تضاريس

مِنْ قَعْرِ ذُلِّكَ حتى صَهْوَةِ الأنَفَةْ
كلُّ التضاريسِ إنْ حاولتَ مُخْتَلِفَةْ !!
تَمُرُّ ،مُدَّعِيا ظِلَّا ، تُخبِّئُ في
رَوْعِ النهارِ احتمالا ، خُنتَ مزدَلَفَهْ . !!
تُلقِي على كلِّ كرسيٍّ صدى جسدٍ ،
مُخَاتِلا قَلَقَا كانَ ارتداكَ صِفَةْ !!
تُقَارِفُ الكفرَ في عُذرِ السماءِ ،
وكم تَعْتَزُّ بالوزرِ فيما ظَلْتَ مقترفَةْ
للناي عبرَك نزفٌ لستَ تدركُهُ ،
لكنْ تُسَبِّحُهُ في رِمْسِ من عزفَهْ
اللحنُ ، تَرشُفُ قَرَّ الصيفِ نغمتُهُ ،
ونخلُ هجرتِهِ لم يدَّكِرْ نُطَفَهْ
أمَّا شتاؤكَ ،يُغري لونُ قُبلَتِه
حُمَّى أمانيكَ مهما بِتْنَ مرتجِفَةْ
وشاطئٌ سَوَّفَ المَرساةَ موعدُهُ
حتى تَوَرَّمَ قلبُ الملحِ مُذْ رَعَفَهْ
إخلعْ وقارَكَ ، وادي العاشقينَ غُوَى ،
وادلُفْ ، ولا ضيرَ كم مَسَّ الغُواةَ سَفَهْ
سيستوي عندكَ البحرانِ ،إنْ سَخِرَتْ
منك الشموسُ ، ويُقريكَ الدجى أسَفَهْ
لا تلتفتْ ، أبدا كلُّ الجهاتِ سُدى ،
ولن تنُمَّ على ياقوتِها الصَّدَفَةْ
فإنْ وَلَجْتَ ، ولم تَكْشِفْ خرائِطَها
لكَ المنافي ، فلا تَنْبِسْ بِبِنتِ شَفَةْ
لربما قرَأَتْكَ الريحُ عن وَلَهٍ ،
وهزَّ قلبُك في تلويحِها سعَفَهْ
فاسْلُكْ نواياكَ في رُوحٍ تُعَبِّرُها ،
وَقِفْ إنِ استطعتَ سِرَّ العشقِ أنْ تقِفَهْ
شعر / جبران محمد قحل