كُتاب الرأي

تطبيق حضوري بين التنظيم والواقع العملي

تطبيق حضوري بين التنظيم والواقع العملي

تواصل وزارة التعليم جهودها الرامية إلى تطوير بيئة العمل التعليمية عبر توظيف التقنية الحديثة في شتى المجالات. ومن أبرز هذه المبادرات إطلاق تطبيق “حضوري”، الذي صُمم لتنظيم الحضور والانصراف إلكترونيًا، بما يعكس حرص الوزارة على تعزيز الانضباط وتفعيل التحول الرقمي. خطوة تعكس حب النظام والرغبة في التطوير، وتستحق بلا شك الشكر والتقدير.
ومع ذلك، تكشف التجربة الميدانية عن بعض التحديات التي تحتاج إلى معالجة. فالحضور والانصراف من القضايا الجوهرية في انتظام العمل، إلا أن التطبيق في صورته الحالية لا يخدم هذا الهدف دائمًا بالشكل المأمول. فقد تعيق أعطال الدعم أو مشكلات التقنية الموظف عن تسجيل حضوره وانصرافه، فيُسجَّل عليه غياب أو تأخير رغم التزامه الكامل بعمله. وهنا يتحول الهدف من تعزيز الانضباط إلى إرهاق الموظف والتأثير على سجله الإداري بطريقة لا تعكس واقعه الحقيقي .
إن التقنية قيمة حين تسهّل العمل، لا حين تعقده؛ وحين تخدم الهدف الأساسي، لا حين تعرقل الوصول إليه. لذلك، يبدو من الأنسب أن يُستثمر تطبيق “حضوري” في جانب الاستئذان، حيث سيكون دوره أكثر وضوحًا وفائدة، بينما يظل تسجيل الحضور والانصراف مرتبطًا بوسائل أكثر دقة ومرونة، تضمن العدل للجميع وتحقق الانضباط دون الإضرار بالموظف.
إننا نثمّن جهود الوزارة ونقدّر مساعيها للتحديث، مع التأكيد على أن أي نظام جديد بحاجة إلى مراجعة دورية وتطوير مستمر، ليؤدي الغرض الذي أُنشئ من أجله بأفضل صورة. فالتعليم رسالة، ومن يحملها يستحق أن تيسر له التقنية عمله، لا أن تضيف إليه أعباء إضافية.

بقلم: أ/ أماني الزيدان

 

اماني سعد الزيدان

كاتبة رأي ورواية مسرحية ومشرفة على في ظلال المشهد المسرحي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى