كُتاب الرأي

(حرب ايران في لبنان)

 

لوحظ بعد زيارة رئيس البرلمان الايراني / محمد باقر الى لبنان تغير سير معارك حزب اللات مع اسرائيل ، حيث نشطت العمليات الحربية ضد اسرائيل من اطلاق صواريخ ، وطائرات مسيرة لشمال اسرائيل ، وبعض الثكنات العسكرية هناك ، اضافة للمواجهات التي تدور في الجنوب اللبناني .
تواترت المعلومات بأن باقر أحضر معه بعض القيادات ، أو الخبراء الايرانيون لإدارة المعركة مع اسرائيل ، في ظل الخسائر التي لحقت بقيادة حزبها في لبنان، بينما ذكرت أخرى أن باقر أخذ معه وفيق صفا الذي استهدفته اسرائيل ، وأصيب بإصابات بالغة لإكمال علاجه في طهران .
إن صحت هذه المعلومات ، أو كان لزيارة باقر الى لبنان علاقة بهذه الأنشطة العسكرية الاخيرة في لبنان ، فمن المتوقع أن تغير اسرائيل خطة ضرب ايران ، التي رضخت ، وأبدت إنصياعها للمطالب الامريكية الملحة ، حيال خفض تلك الهجمات ، واستبدالها بمواقع قد تكون أقل أهمية لدى الايرانيين .
وفي سياقٍ آخر فإن اسرائيل ستوجه ضربات موجعة لحزب ايران في لبنان ، وستشن حرب لا هوادة فيها ، وستستهدف كل موقع يتواجد أو يندس فيه عناصر حزبية ، بما في ذلك من يحتمون بالسكان في بيروت وطرابلس وخلافها ، خاصة والمعلومات تؤكد انتشار عناصر حزب اللات في بيروت وطرابلس وبين السكان السنة ، واتخاذهم كدروع بشرية ، وهذه ستؤدي لكارثة كبيرة للعاصمة اللبنانية ، ولسكانها بكل مكوناتهم وطوائفهم الدينية والاجتماعية.
ايران لن تأبه بأي نتائج كانت ، من أثر هذه الحرب على لبنان ، ولو لم يبقى حجر على حجر منه ، ( أي من لبنان ) ، فهي نقلت حربها مع اسرائيل للساحة اللبنانية ، وهي بذلك تثير الشكوك ، وعلامات استفهام كبيرة ، حول تقاطع المصالح إن صحت هذه العبارة ، في ظل التخادم بين طهران ، وتل أبيب ، في وجود هذا الاشتباك بين الدولتين تكون نتيجته تدمير لبنان في جانب ،ولمصلحة اسرائيل ،أوربما لمصلحة مشتركة ! ومن جانب آخر تدمير ذيل ايران هناك ، الذي تدافع عنه أمام اللبنانيين ، والمغرر فيهم ايرانياً ، وخسرت عليه الكثير ، وهذه هي اللعبة التي تمارسها ايران ، وتتقن فيها الضحك على الدقون كما يقال! بينما هي تحقق هدف استعماري قد يمتد ليشمل أبعد من لبنان عربياً !؟ بتقاطع مصالح كما اشرت مع اسرائيل !وربما في سوريا الوقت الراهن بعد الانتهاء من لبنان ، أو لتقاسم النفوذ في الشرق الاوسط !
اذاً هذه بعض المؤشرات التي تدل على ذهاب اسرائيل بعيداً في حربها مع ايران ، وخاصة بعد الخسائر البشرية التي لحقت بقوتها العسكرية ، في العمليات الاخيرة ، وبعد زيارة باقر كما أشرت ، وهي لن تتردد أي اسرائيل ، أو تحجم عن الاستمرار نتيجة تلك الخسائر ، بل سيكون ذلك دافعاً لها لتدمير كل من يقف في وجهها ! ، وبتمهيد ايراني ، وتواطئ رافضي ، في تدمير لبنان ومعه الدول العربية التي قد تبدأ فيها بسوريا ! .
مايجب المسارعة في اتخاذه هو قيام حكومة لبنانية مستقلة ، تستطيع فرض قوتها ، وارادتها في لبنان، وتمثل مختلف المكونات اللبنانية ،وتكون ذات استقلالية تامة ، ووطنية صادقة، وبعيدة عن التحزب والتخاذل ، وشفافة وأمينة، وذات قدرة على محاسبة العناصر الفاسدة والعميلة، أياً كان ، وإبعادهم عن المشهد السياسي ، بل ومحاسبتهم ، وإعادة فرض الأمن ، وانتشار الجيش في الجنوب ، وكل موطء قدم في لبنان ، ومنع عودة حزب الشيطان لوضعه السابق ، مع عدم الاستماع للاصوات الناعقة العميلة لايران ، التي ترى فيه ( الحزب) مكون لبناني يجب اشراكه في العملية السياسية ،ومنهم للاسف ميقاتي رئيس الوزراء المؤقت ، الذي لازال يخشى انبعاث زميره وزمرته ، وشطب كل مايتعلق بالثلث المعطل ، وعدم اعادة تدويره في الوضع السياسي في لبنان ، أو تبنيه من أي مكون آخر .
كما أن على اللبنانيين أن يصطلحوا مع أنفسهم ، بكل مكوناتهم ، وفئاتهم الدينية ، والإجتماعية، وان يتفقوا على إبعاد كل من له علاقة بإيران ، وعلى رأسهم نبيه بري ، وسليمان فرنجية ، وجبران باسيل ، وعون وكل من له علاقة به ، ومحاسبتهم ، وكذلك وليد جنبلاط ، وكل من اصطف ضد لبنان ، ورمى بنفسه في حضن حزب الشيطان ، ورهن نفسه لايران ومخططها التدميري في لبنان، وأن يستفيق الشعب اللبناني ، ويلُمٌ بما يدور حوله من ايران ، وحزبها ومن يدور في هذا الفلك ، حتى ولو كانو من المكون الشيعي لديهم ، الذين مكن الحزب وايران من تخريب لبنان ، وجعله ساحة حرب ايرانية تدمر الاخضر واليابس فيه ، ويضربوا على ايديهم لمنع ضياع لبنان ، كما ضاعت العراق بفعل شيعة الفرس!!

محمد سعد الربيعي

كاتب رأي

تعليق واحد

  1. كاتبنا المبدع الدكتور محمد الربيعي ،
    مقالك هذا يعكس عمق التحليل ويدل على فهمك العميق للتطورات الإقليمية.
    وتسليطك الضوء على العواقب الإنسانية المحتملة للصراع يعكس رؤية شاملة ويشجع على التفكير في تأثيرات الحروب على المجتمعات . أتمنى أن يستمر قلمك في توضيح مثل هذه القضايا المهمة👍

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى