كُتاب الرأي
(حزب اللات وحماس )

(حزب اللات وحماس )
محمد سعد الربيعي
من خلال الاحداث الجارية في غزه ، ولبنان من هاتين الجهتين ( حماس -حزب اللات) وتقديمها الذرائع لاسرائيل في استهداف لبنان ، وأهالي غزه التي تدمرت نتيجة ذلك التخادم بين حماس وحزب اللات من جهة واسرائيل من جهة اخرى .
إن تلك الجهتين تقدم خدمة لاسرائيل حيث تمنعت الاولى حماس ايقاف مناوشاتها وعدم تسليمها من بقي من المختطفين ، وحزب اللات من خلال عدم تسليمه لسلاحه للسلطة اللبنانية ، وكلا الامرين يصبان في سياسة نتنياهو المتزمتة حول هاتين القضيتين العصيبتين ، واللتين يراهن عليها الاخير للهروب من وقوعه في شرك التحقيق في قضايا فساد ضده قد تطيح به نتائجها من ترؤسه لرئاسة الوزراء ، وسقوط حكومته الليكودية المتطرفة، إضافة للضغوط الداخلية التي يواجهها من أهالي المختطفين .
يعرف قادة حزب اللات أو من بقي منهم أن اسرائيل لن تسمح بوجودهم في الجنوب اللبناني ، وخاصة عند رفضهم الإنصياع لتسليم سلاحهم ، وهو ماهم ذاهبون له ، وعندها ستقوم اسرائيل بشن حرب لاهوادة فيها على لبنان ، وهو بالتالي مايحقق هدف حزب اللات من تدمير لبنان ، وخلط الاوراق ، حيث يرى الحزب أن في ذلك دعماً لايران وتحقيقاً لاهدافها ضد اسرائيل .
والامر كذلك ينطبق على ممارسات حماس ورفضها لكل الحلول التي تشترك فيها مصر وقطر والولايات المتحدة الامريكية من اجل ايقاف مذابح غزه ، وكذلك الجهود الدولية الكبيرة التي ترعاها المملكة لحل هذه القضية ،والاعتراف بالدولة الفلسطينية وحل الدولتين.
إن المتأمل في تصريحات خليل الحية وبقية قادة حركة حماس من خالد مشعل الى موسى مرزوق ، وبقية قادة هذه الحركة الهاربون من غزه ! يستغرب من هذه القيادة مايذهبون له من محاولة لمنع المساعدات الدولية لغزه ، حيث أبدت إمتعاضها من إسقاط المساعدات العينية لأهالي غزه من الجو ! وكأنهم يؤكدون على مواصلة التجويع والقتل الذي تعانيه غزه ، وهم بالتالي ينفذون سياسة نتنياهو في تدمير غزه ، بل إيجاد الذرائع لسكان غزه في الهروب بجلودهم من هذا القطاع الذي أصبح بمثابة نار جهنم عليهم ، وهم بذلك يحققون رؤية وهدف حكومة نتنياهو بتهجير سكان غزه ، ونقلهم الى دول قد تقنعها اسرائيل بقبول تلك الاعداد المليونية مستقبلاً ، وبذلك تحقق اهداف اسرائيل في تفريغ غزه من أهلها ، والاستيلاء عليها واعتبارها أرض صهيونية !
كما يعد حصر السلاح في يد الدولة في لبنان من جانب آخر ، ونزع سلاح حزب اللات غير الشرعي من أهم القرارات التي قد تواجهها الدولة اللبنانية ، ومن سيرفض ذلك هو الثنائي الشيعي حركة امل بقيادة نبيه بري ، وحزب اللات بقيادة ايران وذيلها نعيم قاسم الذي يتقاسم هذا الدور مع بري ، ويرفض توجه الدولة في بسط سلطتها على كل الاراضي اللبنانية، والمتوقع أنه في حالة الرفض أو إيجاد ذرائع وربطها بتسليم السلاح كإنسحاب اسرائيل من بعض النقاط في الجنوب اللبناني وهو ماسيواجه أيضاً بالرفض الاسرائيلي الذي يتحين الفرصة في الإنقضاض على لبنان كما أسلفت ، وهنا تجد وتلاحظ التخادم بين الحزب الذي يعد ذيلاً لاسرائيل كما هو ذيلاً لايران ، أي تجد الدور والعلاقة الاستخبارية التي تربط العلاقة بين الحزب وحماس مع جهاز الموساد الاسرائيلي الذي يتقن اللعب على أوتارهذه العلاقةويتفنن في إخراجها.
ليس لدى حماس وحزب اللات مايراهنون عليه سواء تقديم مثل هذه الخدمات التي تعد جليلة في نظر الاسرائيليون ، ولكن المتوقع من حماس وحزب الله هو اشتراطهم بعدم ملاحقة قادة حماس في الخارج ، وكذلك حزب اللات في لبنان وايران ، وهو ماقد يراهنون عليه للاستمرار غير الطويل في تواطئهم مع جهاز الموساد وعمالتهم له ، خاصة وأن الدائرة بدأت تضيق عليهم ، وأصبحت عمالتهم مكشوفة أمام العالم ومكوناتهم الاجتماعية ، وبالذات في حالة النظر لقدرة جهاز الموساد في اختراق هاتين الحركتين (حماس-حزب اللات ) المتطرفتين .
ستكون الايام القادمة حبلى بالمفاجآت ، وستظهر تلك العلاقة بين حماس وحزب اللات ، كما حدث في ايران من نشاط استخباري اسرائيلي داخل أروقة حكومة الملالي التي أنهكتها تلك العلاقة ، وأقضت مضجعها والتي لم تتوقع أنها ستكون بتلك القدرة في اختراق كل جدران الحكومة التي هي أيضاً تمثل تخادماً كبيراً بين الحكومتين ( الايرانية والاسرائيلية ) في توزع الأدوار ، ومحاولة إقتسام الكعكة في الشرق الاوسط ، ولكنه نتيجة لخلاف في عدم التوفيق من ايران لمثولها لتوجيهات اسرائيلية حدث ماحدث من تأديب لايران من اسرائيل !
حزب اللات يتهرب الان من المثول لرغبة دولة لبنان ، لأنه في قرارة أمره ستكشف تحقيقات مرفأ بيروت علاقته بذلك التفجير الارهابي ، وعند حزم الدولة اللبنانية وأجهزة التحقيق فيها لن يكون هناك خياراً للحزب الذي ستمثل كل قياداته النافقة والموجودة أمام المحققين للاعتراف بجريمتهم تلك النكراء في تدمير لبنان ، ناهيك عن كل الإغتيالات التي تورط فيها الحزب ضد الساسة والمسؤلين اللبنانيين وهذا أيضاً ينطبق على حركة حماس مع الحزب الذين يؤدون كليهما الان رقصة الديك من أجل محاولة الإفلات من العقاب!