قيثارة الإلهام
( تفاؤل )

( تفاؤل )
أرى شجراً ! فتحسبُهُ سراباً
ونقعاً عالياً ! ضرب اليبابا !
وأبصرُ في دواخلك الخزامى
نمتْ فجراً ! فأصبغتْ الثيابا
وبث النور في خديك نوراً
تطاولَ في المدى فحنا وثابا
وصبَ الحسن في عينيك حسناً
فتقسم حانثاً ! قسماً كذابا !
*****
على ماذا تنافر أو تواري؟!
سؤالٌ سائرٌ ! نثر الجوابا ؟!
وفيم تعكر العسل المصفّى
وفي شفيتك أسرف ثم ذابا ؟!
ولملمتْ الخدودُ رفاة ورد
تناثر ها هنا فنما وطابا
وأشرقتْ الحياةُ لكل وجه
تحرّى في دواخله الصوابا !!
*****
علام تقول حادثةُ الليالي
وتهدمُ في مرابعك القبابا
وترسلُ نظرةً سوداء حمقا
تقّنط في دوائرها الشبابا !
وتفتلُ صورة ! وتديرُ أخرى !
وتكتبُ في مدارجها الكتابا
وما تدري بأن الخيرَ فهمٌ
إذا أطلقته ملأ الرحابا !
*****
فصبراً أيها المأسورُ أسراً
فحقٌ ! للتسائل أن يجابا !
وحقٌ للحقيقة أن تُجلّى
وتفرش أرضها تبراً مذابا
ترى سر الطبيعة أن تغني
وترخي في مرابعها الركابا
وتمنح فألك الأيام ديناً
وتشرب زمزماً ماء رضابا !
*****