إيران وفتنة الشيعة

اللواء/ محمد سعد الربيعي
على إثر نفوق نصر اللات، حدثت فتنة في لبنان وبعض الدول العربية ودول الخليج، عندما أقامت المكونات الشيعية في تلك البلدان مجالس أو مآتم عزاء لنفوق نصر اللات المذكور.
نجدهم في لبنان أثاروا فتنة رغم معرفتهم المسبقة بما قام به الهالك من تدمير لدولتهم لبنان، وقتل وتدمير سوريا واليمن والعراق، وفي كل مكان حل فيه نصر اللات وقياداته وعناصره الشيعية. وما قام به الحزب وعناصره من مؤامرات وعمليات إرهابية واغتيالات بالجملة في لبنان وبعض الدول العربية والخليجية، إلا أن هذا المكون الطائفي في لبنان وغيره يرون في نصر اللات أنه مصدر فخر واعتزاز! بينما هو كان شراً طائفياً حاقداً على العرب والمسلمين، وفي كل مكان حل أو ذهب!
وتبع ذلك، فيما يتعلق بإقامة مآتم العزاء، شيعة الكويت والبحرين وغيرها من الدول التي تعاطفت وتوحدت مع طائفة الشيعة لهلاك المذكور، مثل العراق وسوريا ولبنان.
المخزي في الأمر أيضاً، أن نرى دولاً وضعت حداداً على نفوق نصر اللات، ومنها للأسف دول عربية مثل العراق وسوريا ولبنان، التي تربطها اتفاقات أمنية ضمن جامعة الدول العربية بمحاربة الإرهاب الذي كان زعيمه أحد مصادره، ويشرف عليه ضد دول مجلس التعاون ودول عربية أخرى.
من يتابع التطورات الأمنية والاجتماعية في الدول العربية ودول الخليج، فيما يتعلق بالمكون الشيعي، يجده كان يعيش حياة طبيعية وهادئة ومتجانسة، ومحبة لدولهم مع بقية مكونات تلك الدول الاجتماعية. ولم يكن هناك أي فوارق بين هذا المكون والمكونات الاجتماعية الأخرى. بل في بعض هذه الدول، خاصة الخليجية منها، يعد ذلك المكون اجتماعياً غنياً ومؤثراً، وله دور اقتصادي كبير في مناطقه ومدنه التي يكثر فيها، وفي الوضع الاقتصادي للدولة بشكل عام، إضافة للارتباطات الاجتماعية الجيدة التي تربطه ببقية المكونات الأخرى السنية في تلك الدول.
الأهم في كل ذلك هو عدم وجود نوايا أو ارتباطات خارجية أمنية أو استخبارية يستغلها هذا المكون ضد دولهم.
بعد مجيء الهالك الخميني، أخذت تلك المكونات الشيعية في كافة الدول العربية، وخاصة الخليجية منها، في التغير التدريجي المتسارع بالتقرب من إيران. وبدأت أفواجهم تتوجه لمراقدهم الشيعية في قم وكربلاء. وهنا استغلت إيران تلك الأعداد الكبيرة، وبدأت تمارس عمليات تغريرية كبيرة في خلق كراهية مقيتة بين تلك المكونات وبلدانهم، وإقناعهم بالمظلومية التي يعيشونها، وإغرائهم أيضاً بالخمس لمن رأت فيهم قوة القيادة والتأثير.
وهذا ما حدا بتلك الجموع إلى التقرب من إيران. وبدأت إيران على إثر ذلك بفتح مراكز التدريب والتجنيد لشباب هذا المكون، وغرست في فكرهم ومفاهيمهم ضرورة الصدام مع دولهم ومواجهة رجال الأمن. بل الأهم كان تجنيدهم للقيام بأعمال إرهابية ضد دولهم. والأدهى من ذلك إقناعهم بتغيير أنظمة بلدانهم. وتولى الدور الأكبر في ذلك ذيلها في لبنان، أي حزب اللات، الذي وجد فيه عناصر هذا المكون المكان المناسب لغطاء تحركاتهم وتنقلاتهم وعدم كشفهم.
بدأت شوكة هذا المكون في النمو في وحل الغدر والخيانة والارتباط بنظام طهران الإرهابي. حتى كبرت ذيولهم في المنطقة، وأصبح ارتباطهم بطهران قوياً، كما يحدث الآن في لبنان واليمن والعراق، في ميليشيات شيعية إرهابية تأتمر بأوامر إيرانية في تخريب المنطقة.
إيران لن تترك الدول العربية، فهي تحشد الميليشيات وتوظف الذيول لخدمة نظامها، من خلال التغلغل في الدول العربية، وخاصة إقناع ضعاف النفوس بسلامة معتقدها الشيعي، أو من يرون عدم خطورة مثل هذا التغلغل. ساعدها في ذلك سفاراتها في الخارج وملحقياتها الثقافية، التي تعتبر أوكاراً استخبارية إيرانية.
كادت أن تذهب مصر لهذا النشاط المكثف الذي مورس عند استلام مرسي للسلطة عندما حاول أن يسمح لهم بالسيطرة على المساجد الفاطمية! لكنه أُبعد عن حكم مصر، وبالتالي أُبعد الفرس عن مصر!
وها هي المحاولات تتم في الأردن لإرسال وفود سياحية! والأمر ينطبق على تونس وليبيا والمغرب، التي تنبهت للدور الإيراني الخطير وطردتهم وأغلقت سفاراتهم في البلاد.
والآن نشاطهم على قدم وساق في الجزائر، بلد المليون شهيد، الذي يعتقد أن الفرس استطاعوا إيجاد موطئ قدم لهم فيه للأسف. ناهيك عن بقية الدول العربية كالسودان والصومال وجيبوتي… إلخ.
إذن، إيران تمارس دوراً خطيراً وخطرها محدق، وخاصة على دول الخليج في الكويت والبحرين والإمارات، التي تعاني من وضعها الديموغرافي في سكانها. وبالتالي، تمارس أدواراً خبيثة في هذه الدول.
المتابع يجد أن المكون الشيعي في هذه الدول أصبح يمثل خطورة محدقة بنظامها السياسي والأمني، وكذلك بوضعها الاجتماعي والديموغرافي. وإيران تراهن على هذا الوضع، وهذا المكون الشيعي، وتعد خططاً خمسينية في بسط سيطرتها على دول الخليج من خلال المكون الشيعي الذي تراهن عليه إيرانياً.
ما يجب فعله هو المراهنة على الشيعة المعتدلين في دولهم، الشيعة العروبيين منهم، ووضع الخطط التي تقف في وجه المد الشيعي لهذه الدول، والتركيز على الجانب الإصلاحي لهذا المكون، ووضع الدراسات والخطط التي يمكن من خلالها إقناع هذا المكون الشيعي بخطورة نظام طهران على وجوده، وإعادة النظر في من يحصل على جنسية هذه الدول وسحبها منه، وخاصة من يوالي نظام طهران، والتركيز على الجانب التبشيري للتشيع أي المد الشيعي الممارس من طهران وسفاراتها في الدول المستهدفة خليجياً وعربياً، ومنع ذلك، وإقامة الحجة على من يغير مذهبه من مواطني هذه الدول، وخاصة من يقع ضحية التغرير أو الإغراء بالمال (الخمس)، والتنسيق بين الدول العربية لوضع خطط مدروسة في كيفية مواجهة نشاط إيران الإرهابي ومنع تغلغلها داخل الدول العربية.
هي رؤية، والمؤكد أن لدى هذه الدول استشعار مرهف بخطورة الوضع، وخطورة تدخل إيران في المنطقة، وتوظيف مليشيات وأذناب تعمل تحت أنظار ووفق إشراف الحرس الثوري والمخابرات الإيرانية، وكذلك ممثليات إيران الدبلوماسية التي توظفها في إثارة الفوضى وزرع القلاقل داخل الدول العربية.
كاتب رأي
👍👍👍👍