت بعده اسرائيل قطاع غزه ، وعلم الأخير ( نتنياهو) بذلك المخطط أو ما سمي بطوفان الاقصى ، وحدث ماحدث بعد ذلك من تدمير ممنهج من الجيش الاسرائيلي لكل مايتحرك في هذا القطاع الذي أصبح أثراً بعد عين! ونتج أيضاً عن ذلك مجازر بشرية ربما لم تحدث سواء في الحرب العالمية الاولى والثانية تحت أعين الدول الكبرى التي كانت تطالب بحرية الأوطان والبشر وهي ذرائع كاذبة أُستخدمت للسيطرة على العالم واستعماره.
من واقع الاطلاع على نشاط جهاز الموساد وقدرته في تجنيد العملاء والجواسيس لما يخدم توجهات هذه الدولة الاسرائيلية التي تستغل كل شيء لخدمة أهدافها وتحقيق طموحاتها ، وإغتيال كل من كان او سيصبح خطراً مهدداً لها وفي أي مكان في العالم ، وهي تستغل وجود الجالية اليهودية في كل دول العالم ، وتعمل على تجنيدهم وعلى مختلف تبايناتهم وقدراتهم العقلية والمكانية ، فهي تستغل رجال الاعمال ورجال القانون ورجال الصحافة التي تنشط فيها هذه الجالية بإمتياز ، وتستغل الجامعات وطلبتها وكوادرها في الانتماء لجهاز الاستخبارات ( الموساد) وتهيء لهم كل الوسائل المتاحة وغير المتاحة من اجل إنجاحهم ووصولهم لأهدافهم بكل يسر وسهولة ، وهذا يتم في كل دول العالم وحتى المتخلفة منه في سبيل الوصول للهدف الذي قد تصل له أيدي هذه المخابرات وإنهاء وجوده بكل الطرق المعهودة وغير المعهودة.
الشاهد في هذا المقال أن هذا النشاط لجهاز الموساد سواء كان داخلياً او خارجياً يعمل أيضاً داخل السجون الاسرائيلية التي بإستطاعتها إغتيال من تراه قد يشكل لهم خطراً مستقبلياً عند إطلاق سراحه ، وهو إجراء بسيط ولايمكن لأحد أن يتبرم من ذلك أو يشتكي ، لأن السجون الاسرائيلية ممتلئه من السجناء الفلسطينيين وعلى مختلف مشاربهم واتجاهاتهم ،  وهنا يدخل هذا الجهاز على كل سجين وموقوف بعد تقدير حالته المعنوية ومايمكن أن يشكل لهم بعد إطلاق سراحه فيما يخدم توجهاتهم ، وتحقيق الاهداف المرجوة من تجنيده ، واعتباره صيداً ثميناً ومناسباً بعد أن يُعطى كل الامكانات له والتصورات التي تجعله كمناضل قوي للاستبداد الاسرائيلي ، وقدرته في مواجهة الاحتلال ، ليصبح بالتالي مقبولاً لدى الشعب الفلسطيني ويحظى بكل مايعطيه الزخم المناسب لهذا التوظيف الاستخباري الخطير .
ولعلنا هنا نضع يحي السنوار ومن يلف في جناحه من أعضاء عناصر حركة حماس تحت هذا البند ، وربما البعض منهم لايعلم أنه ينفذ سياسة جهاز الاستخبارات الاسرائيلي  بعلمه أو بدون علمه ، وهذا من ما يدل على قدرة هذا الجهاز في التوظيف والتوجيه لعملائه وعناصره في كل أنحاء العالم ، ونقول هنا أن المعلومات ترددت كثيراً عن علاقة هذه الحركة ( حماس) بالمخابرات الاسرائيلية ، وكيفية نشأتها وسبب ذلك وهو مقارعة حركة فتح ، ومصادمتها وبالتالي إنقسام المشهد الفلسطيني بين مؤيداً ومعارضاً ، وهي سياسة إسرائيلية نجحت فيها بإمتياز في خلق تصادم بين الحركتين الذي أدى لإضعاف الموقف الفلسطيني وإنقسامه ، وبالتالي عدم قدرته على مواجهة اسرائيل .
