(حزب اللات ، ورفع راياته البيضاء )

محمد سعد الربيعي
(حزب اللات ، ورفع راياته البيضاء )
منذ أن تأسس هذا الحزب ، وإيران تقف وراء كل نشاط له ، بل وراء تأسيسه ، وتدريب عناصره ، وترشيح قياداته ، ودعمه مالياً ومادياً ( أي بالسلاح ) وبقي لما يزيد عن خمسة وأربعون عاماً شوكة في حلق اللبنانيين ، ولازال ، بل أصبح هو المتحكم فيهم ، أي في شأنهم السياسي ، والعسكري ، والإجتماعي ، للأسف حيث خلق مكون شيعي متلبس بالعداء ، والكراهية لبقية مكونات لبنان ، التي كانت تعد في غاية التلاحم ، والتقدم الإجتماعي ، والعلمي ، والإنتاج الإقتصادي.
لم يقف عند ذلك الحد هذا الحزب ، بقياداته الخائنة ، والعميلة لنظام ملالي طهران ، بل أصبح يمثل الثلث المعطل للحكومة ، وأصبح يتحكم في مصير لبنان سياسياً وعسكرياً ، وإقتصادياً ، في هذه الدولة الصغيرة التي كانت تسمى بسويسرا الشرق الأوسط .
لم يتم هذا التطور الخياني والعمائيلي للحزب في ظل السر أو العمل المتخفي عن أعين اللبنانيين ، بل كان الحزب وقادته يعملون على المكشوف ، وأمام أعين اللبنانيين ، وبالقوة والتسلط ، فمن يرضى أُغدق عليه بالمال الحرام الإيراني ، ومن يُعارض يكون مصيره القتل ، وهذا العرض كان لكبار اللبنانيين وساستهم ، وقياداتهم المسيحية والسنية ، وبكل أطيافهم ، أما الشعب فهو في نظر الحزب ، وقادتهم كالقطيع ، أي أن معاملتهم تتم كمعاملة الغوغاء من الناس ، ولايعنيهم أمر الشعب بشيء.
نفذ الحزب إغتيالات ضد شخصيات لبنانية ، سياسية ، وأدبية ، وصحافية ، وإمتدت يد الحزب الغادرة لكل من كان يقول ( لا) فقط لما يمارسه الحزب في لبنان ، وكانت أكبر قضية إغتيال في التاريخ اللبناني هي إغتيال رفيق الحريري ، وتمت العملية في بيروت عام 2005م ، وكانت قاصمة الظهر نفذها الحزب بعلم من نظامي سوريا ، وإيران ، وبعدها دخل لبنان في دهاليز مظلمة ، سيطر فيها الحزب على الشجر والحجر في لبنان ، وأصبح الحزب يقود السياسيون اللبنانيون كما تُقاد البقر ، ومن يعارض فمصيره محتوم وهو القتل ، حتى إن حصل ماحصل هذا العام ، ونفِذ صبر إسرائيل التي كانت تتعامل مع الحزب ، ولايضيرها مايقوم به في لبنان ، بل كان في الأمر تخادماً معروفاً لدى الساسة اللبنانيون ، بين الحزب وإسرائيل ، بالطبع الحزب كان ينفذ سياسة تدميرية للبنان ، ولعل تفجير مرفأ بيروت كان أحد الأمثلة التي تريد الذهاب بلبنان لذلك المصير المجهول ، وفي جانب آخر يدل على ضعف الحكومة التي لم تستطع وضع يدها على المُنفّذ ( الحزب) خشية المتابعة ، والقتل لمن يريد أن يعرف المتسبب ، بالطبع أيضاً قام الحزب بتصنيع وزراعة المخدرات والحشيش بكميات أغرقت لبنان والعالم العربي وأصبحت مصدر ثروة وثراء داعم لأعماله.
وفي كل مجال ، تبدأ بشراء الضمائر ، ورواتب العملاء والمأجورين ، ودفع مرتبات سكوت بملايين الدولارات ، وتدمير شعوب ، كما كان يهدف ويخطط الحزب ، من تصدير هذه المواد المخدرة لشعوب الخليج ، وبتنسيق مخابراتي إيراني ، سوري إسرائيلي بطرق وأوجه مختلفة من حيث الزمان والمكان حيث يصدر هذه المواد أحياناً وبطرق تمويهية ، عن طريق دول في الكاريبي، ودول أمريكا اللاتينية التي يتواجد فيها المكون الشيعي اللبناني المرتبط بالحزب بكثرة.
والحديث يطول في شرح نشاط هذا الحزب العميل ، ولكن ماأود الذهاب إليه هنا في هذا المقال ، هو ماتردد يوم الأمس بأنه ( الحزب) رفع راياته البيضاء ، ووافق على الإنسحاب إلى شمال نهر الليطاني ، وتسليم سلاحه .
لا أعتقد أن الحزب سيسلم سلاحه ، ربما ينسحب ،وذلك رغماً عنه وعن إرادته المنكسرة المهزومة ، وسيزعم أن ذلك هو تنفيذ لقرار 1701 , وخاصة بعد الخسائر التي مُنِي بها من إسرائيل ، التي تطاردهم الآن وتصطادهم كما يصطاد الحمام .
الحزب تلقى خسائر جسيمة ، وفقد الكثير من قياداته وعناصره الإستخبارية ، والميدانية ، وبالآلاف ، ولكنه يخشى التصريح بهذه الهزائم لكي لاينهار البقية ، هرب زعيمه نعيم قاسم لإيران ، وأصبح الحرس الثوري هو من يدير الحزب عن بُعدٍ ومن هناك في ( طهران) ، ونعيم قاسم أُجبر على تولي منصب الأمين للحزب ، بينما كان عضواً مجمداً قبل نفوق زميره وذلك لإعتبارات حزبية وخاصة بعد إعترافات الأول عندما أُطلق سراحه من إسرائيل والتي كانت عاراً عليه وعلى الحزب.
وأقول بأن الحزب لن يسلم سلاحه حتى ولو انسحب لشمال الليطاني ، وأنه سيعود سيفاً مسلطاً على رقاب اللبنانيين كل اللبنانيين وأنه سيبدأ بالتصفيات الجسدية وسيعود سيناريو الإغتيالات لكل الشخصيات اللبنانية وكل من تنفس أو أيد عودة الحزب وإلقاء سلاحه لكي لايتدمر لبنان، وستمتد يد الخيانة بين الشعب اللبناني وسيزدهر سوق النخاسة والعملاء والمأجورين في إهدار الدم اللبناني للأحرار والشرفاء الذين قالوا ( لا) لحزب الشيطان .
ستعود إيران لتقوية نفوذ حزبها في لبنان ، ولن يتازل عن الثلث المعطل رغم كل ما أصابه من ضعف ووهن وخسارة لقوته وقوة نفوذه في لبنان كل ذلك سيمر مرور الخشية والخوف الذي يصاحب كل لبناني وستظل أفواههم مكممة بل ملجومة لايستطيع أي لبناني أن يصرح برأيه ،
وما فعله الحزب من تدمير في لبنان وذلك خشية القتل الذي سيعم لبنان بعد إيقاف الحرب الإسرائيلية فيه .
الحديث طويل وأخشى أن أتعدى القدر المسموح به في كتابة المقال.
بقي ملاحظة صغيرة وهي ما قاله ميقاتي وركز عليه أثناء ترؤسه وفد بلاده في قمة الرياض ، ماذهب له ميقاتي والذي تتجاوز ثروته عشرة مليارات دولار هو أنه استطاع أن يقدر خسائر لبنان الآن وذكر أنها تتجاوز عشرات المليارات ، هو لم يذهب في كلمته لما سببه الحزب وتدميره لدولة لبنان بل ذهب لمحاولة التكسب وزيادة رصيده المالي مثله مثل رفيقه في العمالة نبيه بري الذي بدأ يستجدي العرب لإعادة إعمار لبنان ، ولم نرى مسئولاً لبنانياً يطلب الدعم من إيران أو إيقاف حزبها في لبنان والسبب هو أن كليهما مأجورين ويدفع لهما مقدما من إيران .
والخاتمة هو الرجاء كل الرجاء من دول الخليج والمملكة عدم الإنسياق وراء الإستعطافات اللبنانية التي يقودها ساسة لبنان وعملاء إيران في إعادة تعمير لبنان الذي دمرته إيران فلتعد هي لتعمير مادمرته ، ويكفي ماسرقه قادة ومسئولي الحكومة اللبنانية من المملكة ودول الخليج .
كاتب رأي
بيض الله وجهك مقال في الصميم وبلغة واضحة ومفهومة لدى الجميع الا في لبنان الذي لا زال الخوف من حزب الشيطان مسيطر على الرؤوس والقطيع .