تمام الصحة و كمال العافية فى عيدنا السعيد

كتب : الدكتور/ أشرف عبد القيوم أمير إستشارى طب الأسرة نائب رئيس الجمعية السعودية لطب الأسرة و المجتمع:
بعد أن من الله علينا و بلَغنا شهر رمضان الكريم ، و تقربنا الي الله بالعديد من العبادات و الطاعات، و نعمنا بكثير من البركات و النفحات الربانيه و الرحمات ، يرحل عنا ضيفنا الكريم بعد بضعة أيام ليأتي العيد ليجمعنا و تلتقى الاسره بجميع افرادها في تواصل حميم ،و تأزر جميل ينعم به الجميع بفرحة العيد و بلقاء اجتماعى فريد ، يلقى بظلاله على سلامه الصحه النفسية و الاجتماعيه للفرد و الاسره و من ثم المجتمع .
و للعيد طقوس تبرزفيه أقصي مظاهر البهجة و الفرحة ، تبداْ بتجمع الأسرة لصلاة العيد ، و تنتهى بتجهيز وتناول أشهى أنواع الأطعمة و الحلويات من كعك العيد والمعمول وخبز العيد . و بالرغم من المكاسب الصحيه العظيمه التي جنيناها فى شهر رمضان الكريم من تعزيزللعادات الغذائية الصحية و زيادة حرق الدهون المخزنة بالصيام و راحه الكثير من اجهزه الجسم من الاجهاد المستمر طوال العام مثل الجهاز الهضمى وغيره ، إلا أن الكثير من العائلات تستعد للاحتفال بعيد الفطر بالولائم والأطباق الغذائية المتنوعة والحلويات والمشروبات، فتصطدم معدة الصائم بنظام غذائي جديد يربك عملها ويؤثر على سلامتها و يهيىء الفرد الى الإصابة ببعض المضاعفات الخطيرة التي تفقد الفرد و الأسرة بهجة هذه المناسبة السعيده .
فالإفراط في تناول حلويات العيد المليئة بالسكريات، والمكسرات والوجبات الدسمة و صحون المفطحات تؤدي إلى زيادة الوزن، و الإصابة بإضطرابات الجهاز الهضمي مثل عسر الهضم و الإرتجاع المريىء و زيادة حموضة المعدة و الإرتباكات المعوية و تهيج القولون العصبي وكل ذلك يعرض الفرد للمرض و يذهب بمكتسبات الصوم في شهر رمضان بدون فائدة .
و تتضاعف المخاطر الصحية للإفراط فى تناول الحلويات لدى المصابين بكل من داء السكرى والسمنة وارتفاع دهون الدم وأمراض القلب والشرايين، لذا يجب الحذر من تناول كمية كبيرة من هذه الحلوى و الأطعمة الدسمة تحت ضغوط الضيافة و إصرار المضيف. لذا أنصح جميع أفراد المجتمع بعدم الإسراف فى تناول حلوي العيد و الأطعمة الدسمة من صحون المفطحات التي تزخر بها موائد العيد و الإهتمام بنوعية الطعام و كميته ، حيث تكون النوعية من الطعام المتوازن الذي يحتوي على كمية متوازنة من النشويات و البروتينات و الدهون ، و بكميات صغيرة و متكررة على مدار اليوم و بفواصل زمنية بين الوجبات الرئيسية ما بين 4 إلى 5 ساعات على الأقل ، و الحرص على عدم مفاجأة المعدة فى أول أيام العيد بإفطارثقيل و غداء دسم و عشاء غير متوازن .
و الانتظام في مواعيد تناول الطعام، حتى يتاح للجسم أن يأخذ وقته في الهضم والاستفادة من المواد الغذائية، لأنه من الضروري تهيئة الجهاز الهضمي للعودة لاستقبال الطعام في صورة وجبات، وفي أوقاته المعتادة، يُفضل الابتعاد عن تناول الأطعمة خارج المنزل في العيد ، لتجنب الإصابة بالنزلات المعوية وعسر الهضم والحموضة، لهذا أنصح بتناول الأطعمة الخفيفة المعدة في المنزل.
و يُفضل تناول كميات محدودة من حلوى العيد، وتناول الفواكه بدلاً منها. و اعتماد الأطعمة المنزلية والابتعاد عن المأكولات الجاهزة، والحرص على شراء المأكولات الجاهزة من مصادر آمنة وموثوقة، وعند تناول الطعام خارج المنزل يجب اختيار المطاعم والأماكن النظيفة، ومنع الأطفال من شراء الأطعمة والمشروبات المكشوفة والمصنعة والمحتوية على الكثير من المواد الحافظة والأصباغ والنكهات الصناعية
و من جهة أخري يجب تجنب المشروبات التي تحتوي على كميات كبيرة من الكافيين و الإفراط في تناول الكافيين، الذي يثير الغثيان ويزيد مستويات التوتر في الجسم والقلق وعدم القدرة على النوم.
يجب المحافظة علي ممارسة التمارين الرياضية بصورة معتدلة حيث تساعد ممارسة الرياضة الخفيفة إلى المتوسطة مثل المشي بخطوات متوسطة السرعة على انتظام حركة الأمعاء ورفع معدلات الأيض وحرق الدهون، ويفضل أن تكون التمارين قبل الأكل وليس بعده.
أتمني لكم صياما مقبولا و عملا صالحا مرفوعا ، و عيدأ سعيدا تكتمل فيه البهجة و تتحقق فيه الصحة بتمامها والعافيه بكمالها .
الدكتور/ أشرف عبد القيوم أمير