(حاجة الزوجات والأزواج إلى الأمن والأمان)

(حاجة الزوجات والأزواج إلى الأمن والأمان)
في هرم ماسلو للاحتياجات الإنسانية حدد حاجة الإنسان إلى الأمن والأمان والإستقرار والسكينة والراحة والسلامة والهدوء وجعل ترتيبها الثالث في الاحتياجات الضرورية والأساسية التي يحتاجها الإنسان الحقيقي الكريم على اختلاف الألوان والأعراق والأجناس البشرية الطبيعية.
وحقيقة الأمن والأمان والإستقرار والسكينة هو احتياج عظيم وكبير وأساسي لجميع المخلوقات والكائنات الحية على وجه كوكب الأرض الجميل ؛ ومهما توفرت بقية الاحتياجات الضرورية والأساسية كالمآكل والمشارب والمساكن والمراكب فليس لها جميعاً طعم ولا لون ولا رائحة ولا وجود. في ظل غياب نعمة الأمن والأمان والإستقرار والسكينة!
ولا تنمو الحياة الجميلة. ، ولا تزدهر ولا تتطور ولا تنهض ولا تتحرك وتتقدم إلى الأمام والمستقبل الواعد إلا في ظل نعمة الأمن والأمان والإستقرار والسكينة ! فهذه الأشجار على طول وعرض كوكب الأرض الجميل لا تؤتي جمالها وثمارها في ظل الأعاصير والبراكين والرياح العاتية والتصدعات والزلازل !
فالبيئات غير الآمنة هي تلك البيئات الطاردة والقاتلة للإبداع والتميز وكذلك القاتلة للحياة الزوجية والأسرية والإنسانية! والمنفرة لكل لون من ألوان جماليات الحياة !
لذلك كان حق الأمن والأمان والإستقرار والسكينة والراحة والسلامة والهدوء من الحقوق المشتركة بين الزوجات والأزواج ؛ فعلى الزوجات الكريمات الفاضلات الصالحات أن يوفرن الأمن والأمان والإستقرار والسكينة للحياة الزوجية والأسرية وكذلك على الأزواج الكرام الأفاضل أن يوفروا حاجة الأمن والأمان والإستقرار والسكينة والراحة والسلامة والهدوء للزوجات والأسر والعوائل المحترمة!
والفهم المحدود والضيق لحاجة الأمن والأمان والإستقرار بين الأزواج والزوجات أدى إلى زيادة خوف الزوجات من الأزواج وعدم الشعور بالأمن والأمان لهم ! وكذلك خوف الأزواج من طلب الزوجات للفراق والطلاق في أي ساعة من ليل أو نهار ! وترك الأولاد! وترك الأسرة ! ومغادرة المنزل !
في استطاع مصور عبر قناة اليوتيوب سئل عدد من الأزواج والزوجات نفس السؤال : رتب ما تحتاجه من
شريك حياتك ورفيق دربك؟! فكانت الإجابات من الأزواج والزوجات متقاربة وهي نحتاج فقط : الشعور والإحساس بالأمن والأمان والتقدير والاحترام وزيادة الاهتمام!
وفي أحد الدورات التدريبية التي أقوم بتنفيذها وتدريب عدد من الزوجات والازواج في برنامج التوافق الزواجي
سألت المتدربين عن أهم حاجة تريدها الزوجات من الأزواج توفيرها ؟! فكانت الإجابات كلها شبه واحدة : نريد الشعور والإحساس بالأمان والأمن والاهتمام والاحترام!
إذن فإن الحاجة إلى توفير الأمن والأمان والإستقرار والسكينة والراحة والسلامة والهدوء حاجة ماسّة وشديدة جداً ! وجدير بالأزواج وكذلك الزوجات السعي إلى توفير تلك الحاجة المشتركة في الحياة الزوجية والأسرية.
فالأسر والعوائل التي تفتقد بعض الأمن والأمان أو تفتقده كله هي التي يشكو منها الأزواج من الزوجات ! والزوجات من الأزواج ! وهي البيوت والمنازل المضطربة في تصرفاتها وسلوكها وسلوك أولادها !
فهناك من الأزواج من إذا دخلوا بيوتهم غادر الأمن والأمان والإستقرار والسكينة والراحة والهدوء من الباب ! وكذلك بعض الزوجات الطاردة للراحة والإستقرار والسكينة والهدوء من بيوتهن ! فالأصوات المرتفعة بالصراخ والسباب ! واللعنات والنقد واللوم لكل ما هو حسن في الحياة الزوجية والأسرية! أو لكل تصرف غير مقبول من الطرف الآخر أو الأولاد !
ومما يعين الأزواج والزوجات على توفير حاجة الأمن والأمان في الحياة الزوجية والأسرية:
أولاً: الشعور بالمسؤولية عن الحياة الزوجية والأسرية من الأزواج للزوجات! ومن الزوجات للأزواج!
ثانياً: التحكم والسيطرة والضبط للمشاعر والعواطف السلبية في الأسر والعوائل وداخل البيوت والمنازل!
ثالثاً: عدم نقل التحديات والمشكلات التي يواجهها الأزواج والزوجات في العمل والوظيفة إلى داخل البيوت والمنازل الجميلة المباركة الكريمة.
رابعاً: الزوجات والأزواج هم خزنات ضخمة ومحطات بشرية كبيرة وعظيمة ومميزة لتقديم الحب والمحبة والمودة والرحمة لبعضهم بعضاً ولأولادهم في البيوت الطيبة الجميلة المباركة!.
خامساً: الزوجات والأزواج هم الملوك والعظماء في البيوت والمنازل الجميلة المباركة فحسن الإدارة والقيادة لها مطلب ديني وفطري وإنساني عظيم .
سادساً: التخلق بخلق القبول والتقبل لكل ما يدور ويقع في البيوت الطيبة الجميلة سالباً أو إيجاباً! ويمكن معالجة السلوكيات والتصرفات الخاطئة بأكثر من طريقة لكن بهدوء وسكينة ولطف.
سابعاً: الطبيعة الشخصية الغاضبة الساخطة الناقدة من الأزواج والزوجات يجب ضبطها والتحكم بها وتهذيبها !
ثامناً: النموذج الفريد والعظيم الذي يتزود منه جميع المسلمين والمسلمات هو هدي وخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفسه وأسرته وبيته ومجتمعه.
تاسعاً: التفكير قبل التعامل مع التحديات والصعوبات والمشكلات داخل البيوت والمنازل بالعواقب ! عواقب رفع الأصوات على الأولاد! عواقب تحويل المساكن إلى حلبات صراع وقتال مرير ! على ماذا ! وما هو الهدف ؟! وما عواقب ردود الأفعال والإستجابات الإنفعالية الخاطئة؟!.
عاشراً: المحافظة على الوضوء والصلاة وقراءة القرآن الكريم والإكثار من الدعاء والعبادات الدينية والسلام على الأهل والأولاد عند الدخول ثم الدعاء لهم بالهداية وبالبركة الصلاح وحسن الظن بالله تعالى.
المصلح والمستشار الأسري
د. سالم بن رزيق بن عوض
