(حزب اللات والمطرقة الغليظة)

اللواء/ محمد سعد الربيعي
عندما تولى الخميني السلطة في إيران ، بدأ ينشب مخالبه في الدول المجاورة ، وكانت الحرب العراقية الإيرانية ، أو حرب الخليج الأولى التي بدأت في نهاية السبعينات الميلادية ، وانتهت بتدمير كلا البلدين العراق وإيران ، ولأن مبدأ الثورة التي إنتهجتها إيران منذ تلك الفترة بُنيت على تصدير ثورتها ، وكان أول سفاح لهذه الثورة هو حزب اللات في لبنان الذي ظهر على الساحة اللبنانية عام 1982 م تقريباً ، أي بعد استيلاء الخميني على سلطة طهران بفترة وجيزة.
حيث بدأ ولادة خديجية من رحم حركة أمل ، وأخذ في النمو على حساب أمه من الولادة( أمل الشيعية) عندما واجهها بالنار والحديد ، ثم أخذ ذلك المولود في التمدد حتى تمت له السيطرة الفعلية على لبنان وحكومته المهترئة ، وخاصة بعد قيامه هذا الحزب بإغتيال رفيق الحريري عام 2005في بيروت .
وفي خلال مايزيد عن أربعين عاماً مكنت إيران حزبها في لبنان من كل إحتياجاته المادية والعسكرية وكذلك التدريبية حتى أصبح كالأخطبوط في لبنان وسوريا ، ولعل الكثير يتذكر ماقام به الحزب في حرب الثورة السورية التي تدخل فيها بقوة ودمر وقتل الكثير من سنة سوريا في عداء مستحكم من قيادة الحزب وعناصره بكراهية متناهية لم يراعوا فيها لا صغيرا ولاكبيرا ولا امرأة ولا رجل، وبرعوا في التمثيل بجثث المسلمين هناك وهتك أعراض المسلمات البريئات دون رحمة فيها لشابة أو مسنة .
اليوم نرى كيف أن الله سبحانه وتعالى أخذ الثأر من الحزب وقادته وعناصره الذين مثلوا بالسوريين ، وكيف كان القصاص منهم ربانياً عادلاً ، وكان جزاء الله سبحانه وتعالى من جنس عمل أولئك الذين ولغوا في الدم السوري .
ما أود الذهاب له هنا في هذا المقال أن المطرقة الغليظة الإسرائيلية تمكنت من تهشيم عظام ورؤوس قادة هذا الحزب المجرمين وعناصره الذين كانو يرعدون ويزبدون في التهديد والوعيد لكل من يتعرض لإيران ، أو يحاول أن يقف في وجه الحزب في لبنان ، وكانو يتباهون بقوتهم الصاروخية الإيرانية التي تصل بقوتها لتدمير إسرائيل ، وقد استطاعوا من خلال ماكينتهم الإعلامية اقناع البسطاء من المغلوب على أمرهم في لبنان بتصديق تلك الروايات والمزاعم الكاذبة.
الآن المطرقة الغليظة الإسرائيلية جعلت الكثير من حزب اللات وقياداته وطائفته الشيعية يهربون من أمامها ويتوجهون للشعب اللبناني المسالم سنة ومسيحيين ويطلبون اللجوء إليهم ، والسواد الأعظم من هذه الطائفة الشيعية يتمنى زوال حزب اللات الذي ورطهم في حروب لاطائل لهم منها ،
وبينما الوضع كذلك نرى تلك الصواريخ التي أزبد وأرعد زميره وقياداته بقوتها الصاروخية تتساقط في البحر من المضادات الإسرائيلية وكأنها ألعاب أطفال !؟
وقد ثبتت أكاذيب ومزاعم حزب اللات فصواريخه لاتحمل أية مواد تدميرية أوحتى نارية ، ولاتشكل أية قوة ترهب سكان المناطق الشمالية من إسرائيل ، وهي أضحوكة كما كانت صواريخ إيران الموجهة لإسرائيل منذ شهرين حيث كانت أضحوكة أخرى.
إذن نقول أن العصا أو المطرقة الغليظة التي استخدمتها إسرائيل هي من تتناسب في التعامل مع حزب اللات ، ومع إيران وأذنابها في المنطقة ، وذلك لتأديبهم ، والمهم في هذا المقال هو أن على اللبنانيين الآن أن يعيدوا لترميم جيشهم وقوتهم العسكرية ، وإعادة تمركزهم في الجنوب اللبناني خشية احتلاله من إسرائيل وخاصة بعد هروب عناصر الحزب منه ، ووضع ترتيبات تمنع عودة حزب اللات للجنوب ، وأن يستخدموا عصاتهم الغليظة إن كانو يملكونها في التعامل مع زميره وعناصره ، وهذا لايتوقف على الحزب فقط ، بل يمتد لكل ذيول إيران في المنطقة ، ولعل الأهم بعد لبنان هو اليمن الذي من المحتمل لجوء الكثير من قادة الحزب للحوثيين هناك ، وإعادة تمركزهم وخلق حزب بديل هناك ، كما يسمى أنصار الله ، ومن هناك تتم المناورات والمزاعم الكاذبة أمام إسرائيل !
إذا من الواجب الآن على اليمن بعد لبنان هو استخدام عصا أو مطرقة غليظة في التعامل مع أذناب إيران ، لأن في ذلك وسيلة ناجعة لإعادة الإستقرار لهاتين الدولتين ، أما سوريا والعراق فتحتاجان لثورة شعبية تطرد من خلالها تلك الأذناب إلى طهران ، وعنئذ تهنأ شعوب هذه الدول بالوئام ، وتحلق حولها حمام السلام لا حدأة إيران المناهضة للسلام.
كاتب رأي