جازان تحتفي بالأبطال: آمال زعقان تفخر بأبنائها الأربعة وجازان تستعد اليوم للاستقبال فهد أبو علة

جازان تحتفي بالأبطال: آمال زعقان تفخر بأبنائها الأربعة وجازان تستعد اليوم للاستقبال فهد أبو علة
جازان – رؤى مصطفى
بين فخر الأم وتضحيات الأبناء، ووفاء الأرض لأبطالها، تواصل جازان رسم صور البطولة والاعتزاز. فها هي التربوية آمال زعقان تعيش لحظات اعتزاز وهي ترى ثلاثةً من أبنائها في صفوف حماة الوطن وتترقب التحاق الرابع بهم ليكتمل حلمها، فيما تستعد المنطقة غداً لاستقبال البطل فهد أبو علة، الذي يعود محاطاً بالدعاء والوفاء بعد أن سطّر مع زملائه المرابطين أروع صور الشجاعة في ميدان الشرف.
تقول آمال زعقان لـ«آخر أخبار الأرض »: «توفي والد أبنائي وهم ما زالوا صغاراً، فقد رحل والد بندر وهو في الصف الأول الابتدائي، بينما كنت ما أزال في مرحلة المتوسطة، وقد تزوجت حينها وكنت أرعى والدهم المريض المصاب بالسرطان، حتى أكملت دراستي الجامعية، وتوليت بعد وفاته مسؤولية أبنائي وتربيتهم على الاعتماد على أنفسهم».
وأضافت: «أعمار أبنائي متقاربة، وكنت أدخلهم بنفسي إلى المحلات وأعلمهم البيع والشراء ليس لأننا بحاجة، بل لأني أردت لهم الاعتماد على النفس منذ الصغر. كانوا يدرسون صباحاً ويعملون مساءً، ليكبروا على قيمة الكفاح».
وأشارت إلى أنها تعمل حالياً في التعليم، مؤكدة أن رسالتها التربوية لا تقتصر على أبنائها فحسب، بل تمتد إلى طلابها أيضاً، حيث تسعى دائماً لغرس قيم الاعتماد على النفس وحب الوطن في الأجيال الجديدة.
وعن مسيرة أبنائها العملية، أوضحت أن ابنها الأكبر عبدالعزيز (27 عاماً) التحق بالأمن العام، فيما اختار أحمد وبندر (23 عاماً) أن يكونا في الحد الجنوبي «في وجه المدفع» كما تصف، مشيرة إلى أن ذلك جاء برغبتهم الكاملة وحبهم للوطن.
كما لفتت إلى أن ابنها بندر يتلقى حالياً العلاج في مدينة الملك سلمان الطبية بعد إصابته أثناء أداء واجبه في الحد الجنوبي، مؤكدة أنه «سيعود قريباً إلى مسقط رأسه جازان بين أهله وذويه مرفوع الرأس».
وتابعت قائلة: «أما ابني الرابع محمد، فأمنيتي أن يلتحق بالمجال العسكري ليكون على نفس نهج إخوانه، وبذلك تتحقق أمنيتي التي دعوت الله بها طويلاً أن يكون لي أربعة أبناء درعاً للوطن».
وختمت زعقان حديثها بالتأكيد أن تضحيات أبنائها وسام شرف يزين حياتها، مشيرة إلى أن ما يقدمه أبناء الوطن المرابطون سيظل محل تقدير واعتزاز في قلوب جميع السعوديين، مقدمة شكرها للقيادة الرشيدة على ما توليه من رعاية واهتمام بأبنائنا المصابين في ميدان الشرف.
وفي سياق متصل، تستعد منطقة جازان غداً لاستقبال البطل فهد أبو علة، أحد أبناء الوطن الأوفياء الذين جسدوا أسمى معاني التضحية والفداء في ميدان الشرف. وسيحظى البطل عند وصوله بمظاهر احتفاء رسمي وشعبي تؤكد المكانة العالية التي يحظى بها المرابطون في قلوب أبناء جازان، ليبقى اسمه ورفاقه عنواناً للبطولة في ذاكرة الوطن وأبنائه.