كُتاب الرأي

( جوزيف عون ، ورئاسة لبنان )

رغم الترحيب الكبير الذي لقيه انتخاب جوزيف عون كرئيس للجمهورية اللبنانية ، وإنتهاء مرحلة الثلث المعطل التي كان يقودها الثنائي الشيعي في لبنان ( حزب زميره+نبيه بري) والذي كان يسيطر عليه بالمطلق حزب ايران في لبنان بقيادة الهالك نصر اللات ، وكان بري يمثل في ذلك الثنائي ذيلاً صغيراً لايران تم شرائه بالمال الحرام الذي تغدقه طهران على اذنابها وذيولها في المنطقة ،وكانا يراهنان( الثنائي )  على سليمان فرنجية المتورم بالمال الحرام الايراني ، وبيع ذمته للفقيه! .
أقول بالرغم من هذا الانتخاب .. هل سيكون خطاب عون الذي ألقاه في مجلس النواب اللبناني إنشائياً ! فقط ، وهل يستطيع قطع كل ماوعد به أمام اللبنانيون ، والعالم أجمع ، الذي رحب بهذا الانتخاب ، وإنفكاك ذلك الإنسداد السياسي في لبنان ، الذي تسيطر عليه ايران بمكونها الشيعي الذي تشرب فكر وعقيدة ولاية الفقيه! وأطلقت يده للعبث بكل مقدرات الدولة في لبنان ، وإمتهان زراعة ، وصناعة ، وبيع ، وتصدير المخدرات بكافة أنواعها لتكون رافداً إقتصادياً ، ومالياً في دعم حزب اللات ، ومكونه الشيعي ذو الولاء الايراني المطلق ،  والإضرار بدول المنطقة من خلال تهريبها وتصديرها للعالم العربي ، بالتعاون مع أسرة الاسد المجرمة.
قامت المملكة العربية السعودية بجهود جبارة في التوفيق بين المكونات والطوائف اللبنانية لانتخاب الرئيس الجديد ، بعد برود العلاقة في فترة ميشال عون ، وصهره جبران باسيل اللذين كانا يمثلان الوجه القبيح للبنان  ، ولارتباطهما بعلاقات مشبوهة بنظام الاسد وخامئني في طهران ، بل كانا حصاني طروادة للايرانيين ومكان رهانهما في ميزان القوى في لبنان ، وسوريا ، وهما الدولتين اللتين كانتا من ضمن دول الممانعة التي تحدثت ايران عن احتلال عاصمتيهما مع بغداد وصنعاء .  ايران الان فقدت ذلك الموقع وسيطرتها على لبنان ، وسوريا ، وأصبحت في مرحلة تراجع لخسارتها الجيوسياسية في هاتين الدولتين .
نعود لخطاب الرئيس الجديد ، عون ، ولنركز على نقطتين فقط هامتين في خطابه ، وهو نزع سلاح حزب ايران في لبنان ، والقضاء على زراعة وصناعة وتهريب المخدرات ، وندع كل مابقي من وعوده للشعب اللبناني المتلهف على عودة لبنان لحضنه العربي ، وجنوحه عن ايران وحزبها والوصاية الايرانية على لبنان التي أودت بكل شيء في هذا البلد لسلة المهملات ، بل لتفشي الفساد وضياع سلطة الدولة .
نقول ان  في انتخاب عون تحجيم للحزب ونشاطه في لبنان،  وكذلك لنبيه بري ، الوجه الاخر الشرير لايران في لبنان ، ولعل قبول هذا الثنائي بهذا الترشيح هي خشيتهما من العزل ، بل الانقضاض عليهما من اللبنانيين ، والمجتمع الدولي ، وبعض القوى في المنطقة ، وخاصة بعد طرد ايران من سوريا ، حيث أصبح هذا البلد الصغير خارج نطاق ماتسمى دول الممانعة ، والاشكالية هنا هل سيتخلى الحزب عن سلاحه!
وهل يستطيع عون تنفيذ ذلك ؟ وماهي ردود الثنائي الشيعي ، وخاصة بري الذي سيكون شوكة في حلق عون ، وحكومته الجديدة لمنع مثل هذه الاجراءات التي تقضي بإنسحاب الحزب لشمال الليطاني ، وتسليم سلاحه! وهو ما اعتقد ان ذلك سيكون حجر عثرة في طريق عون ، حيث سيقف الحزب له بالمرصاد ، وسيواجه عون الرفض ، في ظل دعم خفي من ايران لاذنابها الموجودين في المكون الشيعي اللبناني ، وعلى رأسهم بري ، مع بعض نواب مجلس النواب اللبناني الذين بيعت ذممهم للمال الحرام الايراني ، في ظل ضعف لازال يخيم على الجيش اللبناني ، وخشيته من الحزب المدمر حتى بعد وفاة زميره!
اذاً عون سيقف ربما موقفاً  شبه محايد ، ويرضى بالمناصفة في هذا الموقف ، أي الحل الوسط ، وهو انسحاب الحزب لشمال الليطاني ، مع الاحتفاظ بسلاحه الذي يدعي مناصروه أنه وجد كمقاومة ! بينما هو في الاصل مليشيات ايرانية بإمتياز!؟ وذلك الرضى ربما يقوده عدم قدرة الجيش في مواجهة هذه المليشيات المدعومة من ايران ، رغم هزيمتها وانكسارها ! .
أما مايتعلق بالمخدرات ، وماورد في خطاب الرئيس  ، فذلك أيضاً يحتاج لوقت ، ولمواجهات ربما تكون عسكرية ، وخاصة أن من يفرض سيطرته عليها هو حزب ايران ، الذي فجر مرفأ بيروت ، ولازالت قضيته معلقة! .
وفي كلا الحالتين سيقف الجيش بين خيارين .. لا ثالث لهما ، إما المواجهة مع الحزب لحل هذه المعضلتين ، وإما السكوت ، والمماطلة التي يجيدها الحزب ، ومعه بري لكسب الوقت ، والعودة للاستقواء بالسلاح والدعم الايراني ، وهذه وجهة نظر قد تكون هي مربط الفرس في عقدة الحزب ، وتصريح الرئيس الجديد، والتحليل طويل ، وقد لاتسمح لنا الصحيفة بتجاوز الحد المسموح به حول هذا المقال ، ولكن النهاية ستكون المماطلة من الحزب ، وذيوله ، وعدم قدرة الجيش فرض الامر بالقوة ، وبالتالي الخشية هي عودة الحزب لفرض سيطرته على رقاب اللبنانيين كالسابق!؟
محمد سعد الربيعي
كاتب رأي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى