كُتاب الرأي

( حقيقة )

 

“لاشيء مضمون في هذه الحياة “..

أمر مهم أن ندركه جميعا ، منذ نعومة أظفارنا ، إلى شيخوخة أبداننا ، وانتهاء آجالنا ..
أن تثق أنك شخص لايمكن الإستغناء عنه في عمل أو مجال أو تخصص أو حتى أسرة أو علاقة هو وهمٌ كبير نحيا به ويطوقنا بأكاليل الأحلام الغبية ، والثقة المتمادية الكاذبة ، التي مانلبث أن نصحوا منها على فاجعة خذلان ، وألم إنسان ، وصدمة وجدان ، تشق نحر أرواحنا بكل بشاعة ودون رحمة وتشعر وكأن الجميع حينها قد اتفق على شيء واحد وهو أن كل ماقدمته لاشيء وأن هناك من يسُد مكانك ، ويقوم مقامك ، ويعطي أفضل منك ، وأجدر بالمكانة عنك ..
وأنت لاتعلم هل هو بفعل فاعل كان يُحيك ضدك الأكاذيب ويؤلف عنك القصص حتى يُسقطك من مكانك ، أم هو حقاً لعدم كفاءتك ، أو قد يكون انتهاء دورك في هذه القصة ، وصفحة جديدة لتبدأ قصة أخرى ..
ولذا وقبل أن تُصدم بذلك كله ، وتعيش تفاصيل صعبة وأياما مميتة في ظل تسآؤلات واستفسارات لامنتهية ، ترهقك وتتعبك وتأخذ من صحتك ووقتك وهدوء نفسك وجمال أيامك ، تأقلم في أي مكان كنت فيه وبأي مركز أو منصب تشغله اليوم وحتى برغم ايهام الجميع لك بأهميتك وأنك العمود الفقري الذي يقوم عليه هيكل كل شيء في عملك تأكد من حقيقة أنك وعن قريب راحل مهما طالت بك السنوات ، وأنهم تحت أي ظرف أو أقل تقصير قد يسحبون بساطهم من تحت أقدام قلبك الذي أعطاهم ، وقدم لهم ، وبذل من أجلهم الكثير دون كلل أو ملل ودون شكوى أو تذمر ..
قد يكون الأمر هين عليهم لأنك مجرد شخص ويُستبدل بآخر ، لكنه على نفسك في غاية الثقل والألم ومع ذلك عليك أن تتقبله على مضاضة ولسان حالك يردد..
” لابأس ، عوض الله أجمل ، فقط اجعل ماتعمله لله وسترى من الله مايسرك ولو بعد حين “..

الكاتبة / فتحية علي

فتحية علي

كاتبة وقاصة و شاعرة ومشرفة ( قيثارة الالهام )

‫8 تعليقات

  1. (أولَٰئِكَ يجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا)

    عوض الله أجمل دائما وابداً وإني بالله على يقين ♥️.
    دامت سطورك يا فتحية 🌷

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى