نادي القصة
حرفين

( أنا ) على نفس تلك الطاولة الخشبية ، بجوار الزاوية البعيدة الضيقة ، قبالة الشباك المطل على الشارع ، وبذات التوقيت الخامسة مساءً ..
ولكن.. ”بدونك”..
أجلس على كرسي ٍ وحيد ، لا أحد إلى جواري سوى طيفك ، يبتسم لي ويربت على ظهر قلبي المنحني من شدة مايجد بعدك ، يمسح نزف روحي المتآكلة حنيناً ، يواسيني في هذا المكان ليهون علي غيابك الذي أذاب أحشائي وصهرها كقطعةحديد ، يحضر هو وأنت تغيب ..
يترائى لي كخيالات خلف زجاج الشباك يلوح ثم يرحل للمجهول ويدا دموعي تحاول مستميتةً أن تمسكه بلا جدوى..
أخيرا و كالعادة منديل مبلول ، وجه مصفر ، وحساب مدفوع بلا طلب على هذه الطاولة فقط لأشاهد حرفينا المحفورين عليها بمفتاح سيارتك ..
بعدها أغادر بمنتهى الشبع ، وكأني أكلت وليمة ولكن قد شويت في جوفي ..
الكاتبة والقاصة / فتحية علي