كُتاب الرأي

جفّت الأقلام ورفعت الصحف

إنَّ أوَّلَ ما خَلَقَ اللَّهُ القَلَمَ، فقالَ لهُ اكْتُبْ، قالَ: رَبِّ وماذا أكْتُبُ ؟ قالَ: اكْتُبْ مَقادِيرَ كُلِّ شيءٍ حتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ” (رواه الترمذي وأبو داود). حيث تشير إلى إتمام القضاء والقدر وانتهاء كتابة كل ما سيحدث في الكون. وهي مأخوذة من حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث قال: رفعت الأقلام وجفت الصحف” (رواه الترمذي وغيره). لكن هذا لا يتنافى مع مسؤولية الإنسان، إذ أمرنا الله بالأخذ بالأسباب والعمل، لأننا محاسبون على اختياراتنا وفق إرادتنا التي خلقها الله لنا، وهذا جزء من عدل الله وحكمته. هذا الإيمان يعني أن الله عز وجل يعلم ما كان، وما سيكون، وما لم يكن لو كان كيف يكون. وقد كتب مقادير كل شيء، سواء الأرزاق، الآجال، الأعمال، أو الأحداث. أن كل شيء قد كُتب وانتهى في علم الله عز وجل، بما في ذلك أرزاق الناس وآجالهم وأعمالهم. فلا شيء يخرج عن مشيئة الله وعلمه، مما يعلّمنا التسليم بقضاء الله وقدره، مع الاستمرار في السعي والعمل والأخذ بالأسباب.

 

فاطمة الحربي

كاتبة رأي

فاطمة الحربي

كاتبة رأي وإعلامية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى