كُتاب الرأي

جهود المملكة العربية السعودية يوم التروية

جهود المملكة العربية السعودية يوم التروية
تتمثل جهود المملكة العربية السعودية في يوم التروية: بالعناية الشاملة لضيوف الرحمن، حيث يعد  يوم التروية، الثامن من شهر ذي الحجة، من الأيام المهمة في مناسك الحج، إذ يستعد فيه الحجاج للانتقال إلى مشعر منى، بدايةً لرحلتهم الروحية العظيمة نحو عرفات ومزدلفة ثم منى مجددًا. وقد كان الحجاج في السابق يحملون الماء معهم استعدادًا للمشقة التي تنتظرهم، فسُمي اليوم بالتروية. أما اليوم، فقد تغيّر المشهد تمامًا بفضل ما تبذله المملكة العربية السعودية من جهود جبارة لتوفير كل سبل الراحة والأمان والطمأنينة لضيوف الرحمن.
قامت المملكة بتهيئة مشعر منى: بنية تحتية متكاملة، حيث تبدأ  الجهود في وقت مبكر من كل عام، وإذ تُعدّ مشعر منى لاستقبال أكثر من مليون حاج، عبر توفير مخيمات مكيفة وآمنة، ومجهزة بأنظمة إنذار وإطفاء، وخدمات طبية ومرافق صحية عالية المستوى. وقد تم تزويد منى بشبكة ضخمة من المياه، وشبكات كهرباء، وأسطول نقل ضخم لتيسير تنقل الحجاج.
وتأتي التقنيات الحديثة في خدمة الحجاج كجانب من جوانب رعاية الحاج، حيث سخّرت المملكة التقنيات الحديثة لخدمة الحجاج، فتم استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل الحركة وتنظيم الحشود، كما تُستخدم تطبيقات رقمية لتوجيه الحجاج، وتوفير معلومات فورية عن المناسك، والمواقع، والإرشادات الصحية، ومواعيد التنقل.
أما الجانب الصحي فيمثل أمان الحاج أولوية لحكومة خادم الحرمين الشريفين، حيث خصصت وزارة الصحة مراكز طبية متنقلة وثابتة في مشعر منى، يعمل بها آلاف الأطباء والممرضين على مدار الساعة. وتوفَّرت وحدات الطوارئ، وسيارات الإسعاف عالية التجهيز، بالإضافة إلى خطط استجابة سريعة لأي طارئ صحي.
أما توفير المياه والغذاء والراحة في التروية من جوانب التيسير التي يلمسها الحاج
ففي الماضي كان الحاج يتزود بالماء قبل أن يرتحل إلى منى، أما اليوم، فقد أصبحت المياه الباردة والغذاء الصحي والخدمات المتكاملة متوفرة في كل موقع. وتعمل الجمعيات الخيرية والجهات الرسمية على توزيع الوجبات والمياه والتمور مجانًا، مع مراعاة جودة التغذية وسلامتها.
وتبرز جهود الأمن والسلامة بما تقوم به قوات الأمن العام والدفاع المدني والحرس الوطني لتواكب حركة الحجيج في كل مرحلة، وتُطبَّق خطط دقيقة لتنظيم السير ومنع التكدس، وضمان سلامة الحجاج من أي خطر محتمل. وتُدار هذه الجهود بروح تعاونية بين الجهات الأمنية والصحية والخدمية كافة.
وأخيراً  في يوم التروية، يتحول مشعر منى إلى لوحة من النظام والرحمة، تعكس جهودًا عظيمة من قيادة المملكة وشعبها لخدمة ضيوف الرحمن. وما كان الحاج قديمًا يحمله زادًا وتحمّله صبرًا، أصبح اليوم محاطًا بخدمات متكاملة، تجسّد شعار المملكة الخالد: “خدمة الحرمين الشريفين شرفٌ لنا”.

بقلم أ.أماني الزيدان

اماني سعد الزيدان

كاتبة رأي ورواية مسرحية ومشرفة على في ظلال المشهد المسرحي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى