كُتاب الرأي

جرير في البانوراما مول!

 

د. عبدالعزيز رداد الحارثي

جرير في البانوراما مول!

 

بروح لجرير في البانوراما مول، وبعدين بشوف موڤي في ال AMC. هذه الجملة قالها لي أحد الأبناء عندما سألته وين رايح. واحتوت تلك الجملة على ثمان كلمات، منها أربع كلمات إنجليزية، أي أن ٥٠ % منها كانت بلغة غير عربية! والمقصود بجرير هنا هو مكتبة جرير وال AMC هي إحدى صالات عرض السينما. وهذه الجملة هي مجرد مثال بسيط يبين لنا مدى تغلغل مفردات اللغة الإنجليزية في لغتنا العربية العامية، خاصةً بين صغار السن، ومدى تأثير الثقافة الغربية على مجتمعنا.

وقد يكون من الضروري استخدام بعض الكلمات الأجنبية أثناء الحديث أو الكتابة، مثل أسماء العلامات التجارية الأجنبية أو الكلمات التي لا يوجد لها نظير في اللغة العربية، ولكني لا أستطيع أن أفهم لماذا يتم تسمية كثير من الأسواق والمجمعات التجارية وبعض الفعاليات بأسماء إنجليزية؟ ولماذا يتم وضع موسيقى غربية في بعض المقاهي والمطاعم والفنادق وجل المستمعين إليها هم من العرب؟ هل اللغة العربية تفتقد إلى الأسماء البراقة والجميلة وهي لغة غير عصرية؟ وهل الموسيقى العربية رجعية أو لا تناسب الذوق العام؟ أم هي عقدة الأجنبي والإحساس بالنقص؟

وفي هذا العصر، نحن أمام طوفان هائل من المفردات والمصطلحات الأجنبية في مجالات العلوم والتقنية والهندسة والطب والفن وغيرها، ويمكن لهذا الطوفان أن يبتلع كثير من اللغات ويغرقها.

وإن مسؤلية الحفاظ على الهوية الثقافية العربية والإسلامية الأصيلة بشكل عام، وهوية اللغة العربية على وجه الخصوص، هي واجب وطني كبير، وتقع على جميع أفراد المجتمع ومؤسساته التعليمية والإعلامية والثقافية. كما أن لمجمعات ومعاهد اللغة العربية دور كبير في تعريف تلك المفردات والمصطلحات الأجنبية، وإطلاع المتحدث العربي بنظيرها في اللغة العربية، وهل يجب تعريبها إن لم يكن لها نظير.

كاتب رأي واستشاري باطنية

     ١٦ شوال ١٤٤٦

د . عبدالعزيز بن رداد الحارثي

كاتب رأي واستشاري أمراض باطنية وطب المسنين ومشرف الثقافة الغذائية والصحية

‫4 تعليقات

  1. رحم الله حافظ ابراهيم
    رَجَعتُ لِنَفسي فَاِتَّهَمتُ حَصاتي

    وَنادَيتُ قَومي فَاِحتَسَبتُ حَياتي
    كانت اللغة العربية الفصحى تصرخ في ذاك الزمان وأظن أنه لو عاصر زماننا لبكى دما

  2. نعم هذا صحيح وأكثر مانراه في مسميات الأسواق الكبيره وهنا تكمن الخطورة إذ ان التسمية موافق عليها من جهات مسؤولة. أما كون بعض الأفراد يستخدمون بعض الكلمات الأجنبية أثناء الحديث فهو له وجهان. الأول يكون مثلا في بعض المصطلحات الطبية والتي لم تعرب. أما الوجه الاخر فهو ان بعض الأشخاص عندما يدخل بعض المفردات الأجنبية هو شعور لاثبات للغير انه مثقف. وهي على العكس فالبعض يراها إكمال نقص. والله اعلم أحببت المشاركة بشيء بسيط وبارك الله فيك وفي ماتطرح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
الذهاب إلى الواتساب
1
م حبا أنا سكرتير رئيس التحرير
مرحبًا أنا سكرتير رئيس التحرير وأنا هنا لمساعدتك.