كُتاب الرأي

تصادم المشروع السعودي والصهيوني

جابر عبدالله الجريدي

تصادم المشروع السعودي والصهيوني

في كل يوم تمر على هذه الأرض بداية أحلام ورؤية مشرقة، وانكسار الآمال عندما يكسوا الأرض الظلام، جرت عادت الكون مابين شروق شمسٍ يدب في الأرواح التفائل والحركة لبداية اليوم بما يحقق الطموح، بينما ينتهي ذلك الأمل عندما تغرب الشمس من على وجه الأرض.
يختلف الضمير الإنساني من شخصٍ لآخر، أحدهم لا تجده إلا بشوشاً مبتسماً ضحوكاً، يسير بكل هدوء لا يضر أحداً، بل يسعى دائما للسلام ولمشاريع الوئام، وشخصٌ حسود يحمل الضغائن والأحقاد، ماكرٌ خبيثٌ لن ترى منه إلا الدمار والخراب، لا يعترف أبداً بمبادئ السلام، كالأفعى تُقابل المحسن بالإساءة والنكران، تختلف المعايير لأن أحدهم التزم بمبادئ الإنسانية والآخر تجرد منها وأصبح يحمل معه بعض الجينات العدائية الحيوانية.

المشروع السعودي:
السياسة السعودية ومواقفها الثابتة الحصينة، التي لا تحمل في طياتها شكوكاً ولا تلاعباً، بل صدقاً وفعلاً وإصلاحاً في الأرض، المشروع السعودي هو رسالة سلام يسعى إلى تحقيق في الأرض الأمان، المبادرات إلى إصلاح شأن الدول والأوطان وإرساء فيما بينها السكينة والإطمئنان، الحلول التي وضعتها بين القطب الشرقي والغربي الروسي والأمريكي، ونموذج الصراع بين الهند وباكستان، وإجتماعات الرياض لوضع حلول السلام في الشقيقة اليمن، ودعم الإستقرار والأمن في جمهورية السودان، ودعمها للحكومة السورية الجديدة وكأنها في جسدٍ واحدٍ عينان، ولن أنسى كلام جوزيف عون في مدحه المملكة العربية السعودية وانها تسعى لإستقرار الوضع في لبنان، فالمملكة العربية السعودية أعلنت الحرب على المنظومات الإرهابية ليعم الشرق الأوسط السلام برسالتهم “لن نظل نحارب الإرهاب، بل سنسعى إلى اقتلاعه من الأركان”، بدأ ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في الكلام يقول “ستكون النهضة القادمة في العالم في الشرق الأوسط إن شاء الله”، المشروع السعودي يحمل عدة أركان :
الأمن، الأمان، السكينة، الإستقرار، التنمية، التطور، الحضارة، السعادة، ثوابت الإنسانية، النهضة، المشروع الناجح، الخير.

المشروع الصهيوني:
الصهيونية فرقة يهودية بل هي شرها وأفجرها، فأما اليهود فيقول عنهم الإنجيل الذي انزل على نبينا عيسى عليه السلام “الحيات، أولاد الأفاعي” لشدة خبثهم ومكرهم وخداعهم، بدأ شرهم من عهد موسى عليه السلام حيث أنهم كفروا بأنعم الله، فالمشروع الحالي الذي يريدون تحقيقه خبيث جداً حيث يقول رئيس الوزراء الصهيوني النتن ياهو “إنه يشعر بأنه في مهمة تاريخية وروحية، وأنه متمسك بفكرة إسرائيل الكبرى” فوالله لن يظفروا ولو بنعلٍ واحد من نعال المسلمين، ننظر إلى هذه الفكرة والمشروع الذي يسعى لتحقيقه الصهاينة والذي سموه “إسرائيل الكبرى” فإن حدوده من النيل إلى الفرات وهذا يعني الدخول في إقليم دولة مصر العربية الدولة السيادية فهذا إعلان حرب واضح وزعزعة وتهديد لإستقرار مصر عبر إحتلال أراضيها بدون وجه حق، إلى الفرات الذي يمر بسوريا والعراق إلى أن يصب في الخليج العربي فهو يهدد دول ذات سيادة مثل سوريا والعراق وأجزاء من تركيا، ويمتد مشروعهم إلى خيبر متزعمين أنها أرضاً لليهود وهم يعرفون أنهم أراذل الخلق لايوجد لهم قبول في كل المجتمعات لشدة خبثهم ومكرهم، فقد طردوا من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم لخيانتهم العهود والمواثيق، وطردوا من خيبر لتآمرهم ومكائدهم وفتنهم على المسلمين، حيث تقوم حياتهم على التحريش بين الناس وإشعال الفتن والصراعات داخل المجتمعات، مشروعهم التوسعي القائم على الإضطهاد والإجرام، فلا يعتبرون بالإنسان ولا يهتمون بمبادئ الإنسانية، تنعشهم رؤية دماء الأطفال وهي تتلطخ بالتراب، تسعدهم أن يروا أشلاء النساء والرجال مقطعة أمامهم وِصالٌ وِصال، يعشقون التدمير والخراب، تعجبهم الصراعات والإختلافات والإضطرابات والحروب، لا يسعون إلا للشر والضراء، ولن تجد وصفاً يليق بهم إلا ماجاء في آية سورة المائدة 64 يقول الله تعالى فيها : ﴿وَقالَتِ اليَهودُ يَدُ اللَّهِ مَغلولَةٌ غُلَّت أَيديهِم وَلُعِنوا بِما قالوا﴾ تجرأوا على الله سبحانه فلعنهم وبهتم وأخرجهم من رحمته، ﴿وَأَلقَينا بَينَهُمُ العَداوَةَ وَالبَغضاءَ إِلى يَومِ القِيامَةِ﴾وجعل بينهم الحقد والضغينة حتى أنهم لا يجتمعون على أمر أبداً فتجدهم مشتتين في أصقاع الأرض، ﴿كُلَّما أَوقَدوا نارًا لِلحَربِ أَطفَأَهَا اللَّهُ﴾لا يريدون إلا الحرب والفتن فلا يريدون أماناً للناس ولا إستقراراً لهم، ﴿وَيَسعَونَ فِي الأَرضِ فَسادًا وَاللَّهُ لا يُحِبُّ المُفسِدينَ﴾ يسعون يدل على الاستمرار في الشي وهذا طبعاً دأبهم وديدنهم لا يسعون إلا للشر دائماً بئس القوم هم!

المشروع السعودي مشروع سلام للشرق الأوسط، بينما الصهيوني مشروع شيطاني خبيث، مشروعان متضادان إما أن ينتصر الحق او يستمر الباطل، مشروع السعودية لابد من إنتصاره ان يقيد المشروع الغاشم الصهيوني، ولابد على دول الشرق الأوسط ان تلتف حول مشروع المملكة العربية السعودية أن أرادوا الإستقرار لأوطانهم، خذوها منّي “سينتصر نور السعودية على ظلام ولعنة الصهيونية”.

كاتب رأي – اليمن

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى