كُتاب الرأي

وجود البديل!!

وجود البديل!!

إن الإنسان بطبيعته عندما يتعود على شيء ويتعلق به يصعب عليه أن يتخلى عنه أو أن يتخيل حياته من دونه؛ مثل: الهاتف أو الأصدقاء وغير ذلك.
لكن -في الواقع- الأمر مجرد فكرة فقط أقنع الإنسان نفسه بها وآمن بها لدرجة أنه أصبح يرى أن هذه هي الحقيقة.
وبالمثال يتضح المقال وعلى هذا الأساس سنطرح فكرة صغيرة كمثال حتى تتضح الفكرة أكثر.
لو أن شخصًا ما يمتلك منزلًا ويضع في غرفة معينة منه أغراضًا مهمة بالنسبة إليه، ويحتفظ بها كلها في غرفة واحدة، ثم إنه في أحد الأيام قفل باب الغرفة وصعب عليه فتحه ثانية ماذا سيحدث؟!
في المرحلة الأولى سيجرب كل الطرق لفتح الباب ثم إنه سيستسلم للأمر الواقع، وبعد فترة من الزمن لا بد أن يحتاج إلى أحد الأغراض الموجودة داخل الغرفة ولأنه لم يستطع أن يحصل عليه فمن الطبيعي أن يبدأ بالتفكير في بديل لذلك الغرض.
قد يكون البديل موجودًا في غرفة أخرى أو أنه سيشتري أغراضًا جديدة بدلًا من المحجوزة في الغرفة ولعله سيكتشف ويقتنع مع مرور الوقت أن الكثير من الأغراض التي كان يراها مهمة، هو فعليًّا لا يحتاج إليها، ولكن الموضوع كان مجرد عادة اعتاد أن يراها أمامه ويصعب على نفسه أن يتخلى عنها.
ولو أنه فتح الباب بعد ذلك فستكون له نظرة جديد تجاه ما في الغرفة، بل قد يشعر بالغربة تجاهها؛ لأنه قد اعتاد على غيابها من حياته.
وعليه فإن لكل منا فكرةً هو من اختار أن تكون حقيقةً أو منهجًا يعيش به في حياته، لا تجعل نفسك حبيس الأفكار السيئة سواء أكانت هذه الأفكار عن نفسك أم عَمَّن حولك.
عِشْ حياتك مطمئنًا مخلصًا لنفسك ولمن حولك وإن غاب أحدهم بعذر أو بغدر منه فإن الخاسر الوحيد هو الآخر والحمد لله الذي قدر لنا حياتنا.

عبدالعليم مبارك

عبدالعليم مبارك

أديب وكاتب رأي مصري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى