جيل الوفاء

بعد أن رحل أبرز رجال الفكر والرِّيادة والثقافة والأدب، الشيخ عبدالمقصود محمد سعيد خوجة، وكُتب عنه العديد من مقالات الرِّثاء، ممن عرف جهوده، في اثراء الساحة الثقافية والأدبية، داخل المملكة وخارجها، باستضافة العديد من القامات الأدبية البارزة، ومن مقالات الرِّثاء، مَا خَطَّه اليَرَاعُ وجاد به القلم بصحيفة الجزيرة، لأستاذ الجيل وأستاذي سعادة الدكتور عبدالله بن محمد الزيد، مدير عام التعليم بالمنطقة الغربية الأسبق، الأديب والشاعر الذي ساهم في صناعة الأدب والثقافة، مع كوكبة كبيرة من النُّخب والقامات الأدبية بالمملكة، وشرف بعضوية مجالس إدارات كل من النادي الأدبي بمكة المكرمة.
ومن ثمَّ النادي الأدبي بجدة، وشغل نائبا للرئيس بالناديين، في فترة تميزت بالحراك الأدبي، تُعد مرحلة التَّجديد والثوابت، شملت عدد من المجالات الأدبية والثقافية، عاشتها الساحة الأدبية، والدكتور الزيد بين سطور مقالته الرِّثَائية، يَعُد واحدًا من شهود العصر، لِمَا كان يقوم به الشيخ عبد المقصود خوجة رحمه الله، بتوظيف امكانياته وعلاقاته، لخدمة الأدب السعودي، فكان صالون الإثنينية الأسبوعي، الأكثر ثراءً بأطروحاته الفكرية، اتسمت بالاعتدال وانتقاء الأجود، بما يُواكب رقي المجتمع الأدبي السعودي، وكان الوجيه مُلِّحاً بتكرار دعواته للدكتور الزيد، بالرغم من اعتذاراته، بعد كل زيارة يقوم بها لمكتبه، لانشغاله بمسؤولياته الوظيفية والقيادية.
وتأتي التربية والتعليم بالمقام الأول، وقادها بنجاح بإشادة الجميع، ولازالت في ذاكرة النُّخب الثقافية ورجال الفكر والرأي والمجتمع، يُسجَّلُون انطباعاتهم عن مرحلة من أهم المراحل التاريخية، شهدتها الحركة التعليمية بالمملكة، والمنطقة الغربية على وجه الخصوص، ومن شواهد تلك المرحلة، إصرار الشيخ عبد المقصود خوجة، على تكرار دعوته للدكتور الزيد، لتكريم أحد الطلاب خريجي الثانوية العامة في ذلك العام، الحاصل على درجة التفوق بنسبة 99%، والتي تعني برعاية طلاب العلم لبناء الوطن، وفي ظني أن ذلك الطالب هو الآن! ضمن كوكبة من القيادات الوطنية البارزة، قادوا مرحلة التنمية التي شهدتها المملكة بنجاح، وممن كانوا النواة الأولى لجيل الوفاء.
وفي أمسية أدبية استثنائية في دار الدكتور عبد الله بن محمد الزيد، ضمَّت العديد من القيادات والخبرات التعليمية، في مرحلة من أجمل المراحل في صناعة رجال الفكر، تطرق المضيف أبا نجم عن سيرة ومسيرة الفقيد الراحل الشيخ عبد المقصود خوجة في إثراء الحركة الأدبية، ومما زادني فخرا ما ذكره الصديق الدكتور يوسف حسن العارف عضو النادي الأدبي بجدة، بمعاودة صالون الإثنية نشاطه قريبا، بأشراف أحد أبناء الشيخ عبد المقصود خوجة، فشكرا للدكتور الزيد على كرم ضيافته لتلك القيادات والخبرات التعليمية، والشكر موصول لابنه المهندس سهيل بن عبد الله الزيد بابتسامته وأخلاقه الرفيعة، وترحيبه بضيوف الأمسية بدارهم العامرة.
محمد حامد الجحدلي