ومن هذا الواقع البائس لما وصلت له الحالة الفلسطينية فإنه لايستبعد  أن السنوار كان مجنداً من الموساد ، وتم إغتياله عندما انتهى دوره ، وهذا شي معروف في كل اجهزة العالم الاستخبارية وذلك لعدم  كشف دور مصدرهم المجند ذلك عندما ينتهي دوره وتكون نهايته الحتمية الاغتيال ، ولا يستبعد أيضاً ان هناك الكثير من عناصر هذه الحركة يعمل لصالح جهاز الموساد الذي يستطيع الوصول لأي من اولئك القادة في هذه الحركة ، ولعلنا الان نلاحظ مايجري من محاولات سياسية عربية وعالمية لانقاذ مايمكن انقاذه في غزه ، نرى التصلب من قادة هذه الحركة ، وعدم قبولهم بأية حلول تؤدي بالتالي لايقاف المجازر الاسرائيلية في هذا القطاع ، وعمليات التجويع والتشريد والهدم والدمار في غزه، واستغلال هذا الحدث فيما  يخدم القضية الفلسطينية سياسياً .
إذاً وفي ظل هذه المعطيات وهذه الانقسامات الفلسطينية والرفض لكل مايؤدي لإنفراج الأزمة من حركة حماس ، فإن التحليل والمؤشرات المؤدية للنتائج المتوقعة هي ما تصب في صالح رؤية نتنياهو وتحقيق أهدافه العدوانية ، وتبنيه الرفض لكل المحاولات الدولية التي ترغب من خلالها تلك الدول في  ايجاد حلول سلمية تقضي بحل الدولتين وايقاف كل الحروب في الشرق الاوسط ، وهو ربما مايذهب لعمالة هذه الحركة وقادتها لإسرائيل .
إن ماتقوم به هذه الحركة ( حماس) من رفض لكل الحلول إنما هو توجه اسرائيلي لإعادة تموضعها في قطاع غزه ، وتشريد أهل هذا القطاع وتجويعهم ، بل قتلهم دونما أن يُرف لهم  جُفن  من قادة حماس الذين يوجهون تلك الجموع المكلومة من الخارج  ، ويدفعونهم للموت في مواجهة غير متكافئة مع عدوً لايرحم الكبير او الصغير ، وفي ظل إستمرارية قادة حماس الرافض لكل الحلول التي توقف تلك المجازر اليومية التي يواجهها سكان غزه ، وهذا ما يعد مؤشراً قوياً ومؤكداً  أن قادة هذه الحركة ينفذون تعليمات اسرائيلية تجعل الرفض يأتي من هذه العناصر المجندة في سبيل تحقيق رؤية نتنياهو الخطيرة في الوقوف في وجه كل ما سيعطي الفلسطينيين حقوقهم المسلوبة من هذه الدولة الاستعمارية ، وبالتالي تعطيل كل الجهود الدولية في حل القضية الفلسطينية وخاصة ماترعاه اليوم المملكة العربية السعودية من جهودٍ جبارةٍ وعظيمةٍ ومعها دول كثيرة وعالمية كفرنسا التي دخلت في حالة مواجهة مع هذا العدو الاسرائيلي نظراً لما تقوم به اسرئيل من أعمال تتنافى وحقوق الانسان في العصر الحديث ، والجهود السعودية لن تتوقف ومعها الكثير من دول العالم التي استطاعت الرياض عاصمة القرار العالمي أن تستطيع إقناعهم بعدالة القضية الفلسطينية ، وضرورة حل الدولتين وايقاف هذه المجازر التي ترتكبها اسرائيل وبالتالي ايقاف الحروب في الشرق الاوسط والتوجه للتنمية وما يقود هذه الدول ودول العالم لتحقيق رؤية المملكة في إيجاد السلم الدولي العالمي .

كاتب رأي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى